للبريطانيين فقط (5) [/B][/CENTER]
عطفا على مقالي السابق أواصل اليوم تنبيه البريطانيين الى أنهم يعانون من الفيروس السياسي المسمى «ديمقراطية»، والدليل على صحة ما أقول هو أننا في العالم العربي ننعم بالاستقرار السياسي، بل إن الحكومات عندنا تحتفل باليوبيلات الفضية والذهبية والماسية، بفضل تجنبها ذلك الفيروس،.. وجلس على كرسي الحكم في البيت الأبيض الأمريكي ستة رؤساء والقعيد مزمجر الجزافي مقعمز في طرابلس بلا منافس، ولأننا ننعم بالاستقرار فقد نجحنا في إنجاز الكثير، وأصبح لدينا آلاف المخترعين والمكتشفين، ولا ينكر إلا مكابر أن الشاورما والكفتة والكباب والكبسة اختراعات عربية أصيلة، وهناك من يقول إن «المحشي» عربي المنشأ، وليس تركيا كما يزعم بعض المستشرقين المغرضين، الذين في نفوسهم مرض، والذين يزعم بعضهم أن العرب لم يدخلوا الأندلس إطلاقاً، يقولون ذلك برغم الدليل الدامغ على أنهم دخلوا إسبانيا، ألا وهو أن الشعب الإسباني هو الوحيد بين الشعوب الأوروبية الذي يمارس نوم القيلولة، ويسمونها «السيستا». ومن الثابت تاريخيا أننا ننفرد بين بني البشر بالنوم بعد الغداء والعشاء والفطور، المهم أن السيستا الإسبانية اختراع عربي أصيل، منشؤه راحة البال، وهي نعمة توارثها العرب جيلاً بعد جيل، وحافظوا عليها بالبعد عن «الديمقراطية» وتفريعاتها… وابتكر بعضهم الاستفتاءات التي لا ترهق الناخبين، فالقائمون على أمرها يقومون بالواجب نيابة عن الشعب. وبالمقابل في بريطانيا تضطر الحكومة إلى إلغاء مشروع تشييد طريق سريع يربط بين مدينتين، لأن جماعات المحافظة على البيئة تعترض عليه، ما كان ذلك ليحدث لولا تلك الديمقراطية التي تجعل الحفاة العراة يتطاولون على «السادة»، وهذه من علامات الساعة، والحل العربي في مثل هذه المواقف، هو إحضار الجرّافات وحفر أساس عميق للطريق المقترح، ثم اعتقال أعضاء جماعات البيئة كافة، ويستحسن اعتقال «البيئة» نفسها ثم الإلقاء بهم جميعاً في حفرة الأساس وردمها بالخرسانة مع وضع نصب يكتب عليه: «هنا يرقد الخوارج، الخونة، أعداء التقدم»… ومثل هذا الإجراء كفيل بردع الجماعات الأخرى التي تحشر أنفها في شؤون الدولة، ويا حبذا لو بادرت الحكومة البريطانية بتأميم وسائل الإعلام كي تصبح ملكاً »للشعب« كي لا يتسلل إليها الخونة المارقون الذين يسعون إلى النيل من مقدرات الأمة البريطانية المرابطة على المحيط الأطلسي، مروراً بالهندي وانتهاء بالهادي، ولا سبيل إلى ذلك إلا بإلغاء الديمقراطية وإنشاء «جامعة الدول الساكسونية» لتضم بريطانيا وكندا وأستراليا، ونيوزيلندا وبوركنيا فاسو، وتنقل ميثاق الجامعة العربية بالمسطرة، وهو الميثاق – المصل المضاد للديمقراطية.
وقبل أن أواصل تقديم النصح لأهل بريطانيا الأشقاء لابد أن أسجل لهم صوت شكر باسم أهلي في السودان… فرغم أن السودان ظل جزءاً من الإمبراطورية البريطانية أكثر من نصف قرن، فإن الإدارة البريطانية كانت رحيمة بالشعب السوداني، عندما أحجمت عن إدخال لعبتي الرقبي ybguR والكريكت للسودان، فلهم على ذلك أجزل الشكر… فلعبة الرقبي هي في واقع الأمر «حرب أهلية»، ونحن والحمد لله لدينا اكتفاء ذاتي في هذا المجال. أما لعبة الكريكت فإنها «لعب عيال». رجل يندفع حاملاً كرة ويلقي بها بين رجلي رجل آخر يتولى إبعادها عنه بالمضرب كصبي يهش نحلة، فيتلقفها ثالث يجري بها كالمجنون فتصيح الجماهير مهللة،.. شغلوا بها الهنود فصارت الهند التي بها خُمس سكان العالم، في ذيل القائمة الدولية في مجال الرياضة، علما بأن عدد الدول المصابة بفيروس الكريكت لا يزيد على خمس!! وأنا لا أفهم كيف أن أمة اكتشفت البنسلين واخترعت القطار والتلفزيون، كيف أن أمة كهذه تصفق للبلطجة المسماة «رقبي» والعبط المسمى «كريكت». على كل حال فالجنون فنون، ومهما يكن من أمر الرقبي والكريكت، فإنهما أفضل من تلك المنافسات التي يشارك فيها ضباط الجيش في العالم الثالث، حيث يحاول كل واحد أن يسبق الآخرين في «الصحيان» ليتسنى له الاستيلاء على السلطة وتجريب نظريات ما أنزل الله بها من سلطان.
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
الحلقة الخامسة هي أجمل الحلقات على الإطلاق،عايزين رأيك في أمريكا الحلقة القادمة !