نادية عثمان مختار

إضراب الأطباء ومفاهيم يجب أن تصحح !!


إضراب الأطباء ومفاهيم يجب أن تصحح !!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت / نادية ،،،،
تحيـة وتقدير
لعل عنوان عمودك هو ما جعلني أسرع بأن أكتب إليك، لأن مشاكل الحياة جلها لا يخرج من كونها اختلافا في المفاهيم أو تضليلا ولبسا في فهم الشيء ،، فاختلاف المفاهيم يمكن أن يُحل بتقارب وجهات نظرتها، ويصل الطرفان لحل متراض، أما تضليل المفاهيم فهذا أمر خطير يلجأ إليه بعض فاقدي الثقة بأنفسهم، أو من لا ينوون حلاً للمشكل، وهو ما يشهده العالم العربي الآن من شرارات للتغيير في الفهم والمفاهيم التي تدعو للحريات، ولكن ما أريد أن أكتبه عبر ساحتك هي قضية هامة وحساسة، ومن عدم الفهم أن ندعها هكذا، وتريد بذلك أن تذهب ريحها ولكن، لا يمكن أن يكبت الحق في زمننا هذا لسنوات طويلة ،،،مهما كان فلابد من أن يصحح الفهم وتظهر الحقائق ،،،،
قضية الأطباء التي بلا شك هي شمس حق لا يمكن للمسؤولين عنها أن يغيبوها بغمامات وسحائب سيذهب بها الريح يوما، وتنجلي ولكن…بعد فوات الأوان ( زيادة تدهور المهنة وصحة المريض) ،
المشكل كما بدأت حديثي هو ملابسات حول فهم القضية ناهيك عن حلها…فلا يمكن للجهات المسؤولة أن تصل لحل إلا عبر فهمها، وتمعن فحواها… فقد صرح السيد وزير المالية الاتحادي بأنه باشر بنفسه، وتأكد بأن (استحقاقات) الأطباء قد دفعت، وأنزلت في حسابات الوزارة…والسؤال هو لماذا يضرب الأطباء ؟
ببساطة جدا هنالك ملابسات في الفهم…وفيما يبدو لي أن المسؤولين في القضية المطلبية هذه يستخدمون مصطلحات تموه حقيقة وواقع القضية، بقول السيد وزير المالية في المجلس الوطني؛ تم دفع الاستحقاقات، يفهم القارئ والسامع له بأنه تم حل المشكلة، فهذه المصطلحات يجب أن ندقق في استخدامهما وهي ــ(استحقاقات) ،،(ديون) ،،( مطالب )، فالاستحقاق لا يريد تعريفا، ولا لبس فيه، ويكمن اللبس في أن الاستحقاق إذا حال عليه الحول وتوالت عليه السنين؛ فإنه يصبح دينا، وما دفعه وزير المالية هي بمثابة ديون متراكمة، وليست لتحسين بيئة العمل، ولا لتدعيم الصحة ومطالب الأطباء،،أما المطالب فيقصد بها ( مذكرة تحسين الخدمة) تصحيحا للأفهام إذ الصحيح كان أن يقول وزير المالية: دفعت ديون الأطباء ،،،
وبعد ذلك لماذا يضرب الأطباء مازال السؤال قائماً؟
يضرب الأطباء لأن لديهم مذكرة (مطالب) قد رفعت، تطالب بحقوقهم، فهي مذكرة تسمى تحسين الخدمة الطبية، وهذا يشمل جوانب كثيرة تهم الطبيب والمطبوب، فهذه المذكرة رفعت لمستوى رئاسي ،،تبناها السيد رئيس الجمهورية ،،وتعهد بها النائب الأول للرئيس بمطلع العام الجاري ،، ولكن أسأل وزارة الصحة لماذا لم يتم تطبيقها على أرض الواقع؟؟؟
عموما لتصحيح الفهم بأن المذكرة كانت تشمل نقاطا مهمة لم يتطرق لها، رغم أنها أجيزت، وهيئت لكي تكون على أرض الواقع ،،،أهمها أن يجد الطبيب الوظيفة الدائمة (علما بأن الطبيب بعد قضاء فترة الامتياز يصبح عاطلا عن العمل، وينتظر لسنوات حتى يجد مستشفى باجتهاد شخصي أن يعينه) ،،، تحسين بيئة العمل( الناس براها شايفة المستشفيات) ،،العلاج المجاني للطبيب وأسرته( قال اتحاد الأطباء سيتم افتتاح مستشفى الطبيب يشمل أربعين سريراً علما بأن الأطباء عددهم يفوق الثلاثة عشر ألف طبيب، سيظل الطبيب يحجز سريره قبل سنوات من المرض لكي يجد عن مرضه مرقدا ) ،،،والبدل عن ملء الأورنيك الجنائي،،، بدل استدعاء طبيب ،، ،،سكن للأطباء ،،، أو بدل سكن لهم ،،، وكنت أتمنى أن يصدر قرارا موازيا لما يضمن هيبة الطبيب، بأن يمنع أن يركب الطبيب المواصلات، كما يمنع الضابط من ركوبها بالزي الرسمي ،،،ولكن هيبة العسكر فوق هيبة الطبيب، وأتمنى أن تجد الجهات المسؤولة حلا لقضية ضرب الأطباء بواسطة الجهات النظامية المتواصل،، ولا داعي للتعبير عن المطالب بأنها سياسية،،، والبعض الآخر يصرح بأنه لا يمكن أن يتم تطبيقها، وتقول الوزارة بأنها غير منوطة بتسهيل سبل الحياة بما فيها الزواج، لا يحاججها الطبيب في ذلك، وإنما بديهياً إذا تم تحسين أوضاعه سيتم له الزواج بيسر، وليس كما تفهم الوزارة أن الأطباء طالبوا الوزارة بتزويجهم وجلب المأذون لهم ، والمعلوم أن الطبيب عندما يكون متزوجا يزداد راتبه بمبلغ ثلاثين جنيها فيها كل بدلات السكن واللبس ( رغم أن المدراء -ناهيك عن الوزراء- يتقاضون ما لا يقل عن خمسة ملايين بدل لبس شهرياً ، فهذا ما كشفته الصحف بالوثائق في الأيام الماضية، بأن أحد مديري شركات بنك السودان يقبض اثنين وسبعين ألف جنيه، عدا ونقدا في السنة)، وما صرح وقال به السيد الرئيس بأنه لو تم فصل أربعة من الدستوريين في الولايات (الماعندهم شغلة) سيتم استيعاب عشرين اختصاصيا بكل مخصصاتهم!!!والأطباء لجأوا لهذا الحل كحل نهائي بعد أن أغلقت الوزارة الباب الحواري، واتحاد الأطباء بعد عن مطالبهم،،، ولكن رفض النقاش وحل القضية وتضليل المفاهيم يفقم الأمر ،،، فبدلا من أن يكون الطبيب مطالباً بحقوق فأصبح مدانا ومتهما ،،، وآخر قولي كما كتبته في قصيدة طويلة أهدي أبيات منها لكل طبيب ،،،
صفة الزمان تدين الورى أعاقلهــــــــــــم ،،،،إني مدان لكل يا زمان محتقر
لا أطلــــــــــب الغيث فأني واثق من نفسي ،،،إني برئ منتــــــــــــــــــــــصر
إذا جابهتني البلية بشرها ،،،فلا أبالي ،،ففوق كل قوي مقـــــــــــــــــــــــــتدر
والسلام عليكم ورحمة الله
د. هشام حسن الحاج
[email]Dr.hishamelhaj@gmail.com[/email]

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/5/27
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]