تعلموا من أفلام الكرتون
نقّار الخشب، ذلك الطائر الذي عرفناه أكثر من خلال أفلام الرسوم المتحركة «وودي وودبيكر»… هذا الطائر دخل التاريخ من «أسرع» أبوابه عندما نجح في تعطيل مكوك الفضاء «ديسكفري»… فقد استخدم الطائر منقاره وأشبع المكوك نقراً حتى أحدث فيه مائة وخمسين ثقباً… أكرر أنه استخدم منقاره وليس أشعة الليزر أو الموجات فوق الصوتية أو الأشعة البمبية، وهذه الأخيرة هي الأشعة التي تستخدم بكثرة في برامج الفضاء وأبحاث الذرة في العالم العربي. يا عالم .. نقار الخشب استطاع أن يفرمل أحدث ما أنتجته تكنولوجيا الفضاء، ونحن مازلنا نتجادل: أيهما أشعر، الشنفري الأزدي أم مظفر النواب؟… طائر لا يزيد وزنه على ثمانين غراماً عطل مكوك الفضاء ونحن لا نعرف متى تكون مطالع الشهور الهجرية… لأن منا من يكابر ويعتقد أن لبلده هلالا خاصا، وأن التسليم بأن بلدا مسلما آخر ثبتت فيه رؤية الهلال فيه تبعية ومساس بالسيادة.. يا عيني ع السيادة! في نهاية شعبان من كل عام يقول مسلمو إندونيسيا: رأينا الهلال.. فيرد عليهم أهل حلايب: ذلك كان زحل. علماؤنا في مراصدهم يقولون لنا: نستطيع أن نحدد لكم مطالع الشهور لما يزيد على القرن، مسترشدين بقوله تعالى: «والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون».. ولكن ينتهي بنا الأمر وكأنما هناك خمسة أهلة مختلفة، هلال خاص بالمغرب العربي، وآخر خاص بحوض النيل وثالث خاص بمسلمي آسيا وجميعها تظهر في أيام مختلفة، وكأنما الأهلة تفعل ذلك بحسب مزاجها، وأعلن هنا أنني لا أتعاطف مع العويل العربي حول امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية أو لمنظومة أقمار صناعية، فذلك العويل منطلقه «الحسد والعجز»، .. ماذا تتوقعون من إسرائيل أن تفعل؟.. أن تقول «والله يا جماعة معكم حق، مهما حصل فنحن جيران .. وعليّ بالطلاق باكر أرمي جميع قنابلي الذرية في الزبالة».
افترض أيها القارئ أنك تسكن في بيت شعبي عادي وأن أحد جيرانك بنى بيتاً من طابقين له ثلاثة كلاب شرسة، ودخلت مع هذا الجار في مشاحنات، لأنه – من برجه العالي – يستطيع أن يتطفل على كل ما يجري في بيتك «التعبان»، وكلابه تخيف عيالك… بإمكانك إزاء موقف كهذا أن تقضي الليل والنهار في الشكوى من هذا الجار المفتري، وبإمكانك أن تكون إيجابيا في حدود إمكانياتك: – مثلاً- بأن تزرع أشجاراً عالية باسقة، داخل بيتك بحيث تمنع جارك من التطفل عليك، بل تسعى لتحسين مواردك المالية للارتقاء ببيتك عدة طوابق حتى تمنع عن جارك الشمس والأوكسجين، ومقابل كلابه الثلاثة يمكنك أن تربي الفئران بكميات تجارية وتحفر لها أنفاقاً توصلها إلى بيت ذلك الجار لكي تفتك بالمؤن التي في بيته وتنشر فيه الطاعون وداء الكلب، ثم تقوم بإبلاغ السلطات بأن كلابه سعرانة فيجبرونه على التخلص منها، وفي جميع الأحوال ليس وارداً أن الصلح بينك وبين هذا الجار سيدفعه إلى هدم الطوابق العلوية من بيته، وقتل كلابه إرضاء لخاطرك. ثم انظروا إلى «توم آند جيري»، راقبوا الفأر جيري جيداً وانظروا كيف يتفتق ذهنه كل مرة عن خطة جديدة يتغلب بها على مكائد القط «توم».
عجيب أمركم تقضون لياليكم في مشاهدة مسلسلات تلفزيونية تافهة، وتستمعون إلى أغنيات تتسم بقلة الذوق والحياء وتتحزبون لأندية كرة القدم وكأنما جميع مشاكلكم الأخرى محلولة… تلاقي مصريا في الشارع وتسأله عن الطريق المؤدي إلى شركة كذا «مثلا» فيرد عليك: أولاً أنت أهلاوي ولا زملكاوي؟.. وإذا انهار جسر ما في عاصمة ما لأن المقاول الذي شيده عديم الذمة، يتم تلبيس التهمة لإسرائيل .. في بيروت وعلى أيام الفتنة الأهلية كان رجل الميليشيا يوقفك : مسلم أم مسيحي؟.. سني أم شيعي أم درزي؟.. ماروني أم كاثوليكي؟ ثم يسأل عن «انتمائك» الرياضي، وكثيراً ما سامح الميليشاوي المسيحي فريسته المسلم، والميليشاوي المسلم فريسته النصراني، إذا كان «الولاء الكروي» يجمع بينهما، ولكن يا ويلك إذا لم تتفق معه في الهوية الكروية! أتفعلون كل هذا و تستحون من أن تتعلموا من وودي وودبيكر، وجيري؟.
عندك افكار واختراعات يا ابو الجعافر تحير رف بدل الفيران انا حارسل ليهم اولاد الجيران فى الثورة قسما بالله حفروا مسطبة اسمنت دفعت فيها دم قلبى بايديهم وهم صغار ونحاف حيروا الفيران بس فكرتك دى حتخلينى اتخلص منهم واهلهم يفتحوا بلاغات خرجوا ولم يعودواويكونوا هم غند اقرب صاحب عمارة شغالين حفر