[JUSTIFY]يقول الراوي إنه عندما كان البروفيسور أحمد علي قنيف والياً علي نهر النيل، حصل في عهدو فيضان مدمر للولاية والوضع ما كان بستحمل أي كلام وتصريحات، فقام جا الوالي ومعاهو عدد من الأعيان والقيادات الشعبية الخرطوم لاستنفار المركز والمنظمات واستقطاب الدعم، باعتبار أن الحالة متأخرة جدا، بس البروف دا قام عقد مؤتمر صحفي في قاعة البنك الزراعي وقال للناس يا جماعة الوضع خطير جدا، والوقت ليس للكلام، نحنا دايرين عمل سريع وجاد، واللغة السائدة في المؤتمر في الوكت داك كانت لغة تبرعات، واستنفار، وحماس شديد …قام طوالي الكندي يوسف مدير البنك سلم قنيف شيك فاضي، ووقّع عليهو وقال ليهو اكتب بس المبلغ البكفيك بأقساط مريحة جدا، وقام بي هناك محمد الحسن رئيس جمعية الهلال الأحمر السوداني واتبرع بقافلة أدوية حاجة ضخمة شديد، وبي هناك، مش عارف دكتور نافع اتبرع بي كم …المهم الناس عايشين في جو الحماس والموسيقى الاستنفارية ديك البتخلي الزول زي السكران، المهم في الساعة ديك قام مسؤول كبير جدا ــ نمسك عن الاسم لأسباب فسيولوجية ــ لمخاطبة الحشد وبدا يقول :« والله دا طبعا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ونحنا لازم نصبر ونحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى، وأن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبدًا ابتلاه، ولازم الناس تصبر لهذه الابتلاءات، وما تتضجر …» في اللحظة ديك قاطعه أحد المواطنين البسطاء جدا والغاضبين جدا وكان منفعلا بالمشكلة دون أن يدري من المتحدث ومنصبه الرئاسي الرفيع قاطعه قائلاً : يازول هوي أقعد!!، أقعد قفل خلاس الكلام البتغشو بيهو الناس في التلفزيون دا نحنا ما بنفع معانا، نحنا كلام الابتلاءات والاحتسابات دا ما مو نافع معانا لا ببني لينا بيوتنا اللي اتهدت ولا برجع لينا محاصيلنا الغرقت، مالك ماشفتا الرُّجال ناس الكندي بتتبرعوا كيفن؟ ولا ما شفتا ناس أمحُمّد الحسن شن سووا… بس الجماعة قعدو إلكِّزوا في ضهرو: أسكت يازول إنتا عارفو دا منو ؟ يازول ما جيب لي نفسك وجيب لينا معاك الهوا…قال ليهم شِنْ ماش إبقي إن بقي النميري ماني خايف منو… المسؤول قعد يضحك ويموت من الضحك، ثم واصل حديث الابتلاءات والاحتسابات ولكن بـ «آليات» مختلفة وكأن شيئاً لم يكن…[/JUSTIFY]