د. عبير صالح

توقير الكبير!


توقير الكبير!
للمسن مكانة متميزة في مجتمعنا المسلم، فقد يكون هذا المسن «الوالد، الوالدة، الجد، الجدة، الخال، الجار المسلم أو غير المسلم.. إلخ». فنحن جميعنا نكن لهم كل حب وتقدير واحترام لما يمتازون به من وقار وحلم وحنان.. إلخ.

– من واجبهم علينا هو توفير الرعاية لهم عند سن الشيخوخة وكلنا يعلم أن مرحلة الشيخوخة هي مرحلة زمنية من مراحل العمر المتتابعة يصل إليها الإنسان بعد سن الخامسة والستين، فهي عملية حيوية طبيعية تتأثر بعوامل كثيرة مما جعل الرعاية المبكرة التي تقي من أمراض الشيخوخة المستقبلية واجبة:

– هناك عوامل قد تؤثر سلباً وتجعل الشيخوخة مبكرة مثل:

1. عدم الاهتمام بالتغذية الجيدة.

2. عدم ممارسة الرياضة.

3. التدخين وشرب الكحوليات.

4. التعرض المباشر وبكثرة لأشعة الشمس الحارقة «العمل الشاق».

ü هنالك العديد من التغيرات التي يتعرض لها الإنسان مع تقدم العمر مثل:

1. التغيرات الخارجية: مثل إصابة الشعر بالشيب، ضعف في القوة الانقباضية، ضعف في التوافق العضلي والعصبي، ترهل الجلد.. إلخ.

2. التغيرات الداخلية: فمثلاً في الجهاز الحركي: قلة كثافة العظام وزيادة فرص ترقق العظام.

3. الجهاز الهضمي: قلة حركة الأمعاء وحدوث الإمساك.

4. الجهاز البولي: فقدان وحدة تركيب الكُلى تدريجياً وانخفاض معدلات الترشيح مما ينتج عنه احتباس السوائل داخل الجسم وعدم تنقية الجسم من السموم والمواد الضارة.

5. قلة حساسية الخلايا للأنسولين مما يزيد احتمال الإصابة بالسكري.

6. القلب والأوعية الدموية: عدم القدرة على ممارسة النشاط واحتمال المجهود وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.

7. ضعف جهاز المناعة مما يؤدي إلى سهولة الإصابة بنزلات البرد والالتهاب الرئوي.

8. ضعف وظائف الرئة الحيوية والتنفسية وصعوبة عملية النفخ.

9. عدم ضبط التوازن أثناء المشي، وعدم الإحساس بالأرض.

10. الإصابة بالمياه البيضاء في العين وضعف القدرة على القراءة نتيجة العتامة في عدسة العين وصلابتها.

11. تحلل القوقعة في الأذن مما يؤدي لضعف السمع، وخاصة الأصوات العالية.

12. زيادة اضطراب درجة الوعي نتيجة لفقدان بعض الخلايا العصبية.

{ التغيرات العقلية في سن الشيخوخة

1. الشخصية: حيث تظهر على المسن بعض التغيرات في الشخصية مثل فقدان الثقة وقد يهمل في مظهره تعبيراً على الانسحاب من الحياة وعدم السيطرة على المشاعر والضوابط السلوكية.

2. التفكير: يتحول إلى نمط تفكيري بطيء وعدم التعجل في اتخاذ القرارات.

3. الذاكرة: النسيان من الصفات الأساسية لدى المسن وخاصة الذاكرة القريبة، أما البعيدة وسبحان الله تبدو ملتصقة لدى المسن.

4. العواطف: إن الإنسان في هذه المرحلة يكون محتاجاً إلى الإحساس بالأمان المادي والمعنوي، وإلى المشاركة والإحساس بالأهمية، وذلك بسبب فقدانه لعمله أو شريك العمر أو أولاده أو الأقارب أو الأخوان.. الخ.

{ المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها المسن وكيف نتفاداها:

– لا شك أن رعاية المسنين هي مسؤولية مشتركة بين أفراد المجتمع والإنسان في مرحلة الشيخوخة وهي مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام قال تعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً» صدق الله العظيم.

– ومن أهم المشاكل الصعوبات التي تواجه المسنين:

1. ضعف حاسة الإبصار: فيجب مساعدتهم وذلك بالعناية الطبية الخاصة عند اختصاصي أمراض العيون ومتابعتهم اللصيقة حتى يتجنبوا مشاكل الطرقات والحفر.

2. ضعف حاسة السمع: أيضاً الكشف الدوري عند الطبيب المختص والتحدث معه بصوت مسموع.

3. ضعف العظام وسهولة كسرها: يجب أن تكون غرفة المسن بالطابق الأرضي وتجنيبه العتبات بين الغرف والسلالم والأماكن المرتفعة «يجب أن يسير على أرضية مستوية».

