هنادي محمد عبد المجيد

دعوة لإعمال العقل والتأمل !

[CENTER][B][SIZE=5]دعوة لإعمال العقل والتأمل ![/SIZE][/B][/CENTER] [SIZE=5]تناولت الصحف السعودية في الأيام القليلة الماضية قضيتين تستحقان التوقف والتأمل وإعمال العقل جيدا ، لنتحسس موطأ أقدامنا نحن كأمة إسلامية وكعقل مسلم ، نحن إلى أين ؟
القضية الأولى التي إستعرضتها الصحف السعودية هي أن أحد الوعاظ السعوديين المعروفين في الأوساط السعودية وغير السعودية ، أصدر فتوى يحرم فيها إنفراد الأب بإبنته ، في غير وجود
أمها ! يعني حرام البنت تقعد مع أبوها منفردين ، سواء كان الغرض حديث عابر أو حتى بغرض أن تخص البنت والدها بجلسة إنفرادية تخلو فيها البنت بوالدها لمناقشة قضايا تهم الطرفين . أثارت في هذه الفتوى علامات تعجب وإستفهام كبيرة ! كيف يكون هذا ؟ أليس الأب هو المحرم الذي تلوز به البنت ذات نفسها في كل المواقف والملمات ؟ صدرت هذه الفتوى بناءا على قصص واقعية نادرة جدا ، حدث فيها أن الأب المريض نفسيا أو الذي فقد أهليته كإنسان سوي ، تعدى على ابنته وهتك عرضها في غياب أفراد الأسرة ، هنا نقف لنتأمل المشهد جيدا ونتساءل ، هل هذه الفتوى التي عممت على جميع أفراد المجتمع المسلم ، داخل السعودية وخارجها ، هل هذه فتوى مقبولة ؟ ندرك جميعا أن الأمة الإسلامية تأخذ عن المجامع الفقهية في السعودية فتواها كمسلمات ، إلا أن هذه الفتوى تحمل الكثير من الإهانة لنا جميعا كمسلمين ، نعض بالنواجز على قيمنا ومبادئنا ، وأقول نعض ، أي نجاهد ونكابد في سبيل تحقيق هذه القيم ، وهنا يجب أن نقف لنقول نقطة نظام ! هذا غير لائق هذا غير مقبول ! وإن سلمنا لمثل هذه الفتاوى فنحن بذلك نقر ونعترف بفساد بطانة المجتمع المسلم ونواتها المكونة لها وهي الأسرة التي إن صلحت صلح المجتمع بأكمله وإن فسدت فسد وفيها تشكيك في أهلية الأب كإنسان وتجريده من قدسيته .
أما القضية الثانية التي أثارتها الصحف السعودية ، هي صدور فتوى بتحريم قيادة المرأة للسيارة ، وهي فتوى قديمة تمسك بها الوعاظ ، إلا أنها تجددت عقب موقف تعرضت له إحدى السيدات وهي في رحلة مع أخيها في ضواحي المدينة ، حيث أصيب الأخ بنوبة أدخلته في غيبوبة ، فما كان من الأخت إلا أنها قادت السيارة حتى وصلت بها إلى المدينة متوجهة بأخيها لأقرب مستشفى ، ومن ثم تم القبض عليها ، وتوقيفها بل وحبسها لأنها قادت السيارة في هذا الوضع الحرج ، وهنا نتوقف لنتساءل ونتأمل ، أين فقه الضرورات التي تبيح المحظورات ؟ ولم توقف العقل المسلم عن تطبيق وتنفيذ الخريطة التي رسمها له الشرع ؟ في الماضي بكينا وتحسرنا وكتبنا رسائل الدكتوراه في السلبيات التي لحقت بنا بعد تعطيل الإجتهاد وتعطيل العقل ، واليوم نحن أمام تعطيل الفقه الإسلامي المكون للشريعة الإسلامية ذات نفسها ، ولذا أطرح سؤالى هذا ، أين المجتمع المسلم والعقل المسلم من هذه الفتاوى ؟ وهل الدول العربية تتلقى الفتاوى بصالحها وطالحها هكذا بدون إعمال العقل فيها ؟  
وفقنا الله وإياكم ، للوصول للكرامة التي أرادها الله لنا .
[/SIZE] هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. السلام عليكم

    أعتقد ان الشيخ كان رده لحالة خاصة كما ذكرتي،،،وليس تعميما للجميع.

    واتمنى انك شاهدتي مقطع الفيديو لشيخ وهو موجود على اليوتيوب

    وموضوع السجن ماقرأته وأن شاء الله مايحصل في بلاد الحرمين.