عبد اللطيف البوني

مصر أم أصابع


مصر أم أصابع
في قصيدته الرائعة التي يغنيها الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي (تحية آسيا وافريقيا) ميز الشاعر تاج السر الحسن مصر بحيز مقدر ومستحق في القصيدة حيث انشد (مصر يا أخت بلادي ياشقيقة/ يارياضا عذبة النبت وريقة/ مصر يام جمال ام صابر/ مل روحي انت يا أخت بلادي..) بيد ان ابن عمتنا الامين عليه رحمة الله كان يغنيها مصر يام جمال ام اصابع . اما مناسبة هذه الرمية هي انه قد جاء في الاخبار ان لويس مورينو اوكامبو مدعي المحكمة الجنائية قد زار القاهرة في سبيل التحقيق في احداث ليبيا وامكانية تجريم القذافي واتهامة بجرائم حرب او جرائم ضد الانسانية فاستغل وجوده هناك ودعا مصر للانضمام للمحكمة الجنائية وعلى حسب الاستاذ كمال الدين بلال الخبير بشئون هذه المحكمة انه كان بامكان او كامبو بعث محققين من مكتبه للشأن الليبي ولكنه جاء الى مصر لحاجة في نفسه قد تخص السودان وبالفعل بعد اللقاء بنبيل العربي وزير الخارجية المصري والذي جمعته ظروف العمل في لاهاى مع او كامبو من قبل صرح العربي بان مصر تفكر جديا في الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية فالسؤال الذي يطرح نفسه هل العربي كان يتكلم بطريقة اياك اعني فاسمعي ياجارة لاسيما وان مصر الرسمية غير راضية عن موقف السودان من ترشيح مصطفى الفقي لخلافة عمرو موسى فالسودان اعلنها صريحة انه ضد الفقي لاسباب شخصية ولكن المصريين في مثل هذه الامور يعرفون مصر فقط هناك من اضاف ان مصر تريد اسكات بعض الاصوات السودانية التي نادت بفتح ملف حلايب لذلك رفعت فزاعة الجنائية.
السودان من جانبه يعرف ايضا يد مصر التي توجعها فمياه النيل مسالة حيوية بالنسبة لمصر ويمكن للسودان ان يغير موقفه من اتفاقية عنتبي الاطارية والاهم موقفه من سد القرن الذي تنتوي اثيوبيا اقامته في محابس النيل الازرق العليا فهذا السد على حسب الخبراء السودانيين سيكون في مصلحة السودان بصورة مباشرة بل ذهب البعض الى ان مصر ذات نفسها لن تتضرر منه . غير مياه النيل لن يعدم السودان ما يعكنن به مصر ففي سوق السياسة الدولية المعروضات كثيرة جدا وبالمقابل لدى مصر اصابع كثيرة (اكثر من عشرة) غير المحكمة الجنائية يمكن ان تؤذي بها السودان وبالمقابل في اتفاق البلدين على القضايا المشتركة بينهما وعلى قضايا المنطقة الكثيرة جدا من الفوائد للبلدين والاهم للشعبين.
ليس هناك تناقض مصالح بين البلدين حتى في مياه النيل فبعد انفصال الجنوب اصبحت دولة الشمال ومصر في مركب واحد فالتنسيق بينهما اصبح اكثر الحاحا من ذي قبل. شعوب البلدين ليس بينها الا كل مودة فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه المكايدات والتهديدات بالضرب تحت الحزام؟ ولمصلحة من يتم ذلك؟ هل النظم السياسية في البلدين غير مستقلة في قرارها وتخدم مصالح الاخرين؟ هل هناك قادة في البلدين يبيعون ويشترون في العلاقة بين البلدين؟ اين التكامل الاقتصادي بين البلدين؟ اين الطرق البرية التي تربط بينهما؟ اين الاستثمارات المصرية الزراعية في السودان؟ اين الحريات الاربع؟ والاهم اين دور الشعبين في العلاقة بين البلدين؟ كيف يستفيد البلدان من المتغيرات الدولية والاقلييمة ولا بل والمحلية في البلدين لوضع هذه العلاقة المتأزمة المتأرحجة دوما في الطريق الصحيح؟ اين الخبراء واين الاكاديميين في البلدين؟

صحيفة السوداني – حاطب ليل- 5/5/2011
[email]aalbony@yahoo.com[/email]


تعليق واحد

  1. لدي سؤال ملح بالإجابة عليه يمكن أن نصل لإجابات لأسئلة الدكتور البوني :لم لا تفتح الحكومة السودانية ملف حلايب وتناقشه ما دام الحق للسودان ؟ إن لم يفتح الجرح وينظف ستضيع الفرص المتاحة الآن أمام الدولتين ،،وبعد فوات الآوان حنقول ياريت ياريت و ياريت ،،ولا شنو يا أستاذنا العظيم البوني ؟