د. عبير صالح

التهاب السحايا


التهاب السحايا
هو مرض يصيب الأغشية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي والمعروفة باسم السحايا، كما يصيب السائل الدماغي الشوكي الذي يحيط بالدماغ والنخاع الشوكي.

مسببات المرض: ينشأ في الغالب الأعم عن عدوى بفيروس أو بكتيريا أو فطريات أو ميكروبات أخرى وعادة ما تنشأ العدوى في جزء آخر من أحزاء الجسم ثم تسير عبر تيار الدم إلى السحايا، وقد تنتشر العدوى في تجاويف الجيوب الأنفية والأذن إلى المخ وتنتقل العدوى مباشرة من شخص إلى آخر نتيجة لرذاذ الأنف أو إفرازات الحلق لحامل الميكروب، أي عن طريق الجهاز التنفسي.

متى تعطى الأولوية لالتهاب السحايا؟

إذا شككنا في الشخص بعد ظهور الأعراض والعلامات التالية:

الحمى والغثيان والقيء وفقدان الشهية والنعاس والتشنجات وارتعاش الأطراف- تيبس وتصلب العنق- تغيير في مستوى الوعي والتركيز- حساسية شديدة للضوء- الهلوسة وقلة الوعي- ألم في العنق والعضلات- تأثر القدرة الكلامية- شلل في الوجه- ارتخاء جفون العين-تهيج وتغير في التصرفات- سرعة في التنفس.

أما في الأطفال قد تكون هناك علامة ظاهرة ألا وهي تورم في فتحة المخ الأمامية في الرأس (اليافوخ).

بعد هذه الأعراض يجب حمل المريض فوراً إلى أقرب مستشفى، وهنا يأتي دور الطبيب المعالج في تشخيص المرض.

يشخص المرض بعد الكشف السريري ومن الأعراض والعلامات يلجأ الأطباء إلى أخذ عينة من السائل الشوكي الدماغي فيما تسمى هذه العملية ببزل الظهر، ووجود الجراثيم في السائل الشوكي تدل على الإصابة. أرجو من القراء الأعزاء عدم التخوف من عملية بزل الظهر لأنها أصبحت سهلة وروتينية وتساعد في التشخيص السريع قبل حدوث المضاعفات، أيضاً يمكن وجود الجراثيم في الدم أو في مسحات تؤخذ من الحلق.

– عمل أشعة مقطعية على المخ، وذلك في مرحلة متقدمة لمعرفة المضاعفات.

الوقاية خير من العلاج

تتم الوقاية من السحائي عن طريق الخطوات التالية:

– التطعيم ضد أنواع البكتيريا الرئيسية المسببة للالتهاب، حيث إنه لا يوجد لقاح يمنع هذا المرض تماماً، وذلك بسبب اختلاف أنواع الجراثيم المسببة له- عزل المريض لمنع انتقال العدوى للأصحاء- يكون هناك تعقيم مستمر لإفرازات المريض وأدواته (إفرازات الأنف والحلق)- وضع المخالطين للمرضى تحت المراقبة للاكتشاف المبكر لحاملي الميكروب وإعطائهم المضادات الحيوية المناسبة- تجنب الأماكن المزدحمة … التهوية الجيدة في فصل الصيف الحار وخاصة التهوية للمدارس والمركبات العامة..الخ- الاستشارة الفورية من غير أي تأخير في حالة ظهور أي أعراض للمرض.

العلاج: هذا يتطلب منا الوعي التام والتدخل السريع، فإذا شككت في أنك أو طفلك أو أحد أفراد أسرتك مصاب بالتهاب السحايا، فاستشر طبيبك فوراً- الالتهاب السحائي البكتيري يتطلب علاجاً فورياً بالمضادات الحيوية التي يحقن بها المريض في الوريد في المستشفى- أما الالتهاب السحائي الفيروسي لا يحتاج إلى علاج فيما عدا خافضات الحرارة والسوائل الوريدية.

المضاعفات:

العواقب الوخيمة التي يمكن أن تحدث جراء التأخر في العلاج؟

قبل أن نتحدث عن المضاعفات، يجب أن نشير إلى أن خطورة المرض تكمن في إصابة الميكروب للأغشية المغلفة للمخ والحبل الشوكي مما يؤدي إلى تكوين صديد واحتقان شديد ويزداد بذلك الضغط على المخ والحبل الشوكي وتتأثر المراكز الحيوية مثل مراكز التنفس والقلب- الالتهاب السحائي هو من الأمراض التي قد تصيب بعاهات مستديمة حتى بعد الشفاء منه مثل:

التخلف العقلي وخاصة عند الأطفال-حدوث شلل الأعصاب خاصة العصب السمعي والبصري والأعصاب المحركة للعين مما يؤدي لظهور الحول- انسداد في مجاري السائل الدماغي مما يؤدي لتضخم الرأس- التهاب الأذن الوسطى وثقب طبلة الأذن وضعف السمع-حدوث الوفاة في الحالات الشديدة -التهاب بعضلات القلب وغشائه- الشلل النصفي أو في أحد الأطراف- مرض الصرع.

