فدوى موسى

ارحل.. ارحل

ارحل.. ارحل
[/B][/CENTER] يظل تشبثنا بالبقاء والخلود فطرة غالية.. وتبقى أماني الإنسان مربوطة ببلوغه أعلى المراقي.. فكم بالله من مرة تمنيت أن تصبح قائداً في مكانك أو ترى أحد أبنائك أو أحفادك قد وصل مرحلة الرئاسة.. «حتة واحدة».. ولكن في ظل غضبة الشعوب الحالية على الأنظمة صار مثل هذا الحلم غير جاذب «على حد تعبير الساسة»، فإن نظرت صوب اليمن على خارطة الفضائيات.. التقطت من شعارات الثوار «ارحل.. ارحل».. وإن صوبت «لاقط» الأصوات المخبوءة صوب ليبيا وأنت تنظر لبعض الثوار في مصراتة عندما كانوا يجلدون وتستباح كرامتهم، تستشف أن داخلهم يقول عكس ما ينطقون، فعندما يصيحون من أثر العذاب «الله ومعمر وليبيا وبس».. تدرك أنهم يقولون بداخلهم «ارحل ارحل إلى الجحيم».. فقد أخرجت أصوات السلاح رحمة الطمأنينة من قلوبهم الواجفة وتبقى «ارحل ارحل» لازمة تتلبس أعماق الباحثين عن الانعتقاق والحرية.. ودائماً تظل «ارحل.. ارحل» ساخنة طالما صارت الأحداث في مواقع كثيرة أحر من الجمر.. وكأنها تقول على لسان الأمنيات «كن ثورياً ولا تكن رئيساً».. أو أن تكون على صراط مستقيم.. تمشي على العجينة ما تخلبطوش.

بيجي غيرو..!

كلما «دقشت» مداخل أذني «لفظات» أغنية «بيجي غيرو» الشائعة هذه الأيام.. احترت في عجز مثل هذه الأغنيات عن اللفظ السامي وتذكرت كلمات خطاب الرئيس اليمني الذي قال فيه إنه يخشى أن يأتي من بعده آخرون متآمرون.. كأنه استشهد بمعاني كلمات الأغنية المذكورة «الفرط في ريدو دقس.. بيجي غيرو يعمل مقص».. وأنا هنا لا أدعو أن تكون هذه الأغنية شعاراً للقادة للتمسك و«الكنكشة» في كراسي السلطة بحجة أنه سوف يأتي غيرهم ويعمل «مقص» في الشعوب، وذلك ببساطة أن الشعوب ليست في حاجة للمقص المذكور.. فتبعات الاقتصاد الحامي والظروف على المستويات المحلية والعالمية باتت أحد المقصات، وبعيداً عن هذا وذاك فقد تفاجأت وأنا استمع لأغنية في إحدى القنوات السودانية لأنني ببساطة كنت اعتقد أن هذه الأغنية غير صالحة للانتشار عبر الفضائيات.. وحليل زمن «عبر الأثير برسل حروف لي ست هواي وأرسلها.. تلقاها من مخلص عزيز تنزل دموعا تبللا..».. فقد صرنا نغازل في الهوى والعشق بالمقصات والمجنزرات والقنبلة واضربني بمسدسك.. أهي لغة عصرنا المسكين البائس، إما هي ضرب من ضروب اللا مبالاة التي وجدت الطريق ممهداً فانداحت فينا ما ينداح اللهب في الهشيم.

آخر الكلام:

لكم الحق متى ما استحق الواقف أمامكم أن تقولوا له «ارحل.. ارحل».. أو نقول له «أصلح ولا ترحل».. كما لا نوصيه بأن لا يفرط أو «يدقس» في ريدتكم له حتى لا يأتى غيره بالمقص..

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة – 25/4/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]