فدوى موسى

المختونة المحرومة

المختونة المحرومة
[/CENTER] ولاية البحر الأحمر تقدم مجلسها التشريعي بخطوة نوعية تعضد وتسند المرأة في ناحية حسية مهمة تتعلق بعضو من جسدها دائماً ما يجد البتر والقطع ليكون مدخلاً للتأثير على حياتها الزوجية المقبلة أو سبباً لحرمانها الإحساس الفطري لكونها أنثى جعلها الله سكناً ومودة تفقد ما خلقت عليه.

الكثيرون سرهم منع المجلس التشريعي لولاية البحر الأحمر لممارسة ختان الإناث بكل أنواعه والتي يجعلها البعض على استحياء سبباً لديمومة ممارسة هذه العادة الضارة، فهنيئاً أن تقدم الوعي التشريعي بالولاية وأدخل في تعديلاته أمراً كهذا.. حيث يراه البعض معضلة اجتماعية تعصف بالحياة السوية الحميمية بين الرجل والمرأة وتعقد أمر الولادات وتدخل المرأة في دائرة من البرود الحسي تجعلها تتعامل من الأمور الفطرية كأنها تؤدي واجباً بلا سكن ومودة.. وقد يكون أمر الختان من القضايا المسكوت عنها، وتداوله على مستوى المجالس التشريعية مؤشر أن وعياً اجتماعياً قد زاوج الفكر الجمعي لبلوغ مرمى الحلول الجذرية والخروج بالمرأة من دائرة المحرومة فطرياً إلى كونها سوية.. سليمة..

فتاة فرعونية

لم يكن الأمر بالنسبة للصغيرة سواء طقوس (لذيذة) ترتبط بخضاب الأيدي والأرجل وجلسة دلوكة.. عصيدة وملاح روب.. والكل خفية يضع مكرمة تحت مخدتها وهي تستبش أنها سوف تتلذذ بعد الجنيهات لحظة بعد لحظة كلما توافد عليها منعم أو ذو كرم زائد.. لا يهمها الألم اللحظي لأن الحفاوة التي تجدها من المحيطين والمحيطات تلهيها عن العذاب الجسدي المؤلم والذي هو مشروع لأذى طبي جسيم قادم بقوة يدخلها في نفق المعاناة المظلم.. لا شيء يبعث على أن نوعاً كذا منه أفضل من الآخر.. والفتاة تلهو بحلي في يديها و(سوميتة) تضعها جدتها على رقبتها وهي تضع (الضريرة) على شعرها المجدول وتحدث النسوة حولها قائلة (بري علينا بتنا فرعوني بس).. وهكذا تكون فتاة فرعونية المحراب الحياتي.

طقوس ختانية

في القرية النائية وفتاة السبع سنوات البريئة الملامح ينزلون بها إلى البحر فيما يشبه (الأسبار) ويرفعون حولها (جريد النخل) ويهزون .. والصغيرة تستهويها البرمجة اللحظية لنزول البحر في جو طقوسي الإطار.. رغم أنها تحتبس مثانتها طوال اليوم خوفاً وتوجساً.. إلا أن الأمر في رمته لا يخلو من السعادة اللحظية بحياة القرية التي تحتفي بالكارثة الإنسانية من باب أنها مناسبة كأنهم يدثرون (عقدهم) القديمة في ثياب مؤطرة بمشروعية الجهل المتعمق.. ويعودون بها إلى عنقريب على سطحه برش مسطر الألوان والسعف.. (يجلطونها) بمسوحاتهم بالبلدية، من باب أن تكون الصغيرة (نايرة) الوجه والأطراف وهي تحتفي بإخفاء مركوب جدها ليعطيها فدية مالية محفوفة بذهاب بعض عضوها الأنثوي الخارجي وشفاء جراحة ظالمة جداً على مستقبلها القادم.

آخر الكلام:

ما زال أمر الاحتفاء باقتطاع بعض الكائن الأنثوي عضوي نسيجي جارياً في القرى وأطراف الحضر.. ضريرة وحريرة.

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة – 24/4/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]