في شحمة كلاي
الحنك السنين:
كثيراً ما كنت أعجب لذلك المسؤول الذي يمتلك قدرة رهيبة وفائقة على احتواء أي موقف مضاد لاتجاه ما يذهب إليه.. فإن جاءوا إليه بملفات تذخر بالغضب والسخط.. اقعدهم وانتزع منهم ابتسامات جلية لأنها تخرج من بين ثنايا الغضب والقهر.. وفي خاطري دراما وكوميديا حياتية تستفز مراكز الانفعال الضاحك.. والشوارع في الصيف تنز بالزهج والتوتر للازدحام وحرارة الطقس والضيق والعجلة والشفقة التي تمتاز بها جمهور الشعب السوداني.. والسائق يعبر في الشارع ويقفل مجال الدخول للأخر والذي يبدو أنه شخص «تمتام» فيستفزه هذا الأمر ويبدأ في انتهار الآخر متمتماً «يا يا يا ح ح ح…» فيبادره الأخر بإكمال سريع للعبارة يا «حيوان» فينفجر الاثنان بالضحك وتزول حالة الاحتقان فهل هسع عرف السائق أنه حيوان أم أن فطنته هي التي خارجته.. سريعاً.. هذه الأيام البلاد كلها في حالة «حوجة» ماسة لإزالة الاحتقان بسبب ما ستفصح عنه الأيام في انتخابات جنوب كردفان وحالة الاحتشاد التي يمارسها الطرفان «الوطني والحركة» تستدعي أن يتساميا من أجل مستقبل هادئ بعيداً عن جر البلاد والعباد إلى حالة الاحتراب والسلاح والدماء.. فقد حان الوقت لتعاطي الأمر بصورة لا تنطوي على ظلم أو قهر ولا نقول إنها مرحلة «الحشاش يملأ شبكته» ولا نتمتم بما قاله السائق «يا يا …».
ü آخر الكلام: «شحم الكلى» في هذه البلاد أحياناً يقود إلى مواقف لا تحل إلا بعد إعمال الحنك السنين وطقه.. ربما كانت المخارجة في لفظة ما تفيد بأن الشعب السوداني «لا يريد الحرب ثانية» إنما هي الحياة الكريمة دون أذى ولا من.. مع محبتي للجميع.
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]