فدوى موسى

طهارة الحكومة

طهارة الحكومة
لا تذهب بذهنك بعيداً عزيزي القاريء.. الفساد الآن أصبح الأمر الأكثر طرقاً في كل المنتديات ووسط العامة والخاصة بعد أن خرج السيد رئيس الجمهورية بقرار إنشاء مفوضية الفساد، الأمر الذي انطوى على إقرار ضمني بتفشي الفساد للحد الذي يدعو لتجاوز جميع آليات المحاسبة والضبط الموجودة لهذه الأغراض.. إلى ضرورة إيجاد مفوضية.. وللحق فإن الفساد أمر معروف ومرتبط بالسلطات أو القوة عموماً منذ عهد قديم أو قل منذ وجود البشرية.. وفي ظل التحديات التي تواجه الحكومة وهي على أعتاب شهر يوليو الذي يحسم أموراً كثيرة عالقة، فإن مبدأ إبراء الذمم للمسؤولين والمتنفذين قد يكون مدخلاً صحيحاً يوضح إلى أي مدى كان هؤلاء على الذمة براء أو أنهم تجاوزوا وافسدوا، وللحق أن إثارة أمر الفساد بهذه الصورة الواسعة تعود إلى حراك (حوش المؤتمر الوطني) عندما صارح شبابه السيد الرئيس برؤاهم حول الأمر حتى بات البعض يرى في ذلك محاولة للملمة أي احتشاد أو ثورة.. وكاذب من لم يقل إن هناك رأياً لدى المواطنين تجاه كل مسؤول بدت عليه أعراض الثراء الزائد أو النعم على حساب أنهم هم دافعو الضرائب والرسوم والجبايات والدمغات.. و… و إذن أمر الفساد سيحرسه ليس وزير العدل أو المفوضية، بقدر ما سيقف عليه (محمد أحمد) المواطن السوداني، الأمر الذي يعني خروج كم هائل من التفاصيل وإقرارات الذمة للهواء الطلق وللإعلام.. كما يقول الناس إن الفترة القادمة ستشهد الكثير من التحولات في أمر المال والثراء.. قد يصيب البعض رشاش حارق.. خاصة رجال الأعمال الذين لم يعرف عنهم الثراء منذ القدم.. وبعض الأسماء اللامعة التي يتشكك البعض في مصادر ثرواتها ما بين أمور السياسة والامتيازات التي تتاج لهم دون سواهم.. ثم يراود المواطن الشك في أمر افتضاح الفساد باعتبار أن البعض سيكون في حصانة.. فهل تستطيع الحكومة أن تجيب على كل تساؤلات (محمد أحمد) عن ثروات بعض منتسبيها.. كما أن البعض يحاول تقليل فرحة المواطن بأمر الذمم هذا، حيث يرى الكثيرون أن (الكذب) قد يكون مألوفاً لبعضهم.. كما أن (محمد أحمد) على يقين من أن معظم الذين يريد أن يعرف حدود ثرواتهم وسلطاتهم قد يخفون بعض الأمور الداخلية والخارجية، فالكثيرون يملكون عقارات واستثمارات خارج الوطن.. فهل ستكون الحكومة قوية في أمرها لدرجة الإفصاح عن كل ما يؤكد طهارة الذمة.

آخرالكلام:

خطوة جريئة أقبلت عليها الحكومة بكامل وعيها… فهل تستوفيها حقها ولا يكفي (محمد أحمد) أن تقول له «لي بيت وعربة»، بل تصل به لتطورات ما تملك لحظة بلحظة.. ومبروك طهارة الحكومة وعديلة وزين… مع محبتي للجميع.

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]