فدوى موسى

الكرت الرابح

الكرت الرابح
هذه أيام الشباب الذين يمثلون قوى عارمة أمام سطوة الحكام في كل العالم حتى أن شمال أفريقيا باندفاع ثورة شباب مصر وتونس، نبهت كل حكام العالم العربي والأفريقي إلى ضرورة حل قضايا الشباب ولو من باب «الكحة ولا صمة الخشم»، وكلمات السيد نائب رئيس الجمهورية في حق هذه الثورات وأنها تمثل بالنسبة لهم دافعاً لمزيد من العمل، تعضد أن الرسالة الشبابية قد وصلت لكل أنحاء السلطة أينما كانت داخل بلادنا والمشاريع التي تهدف لحث الشباب على محاولة المعالجة ولو جزء قليل من معضلة البطالة رغم صعوبات هذه الحلول سواء كانت بضمانات فردية أو جماعية تدخل فيها مشاريع التمويل الأصغر والصغير في محل التجربة التي تحتاج لتقويم خاصة وأن الوعي بالأعمال المتعلقة بالبنوك والمصارف تظل في الوعي الجمعي لبلادنا مربوطة بالإعسار ومشاكل السداد.. عليه ورغم النجاحات لبعض هذه المشروعات الممولة للشباب، تظل الفكرة العامة هي ضرورة محاولات التوعية القانونية بإبعاد المشاريع التمويلية، أضف إلى ذلك أدبيات إدارة المشاريع.. عموماً هناك توجه نحو إرضاء الشباب ولا أظن أن حكومة عاقلة وتطمح في البقاء في سدة الحكم، تتجاوز قوة وعنفوان شبابها الذي يمكنه في لحظة ما أن ينفر ويقلب الطاولة من تحت يدها أو يسحب البساط من تحت أقدامها.. ولا يكفي حينها محاولات الاسترضاء..

وكثيراً ما نعجب كيف لا تتقد فطنة دولتنا وتستفيد من طاقات شبابها والأراضي الصالحة للزراعة ممتدة بواراً لا يعرف لها نتاج.. والغريب في الأمر أن المياه متوفرة والكوادر البشرية متأهبة وجاهزة لكنها في خانة العطالة.. فلماذا لم نحس بأن المشاريع الكبرى من نفرة زراعية إلى نهضة، لم تستطع جمع شمل هذا الشتات.. الفريق الإنتاجي المؤمل في إئتلافه.. وفي العالم من حولنا استصلاح الأراضي وتطويع الصحارى ودك الجبال من أجل الزراعة.. ونحن نمتلك السطوح الأرضية والسهول الممتدة والطين الخصب فقط أن نعتمد مشاريع مكتملة الجوانب ونترك الجدل وحب الندوات من أجل مشاريع أمن غذائي واعدة.. لا أدري لِمَ لم تساند الفئات المنتجة زراعياً على المستوى الفردي والجماعي.. وكنت أمني نفسي بأن يجد كل من له علاقة بالزراعة مكانه في منظومة الإنتاج الزراعي حتى تذهب طاقات شبابنا في الاتجاه الصحيح الذي يخضر الأرض ويحيل الجدب خضرة وثماراً.

أضحكني جداً صديقنا الواقعي دوماً.. ونحن نجاذبه أطراف الحديث عن هذه الأراضي السودانية الصالحة لأنواع الزراعة سواء مروية أو مطرية وكيف أن معظمها متروك «صقيعة».. فقال لنا: «يا زول هسة أكان قالوا دايرين يعملوا فيها مشروع يطلعوا ليك ناس كتل ودم.. حقت جدي وجد جدي والدراما المعروفة.. لا يزرعوها ولا يخلوا غيرهم يعمروها..».. فضحكنا وقلنا «عاد شنو الحق حق..».. وهنا ننبه أصحاب الأراضي الذين لا يستطيعون حرثها وزرعها أن يفطنوا إلى ضرورة الانضمام تحت لوءات المشروعات بحكمة وسعة قانونية واسعة حتى لا تترسخ في أدمغتهم الفكرة المثبطة للعمل.

آخر الكلام: اها.. شبابنا واعد.. أراضينا بكر.. والمياه متوافرة.. فقط من «المايسترو» الذي يناغم السمفونية ويعزف الألحان الشجية فتكون بلادنا.. بلاد الخير.. بلاد الشعب الكريم بالحيل وسلة غذاء العالم..

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]