نور الدين مدني
انبساط مَني لا يكفي!
* حتى بعد توقيع اتفاقية نيفاشا مع الحركة الشعبية وإنجاز السلام في الجنوب -وهذا مكسب كبير على جميع الأصعدة- لم ينعم أهلنا في الجنوب بثمار السلام ؛ لأن تركيز الاهتمام بين الشريكين ظل محصوراً على عمليتي اقتسام السلطة والثروة، وتراجع الاهتمام بالتنمية وتحقيق التحول الديمقراطي وبسط العدل.
* حتى بعد الاتفاق على المصفوفة بين الشريكين الرئيسيين استمرت التوترات والتراشقات السياسية وتبادل الاتهامات فيما ظلت غالب القضايا العالقة محلك سر وهي قضايا يمكن أن تهدد السلام وتمتد آثارها السالبة على مستقبل وحدة الوطن واستقراره.
* نقول هذا بمناسبة الأخبار التي تصدرت صحف الأمس عن اتفاق نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان وكبير مساعدي رئيس الجمهورية السيد مني أركو مناوي الذي خرج من القصر غاضباً ووضع نفسه وحركته منذ عدة أشهر في منزلة بين المنزلتين ما بين الحكومة والمعارضة، نقول مجدداً: أن الاتفاق مع مني وحده لا يكفي.
* سبق واتفقت الحكومة مع حركة تحرير السودان الدارفورية التي يقودها مني، ولكن السلام لم يتحقق في دارفور بل ظهرت حركات مسلحة أشرس لم تكتف بإدارة عملياتها داخل إقليم دارفور وإنما انتقلت بالنزاعات إلى قلب أم درمان كما فعلت حركة العدل والمساواة التي يقودها الدكتور خليل إبراهيم.
* لا يعني هذا أن الحوار ينبغي أن يتجه نحو حركة خليل,لأننا من حيث المبدأ ضد الحوار مع الحركات المسلحة وحدها، قلنا ذلك أكثر من مرة، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي، وتستمر سلسلة الأخطاء السياسية التي تسببت في المزيد من النزاعات والحركات الجهوية والإثنية المسلحة.
* لذلك قلنا ومازلنا نقول: إن الحل الجذري لأزمة دارفور لا يتم عبر هذه الاتفاقيات الثنائية، خاصة وأن المعالجات المطلوبة والمطالب المشروعة معروفة وبائنة ، ولا تحتاج حتى لمؤتمر جامع، ولكن المطلوب هو الاتفاق القومي الذي يحمي تنفيذ كل الاتفاقيات القائمة بإرادة سياسية جادة تقفل الطريق أمام كل النزاعات القائمة والكامنة.
* ولا نتفق في هذا مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم البرتوفرناديز- الذي قيل أن وجوده هناك كان متزامنا مع مباحثات طه- مني- في قوله (إذا مناوي مبسوط فهذا شيء إيجابي)!! لأن الذي يهمنا هو أن ينبسط إنسان دارفور ومن ثم الإنسان السوداني.
* ورمضان كريم.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1026 – 2008-09-21