نادية عثمان مختار

طوبى للراحلين في هدوء .. ود الصبابي وعمرابي !!


طوبى للراحلين في هدوء .. ود الصبابي وعمرابي !!
بعدما وصلت درجة حرارة الجو لأقصاها في اليومين الماضيين، أعلنت الشمس هدنة، وبعث السماء بقطرات مطر خفيفة، وانفرجت أسارير الطقس قليلا لتعم نسمة عليلة تريحنا من لظى الشمس المحرقة؛ ولكن كانت لتلك الغيمة أسبابها، ولذلك النسيم الرطب مبرراته فيما يبدو، فقد صعدت روحان طيبتان للسماء في ذلك اليوم المليء بالدعاش ورائحة المزن!! كان يوم أمس أول ثقيلا حيث استيقظتُ منذ الصباح الباكر على صوت شقيقتي (صباح) تنتحب في الهاتف مع ابنة خالة لي (ماجدة) أعلمتها بأن السودان قد فقد واحداً من خيرة أبنائه في الإنسانية ومجالي القانون والرياضة!! نعم .. فقدت الشعبية ابنها البار، وتيتمت الصبابي برحيل أحد نوابغها الأفذاذ.. انه الأستاذ القامة، الكابتن الرياضي، والقانوني الضليع مولانا عز الدين محمد خير الشهير بعز الدين (الصبابي)..يا لفداحة الفقد الكبير!! وما أن انتصف النهار، ومن قبل أن تمتص أعصابنا نبأ رحيل مولانا عز الدين، ومن قبل أن يصل جثمانه الطاهر مع أسرته محمولين على أحزانهم لمواراة الفقيد الثرى، بعد مروره ببيته في الشعبية للمرة الأخيرة..!! وصلني الخبر الفاجعة الآخر برحيل الصحافي المخضرم والأستاذ الجليل، الرجل ذو الوجه البشوش والابتسامة المميزة(أحمد عمرابي) أحد أركان وأعمدة جريدتي (أخبار اليوم للهول !! نعم.. هي المصائب والدار) يا
لا تأتي فرادى.. من كان يصدق أن الرجل الخلوق مولانا عز الدين الذي خرج من بيته في الشعبية برفقة أسرته في إجازة عادية، رأى أن يقضيها بالقاهرة سيعود منها محمولا على الأعناق في داخل صندوق سيمر (بشعبيته) حيث السكن، والشعب الذي أحبه ليلقوا عليه نظرة وداع أخيرة ليس من بعدها ضحكة مجلجلة ولا خدمة جليلة يقضيها لأحدهم، ولا وجبة فول يتناولها من يد الخالة (حميدة) مع صديق عمره سيف الدين حسن عوض الله !!
يا لها من دنيا !!
وأستاذي الذي لم أسمع بمرضه ودخوله غرفة العناية المركزة العزيز (أحمد عمرابي) الذي مضى هو الآخر في هدوء، لم تبرح وجهه البشوش مخيلتي منذ سماع نبأ رحيله المؤلم وحتى اللحظة !!
كان رجلا صاحب ابتسامة مميزة، ميزته في كل الظروف والحالات؛ كان حاضر النكتة، والبديهة، جميلاً في كل تفاصيل يومه بالغراء (أخبار اليوم) مع زملائه وأهله!!
كما تورمت عيون أهل (الشعبيتين) جنوبا وشمالا ومنطقة الصبابي وعموم مدينة بحري بالأمس لرحيل الفذ الشامخ مولانا عز الدين الصبابي، تورمت كذلك عيون الأساتذة احمد البلال الطيب، ميرغني أبو شنب، محمد احمد مبروك،عاصم البلال، هيثم كابو، وكامل قبيلة أهل الصحافة في يوم أمس، وهم يوارون الأستاذ النبيل أحمد عمرابي، الثرى ويودعونه بالنظرة الأخيرة !!
هو ترافق النجم والقمر إلى دنيا الخلود وعوالم الفراديس إذن!
وتلك النسمة التي أزاحت عن كاهلنا درجة حرارة قاربت الخمسين كانت من طيب روحيهما بأمر الله ..!
طوبى لهما في جنات الخلد، منعمين بإذن الله تعالى !!
و
والله وحّدوا بينا الفارقونا وراحوا!!

نادية عثمان مختار
صحيفة الأخبار – 2011/5/24
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]