تحقيقات وتقارير

أضعناها أم آثرت الخروج؟ (المروّة).. هل ضيعتها زحمة المدينة؟!

[JUSTIFY]ازدحام شديد في موقف الشهداء بامدرمان بعد ان انتصف النهار.. وفجاءة عج المكان فقد سقط رجل مغشياً عليه وسط الزحام.. الكل ينظر ويتابع عله مات.. من هو ؟ ولماذا سقط؟ وماذا به؟ هل مات فعلا ..ام اغشي عليه؟ أسئلة طاردت كل من التف حوله هناك ولكن من يتجرأ ليجيب عن بعض تلك الاسئلة ان لم تكن كلها.. تقدم احدهم ولكن رفيقه امسك بيده وقال له بكل اختصار انها مسؤولية، فأنت لا تعرف من يكون وماذا به؟ عندها ثبت في مكانه ووقف يتابع مع غيره، ماذا سيحدث بعدها.. كانت علي مقربة ممن دار بينهم الحديث واقرب اكثر الى الذي امسك بيد رفيقه.. ولما رأت الرجل قد تراجع شقت زحامهم.. فتاة العقد الثالث لتمد يدها اليه وتتحسسه، لتجد فيه عرقاً ينبض بالحياة، لتحسم اجابة اهم سؤال بقولها: انه حي فليأت احدهم بعربة اجرة، والأمر هنا اصبح اهون مما عليه في البدء.. فما هي الا ثوانٍ وكانت العربة امامهم وتم حمله داخل التاكسي لتذهب به الى المستشفى وحدها، وفي الحوادث اسئلة كثيرة طاردتها اجابت باختصار علي طبيب الطوارئ.. إنه رجل وجدته مغشياً عليه في الطريق العام، وبعدها تم البحث في جيب قميصه وعثروا على أوراق ومستندات رسمية ليتم تقييد اسمه وفقاً لبطاقته الشخصية، وأجابها الطبيب بأنه في حالة إغماء كامل وقد لا يفيق الليلة.. أخذت هاتفه الجوال في انتظار استقبال أول مكالمة واردة، ولكن طال انتظارها، لتتصل بشقيقها وتخبره بالامر، ويأتي ليرافقها في المستشفى، وفي صباح اليوم التالي رن الهاتف.. كان شقيق المريض هو المتحدث من الجهة الاخرى.. استقبلت المكالمة مما دعاه الى السؤال عن صحة مقصده بعد أن خامر الشك رأسه كون أنه اتصل برقم عن طريق الخطأ، ولكن سرعة استجابتها أزاحت عن ذهنه الكثير من الأسئلة، حيث قالت له إن صاحب الهاتف قد دخل في حالة غيبوبة منذ ظهر أمس.. ليقول لها اني اخوه فمن انت؟ردت بقولها وجدته في الطريق مغشياً عليه وحملته للمستشفى، ليأتي اخوه ويرافقه، وتبقى علاقة التواصل بينهم، ويرى محمد سراج الفتاة التي أنقذته بعد اسبوع كامل، حين كانت اول زيارة لهم من المستشفى الى منزل الفتاة ليشكروها علي هذا المعروف، وتصبح بينهم علاقة تواصل سببها المروءة.

كان عم محمد سراج الذي تجاوز خمسينيات العمر، وتمدد الشيب في شعر رأسه لدرجة لم يصمد امامها كل شعره الاسود، هو من حكى لي تفاصيل الحادثة التي وقعت له قبل اكثر من ست سنوات تقريباً، ولكن هل يا تري مازالت المروءة موجودة ام انها ضاعت في زيف المدينة؟
وبكل صراحة حكى لي الشاب أحمد علي انه وبصراحة كان قد تخاذل أمام صراخ جارتهم الذي ايقظهم من النوم، ولكنه وجد لنفسه مبرراً مقنعاً حين قال إن عدم استجابته ونجدتها من اللص الذي داهمها واستيقظت على صوت اقدامه قبيل رحيله من المنزل لم يكن عن قصد، ولكن لأنه سمع من أمه أن زوجها كثيرا ما يضربها، وتوقع ان صراخها لم يكن الا نتيجة لذلك، واعتبرها خلافات عائلية واسرار بيوت لا مكان له فيها.
وبكلمة حاسمة قالت الحاجة سواكن بت جار النبي «المروه كانت في ناس زمان أولاد الريف، لكن ناس البلد دي كل زول قافل بابو عليهو.. وإن ناديتو بي إسمو ما يتلفت عليك.. وكل زول خايف من المسؤولية، وكافي خيرو شرو.. وعندنا في حلتنا الما بساعد وكت الطلب ساقط مروه والناس تكشف حالو وحال اهلو».

ولكن هل لطبيعة التطور ومتطلبات الحياة وتعقيداتها في المدينة الاثر السلبي في سرعة استجابة الناس حتى وان سمعوا مستصرخاً، وتفاصيل ما قد يكون بعد ذلك تقيد استجابتهم بالاضافة الى تحاشي الكثيرين الدخول في مشكلات وتحمل أعباء إضافية خاصة في حالات النجدة. وعلي العكس من ذلك تماما يكون مجتمع الريف والقرى، ومعرفة الناس اللصيقة ببعض تجعل من العيب أن تتأخر في طلب مساعدة من طلب منك النجدة، واختلاط الناس ببعضهم يبسط كل هذه التعقيدات.. ولكن هل لسه أبو مروه في خير؟

تقرير : تهاني عثمان
الصحافة [/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. [SIZE=5]المروة دي عوارة ساي زمان البت في الحافلة تجي ما تلقى محل تقوم تعمل روحك ظريف وتقوم ليها لكن هسي وين تقطع فيها شلوت تجدعها بره الشباك وفي البنات البتجي تقول ليك لو سمحت ممكن تقوم لي طوالي بديها في المليان اقول ليها مالك ماعندك رجلين / اما الخلوهو في الارض دا فليهم حق وبالجد انا هسي امشي اهبش لي زول واقع في الارض عشان اقعد اتجرجر في اقسام الشرطة الزول احسن يخليهو في حالو
    ام العمل القامت بيهو البت دا مجرد خفة او البورة ضارباها وبعد يومين هنا هنسمع انو اتزوجو[/SIZE]

  2. [B][FONT=Arial Black][SIZE=6]في الريف البلدة صغيرة والجميع يعرف بعض وإذا صادفتك حادثة مثل هذه فستجد الجميع على إستعداد لتقديم يد العون
    ولكن هنا في المدينة وحيث القانون الحمار الذي لا يعترف بحسن النية أو المروة فمشكلة كبيرة أن تتصدى لحادثة مثل هذه .
    كثيرين من راحوا ضحية المروة في مثل هذه المواقف فهناك من اتهم بجريمة قتل لأنه وجد شخصا مرمي في الشارع بعد أن صدمته سيارة وهربت وأراد أن يسعفه للمستشفى وتوفى فيها وتم القبض على المسعف وأتهم بأنه هو الذي صدمه ، وحلك لحدي ما ثبتت برآته كان ضيع شهور في السجن فقد فيها الكثير.
    ومثل هذه الحوادث كثيرة عشان كدا الناس بقت تتجنب حكاية المروة دي [/SIZE][/FONT][/B]