4. مشكلة الأرق الليلي: ويمكن تفاديها بتشجيعه بالقيام بالنشاطات الرياضية وخاصة المشي ومحاولة تقليل نوم النهار «مجالسته والحديث معه أثناء النهار» والتغذية الجيدة.

5. الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة: من المشاكل التي تواجه المسن عدم التحكم في الإخراج ويمكن هنا تدريبه على الذهاب للحمام لقضاء الحاجة من فترة لأخرى، وإذا كان طريح الفراش يجب أن نهتم به نحن بأنفسنا وتجنبه مشكلة قد تؤدي بحياته وهي تقرحات الفراش «قرح السرير» لذا يجب عدم تركه مبللاً بالبول والعرق.. ويجب تقليبه (3) كل ساعتين مع وضع البودرة المناسبة له ووضعه جالساً إذا أمكن الأمر، مع استخدام الحفاضات وأكياس البول.

6. اتباع كل أسلوب يمكن أن يحميه من شر الحوادث والإصابات.

7. الاهتمام بالجوانب النفسية والاجتماعية: فمثلاً السماح له بالاشتراك في الأسرة وذلك بإبداء الرأي والاشتراك في الأنشطة العائلية حتى يتجنب الملل ويحافظ على حيويته، ويمكن أيضاً أن تدبر لهم لقاءات مع أصدقائهم المسنين أيضاً حتى نمنحهم فرصة لتبادل الأفكار والذكريات.

8. العناية الطبية اللصيقة: وذلك بالكشف الدوري وعمل الفحوصات الدورية ومقابلة الطبيب لتقييم الحالة الصحية وإعطاء العلاج المناسب ومن أهم الأمراض لدى المسنين الدوار، السلس البولي، الزهايمر، أمراض القلب من جلطات وارتفاع في ضغط الدم وكذلك مرض السكري والجلطات الدماغية، وانخفاض نسبة السكر الحادة، والنزلات المعوية والشعبية، مرض باركسنون، سرطان البروستاتا.. إلخ.

9. العلاج الطبيعي والوظيفي: العلاج الطبيعي للمحافظة على العضلات والعلاج الوظيفي بممارسة أنشطة الحياة اليومية التي تتفق مع حالته وتعمل على رفع الروح المعنوية.

10. التغذية الجيدة وأخذ الفيتامينات اللازمة: وذلك بتناول الخضروات والفواكه والألياف لتجنب الإمساك الناتج عن قلة الحركة والإكثار من شرب السوائل لتجنب الجفاف وتناول الأطعمة سهلة الهضم والمطبوخة جيداً التي تقيه شر انتفاخ البطن والغازات.

وأخيراً: عزيزي القاريء:

لا تكره أحداً مهما أخطأ في حقك.. لا تقلق أبداً.. عش في بساطة مهما علا شأنك.. توقع خيراً مهما كثر البلاء.. اعط كثيراً ولو حرمت.. ابتسم ولو القلب يقطر دماً.. لا تقطع دعاءك لأخيك بظهر الغيب..

ومتّعكم الله بالصحة والعافية

المركبات وكسور العمود الفقري :
– إن أفضل حماية ضد كسور الفقرات الناتجة عن حوادث المرور تكون بالاستخدام الصحيح لحزام الأمان وكذلك بتوفير وسادة هوائية في المركبة..

– كما أن استخدام حزام الأمان لوحده أو الوسادة الهوائية لوحدها لا يوفران قدراً كافياً من الحماية ضد مثل هذه الكسور ولذلك فإنّه من الضروري التأكد من وجود وسادة هوائية في المركبة بالإضافة إلى استخدام حزام الأمان..

– وكلنا يعلم أن إصابات كسور العمود الفقري من أهم الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية وهي المسبب الأساسي لحالات الشلل «حمانا الله وإياكم».

– وتتراوح كسور الفقرات من كسور بسيطة إلى شديدة بها تفتت في الفقرة وقد تشمل أكثر من فقرة واحدة أو قد تؤدي إلى خلع الفقرات وتكمن الخطورة في أنها تؤثر بشكل مباشر في الأعصاب والنخاع الشوكي الذي يمر من خلال هذه الفقرات المصابة وفي أغلب الأحيان يصاب الشخص بشلل على حسب إصابة الفقرة وشدة الضغط على النخاع الشوكي والأعصاب وعلى حسب موضع الفقرة سواء كانت عنقية أو صدرية أو قطنية أو عجزية.