نقطة أخيرة:

الالتهاب الفيروسي هو النوع الأكثر شيوعاً وأخف وطأة والحمد لله، فيصيب الأطفال بصفة أساسية، أما الالتهاب السحائي البكتيري فيعد من حالات الطواريء، حيث إنه قد يسبب الوفاة إذا لم يشخص ويعالج سريعاً-ينتقل المرض بشكل وبائي في موسم الحج والصيف نسبة للازدحام الشديد.. ودمتم سالمين.

أثر الصيف الحار على الجلد والشعر

يعتبر فصل الصيف من أكثر الفصول تأثيراً على الجلد، فهناك العديد من أمراض الجلد الفطرية منها حمو النيل الذي يصيب الإنسان نظراً لارتفاع درجة حرارة الجو، وبالتالي ترتفع درجة حرارة الجلد ويزداد إفراز العرق فيحدث انسداد بفتحات الغدد العرقية ويبدأ ظهور حبيبات صغيرة حمراء في حجم رأس الدبوس وهو ما يسمى (حمو النيل)، وغالباً ما يصيب الأشخاص المعرضين لارتفاع درجة الحرارة والأطفال الرضع هم أكثر المعرضين للإصابة به أكثر من البالغين، وتظهر الحبيبات في المناطق المعرضة لاحتكاك الملابس وخصوصاً تلك التي تصنع من الخيوط الصناعية لأنها تمنع نفاذ العرق وتزيد بالتالي من درجة حرارة الجسم، ويصاب الإنسان بحكة شديدة.. وعند الأطفال قد تتحول هذه الحبيبات إلى (خرّاج) ينتشر بكافة الجسم.

الوقاية: لهذا فإن التهوية وعدم التعرض لأشعة الشمس وارتداء الملابس القطنية، تساعد على تبخر العرق، مع الحرص على عدم حك الجلد باستخدام الليفة بشدة والصابون عند الاستحمام، كما ينبغي استخدام الدش البارد مع قليل من الصابون فقط دون استخدام الليفة.

هناك العديد من الإصابات الجلدية سواء كانت فطرية أو بكتيرية وغيرها، تظهر في فصل الصيف ولكن يمكن التغلب عليها أيضاً بالنظافة الشخصية لنا ولأطفالنا خاصة، ونظافة الشعر وعدم استخدام ملابس وبشاكير الغير، مع ضرورة غلي الملابس الداخلية الخارجية وكيها لقتل ما قد يكون بها من فطريات من فترة لأخرى.

أما بخصوص الشعر: إن العناية بالشعر خلال فصل الصيف تعد من الضروريات، كما أن الاهتمام بالغذاء الصحي عموماً الذي يحتوي على الفيتامينات المختلفة، يحفظ للشعر رونقه وبريقه، كما أن المبالغة في استخدام الأصباغ والدهانات والكيماويات الخاصة بالشعر وكثرة التردد على الكوافير، قد يؤدي إلى عكس المطلوب في فصل الصيف، فيفسد الشعر وقد يحترق ويتساقط خصوصاً إذا ما كثر التعرض لدرجة حرارة أشعة الشمس المحرقة، حيث إنها قد تسبب احتراقاً كاملاً وسقوطاً للشعر، وذلك مع اختلاط بعض الكريمات والأصباغ وتفاعلها مع بعضها البعض ومع فروة الرأس.

يجب الحرص على عدم إرهاق الشعر بكثرة تمشيطه بطريقة حادة ومعاملته برفق وعدم الإكثار من غسله بالماء والصابون أو الشامبو خاصة خلال الصيف، مع عدم تعريضه لأشعة الشمس المباشرة.

وأخيراً: قواعد السعادة

ألا تكره أحداً مهما اخطأ في حقك- لا تقلق أبداً- عيش في بساطة مهما علا شأنك- توقع خيراً مهما كثر البلاء- أعطِ كثيراً ولو حرمت- ابتسم ولو القلب يقطر دماً- لا تقطع دعاءك لأخيك بظهر الغيب.

ومتعكم الله بالصحة والعافية

صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة – 2011/5/12
[email]lalasalih@ymail.com[/email][/CENTER]