– سيناريو الإصابة:

في الغالبية العظمى يكون هناك تاريخ حادث مروري أو سقوط من مكان عالٍ أو ارتطام جسم ثقيل بالمريض الذي تختلف أعراضه من الآلام في الظهر حول المنطقة المصابة إلى عدم القدرة على الحركة أو تحريك الأقدام أو الأيدي في الحالات الشديدة التي يصاحبها ضغط على الأعصاب، وهنا يجب توفير الحماية اللازمة للعمود الفقري وخصوصاً الرقبة في مكان الحادث وقبل نقل المريض أو تحريكه حتى لا تزداد الإصابة على النخاع الشوكي. وعادة ما يتم ذلك بوضع طوق طبي حول الفقرات العنقية والحرص على تحريك المصاب وببطء شديد من قبل أشخاص متدربين في مجال تقديم الإسعافات الأولية، وعند وصول المصاب للمستشفى يتم عمل الأشعة السينية والمقطعية أو الرنين المغنطيسي للفقرات المصابة لتحديد مكان الكسر ومدى الإصابة للأعصاب و النخاع الشوكي، مع التأكد بعد الفحص الكامل على عدم وجود إصابات أخرى في الجسم كالصدر والبطن وغيرها.

– يختلف العلاج باختلاف شدة الكسر ومدى تأثر الأعصاب، فإذا كان الكسر بسيطاً ويشمل جزء صغيراً من الفقرة ولا يؤثر على ثبات العمود الفقري ولا يصاحبه ضغط على الأعصاب فإنّه من الممكن علاجه عن طريق استخدام حزام طبي خاص يلتف حول المنطقة المصابة ليدعمها ويوفر لها الثبات ويمنع الحركة فيها لمدة ستة أسابيع على الأقل. ويمكن للمريض أو المريضة أن يقوم ويمشي مع هذا الحزام، بل إن الكثير منهم يمكنه العودة لممارسة النشاط اليومي الخفيف والأعمال المكتبية والعودة للدراسة مع هذا الحزام وعندما يتم التأكد من التئام الفقرة على الأشعة السينية فإنه يمكن نزع الحزام.

– أما بالنسبة للإصابات الشديدة التي تكون فيها الفقرات متفتتة أو يصاحبها خلع في المفاصل الصغيرة أو ضغط على النخاع الشوكي أو الأعصاب فإن التدخل الجراحي المبكر يكون ضرورياً لرفع الضغط على الأعصاب وتثبيت الفقرات المكسورة وعلاجها ودمجها عن طريق استخدام المعدات والأجهزة الطبية المناسبة وبعد الجراحة يمكن عمل علاج تأهيلي للمريض بحسب شدة الإصابة ومدى تأثر الأعصاب.. فيتم تأهيلهم لممارسة حياتهم بقدر الإمكان.

– لكم أن تعلموا أن بعض إصابات كسور الفقرات والنخاع الشوكي قد تكون آثارها مدمرة وقد تؤدي إلى الوفاة وفي أحسن الأوضاع الشلل «وحفظكم الله ورعاكم».

لابتسامة مضيئة:
– إن القليل من الاهتمام بأسناننا يعطينا ابتسامة مضيئة وبراقة إليكم بعض المعلومات عن أسنانكم:

1. إن استخدام خيط تنظيف الأسنان يحمي من أمراض القلب: إن صحة فمك تنعكس على باقي أجزاء الجسم فمثلاً إذا عانيت من مرض في الفم فإن البكتريا قد تتسرب إلى مجرى الدم ومنها إلى عضلة القلب فبجانب استخدام الفرشاة «على الأقل لمدة 3 دقائق» فإنك أيضاً بحاجة إلى استخدام خيط التنظيف حيث يمكنه الوصول للمناطق التي تعجز الفرشاة الوصول إليها وتنظيفها.

2. عدم تنظيف الأسنان يكون طبقة سميكة من الجير على الأسنان، وكذلك يجب تعويد الأطفال على تنظيف أسنانهم وإخبارهم بمدى سوء رائحة أنفاسهم حتى تصبح نظافة الفم عملاً روتينياً لهم.

3. إن أمراض الفم هي أهم أسباب ظهور الرائحة غير المستحبة ولكنها ليست السبب الوحيد فشرب القهوة والأكل ذو الرائحة القوية ليلاً «في وقت متأخر» وكذلك تدخين السجائر وشرب الكحوليات.

4. إن القهوة والشاي يسبب صبغ الأسنان ببقع بنية وخاصة الجزء الداخلي من الأسنان من جانب تجويف الفم، فتقليل شرب القهوة خاصة يحافظ على رونق أسنانكم.

5. يساعد أكل اللبان «العلكة» على تحفيز إنتاج اللعاب الذي يحمي الأسنان ولكن يجب أن يكون نوعاً أفضل خالٍ من السكريات «لحماية الأسنان من البكتريا».

6. إذا أردت يوماً استخدام مبيض لأسنانك فيجب استشارة طبيب الأسنان بدلاً عن شرائه من الأسواق مباشرة.

7. إن عمليات علاج الأسنان من علاج وزراعة وحشوات وتقويم كلها مكلفة مالياً ولكن بمجهود بسيط يمكن تلافي مثل هذه الأضرار.

صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة – 2011/5/19
[email]lalasalih@ymail.com[/email][/CENTER]