نادية عثمان مختار

الشردن خلوهن أقرعوا الواقفات


الشردن خلوهن أقرعوا الواقفات
الأستاذة نادية استأذنك في زاويتك للتحدث عن موضوع مهم وذو شجون فاسمحي لي وليسمح لي القارئ الكريم
كم كانت الشلوخ علامةً للجمال في القرن السابق وقرون خلت، وتتم عملياتها في سن مبكرة للفتاة ولطالما كانت عادة اجتماعية لها قُدسيتهان، ولها من الأبعاد الجمالية مالها، ولشيخنا فرح ود تكتوك حكمته القائلة: نوم بدري وأصحى بدري وصلي بدري وأزرع بدري وأحصد بدري وشوف كان تنقدري، فعند بزوغ فجر الأنثى كأُنثى تظهر معها جماليات الشلوخ التي أُجريت لها سابقاً يظهر جمالها، وقد اندملت الجراح، وصارت علامة فارقة في وجهها الوضاح لكن إجراءها بعد الكبر لا أؤمن ومعي الكثيرين بتسميتها شلوخا، ولا أعتقد أنها تدل على جمال بأي حال من الأحوال؛ ذلك إذا علمنا أن الشلوخ في عهدنا تدخل تحت طائلة الاضطهاد؛ سيما ونحنُ في القرن الواحد بعد العشرين، وكذلك تندرج تحت طائلة التعدي على حُريات الإناث، فما بالك بالتعدي على حريات الأوطان فوطن كالسودان به أكثر من 25 خمسة وعشرون مليوناً من الإناث؛ بالله أين المنظمات الإنسانية ؟ وأين الأمم المتحدة ؟ وأولئك المُتاجرين بالإنسانيات أين هُم مما يحاك ضد أمهاتنا وأخواتنا وعماتنا وللأسف من نسأل عنهم ويا للأسى هم من ساهم في هذه المؤامرة الدنيئة، أكتب ذلك ويملؤني الأسف على حال أبناء وطني أولئك الذين يعتقدون أن إجراء هذه العملية البشعة لبلدٍ بلغت من العُمر عتيا يعتقدون جازمين أنها شامة في وجه الوطن بعد إجرائها على الوجه الجديد، وستمنحه جمالا يفوق حد الوصف؛ نحن لا نشُك في وطنية الآخرين لكننا والذي بعث محمد للعالمين، نُشهده وهو علام الغيوب بأنا نُحبه، نعم.. أي والله نُحبه، مليون ميل مربع وكُل ميلٍ فيه نُحبه كما الأميال الأُخرى يتربع على نواصي قُلوبنا، كيف لا وهو الموطن وما أدراك ما الأوطان وما لها من حقوق وللسودان حق علينا، ونؤمن بأن للأوطان في يد كُل حُر يدٌ سلفت ودينٌ مُستحق، وأبسط حقوقه علينا أن نقول للعابثين قفوا فهذا الطريق غير مستخدم ولا يتم استخدامه من قبلكم، شعب الأهواء لكنها الأقدار وللأسف قاموا باستخدامه ونحنُ شهود وسوف يمضون فيه إلى أماكن أخرى، ما دُمنا على هذه الشاكلة ، نعم أجرينا عملياتنا ولأنها مخالفة للمواثيق تم خُلعنا و اختار إخوتنا أن يؤسسوا لهم كيانا ونقول لهم نحن جيرانكم فنعم الجيرة هي، ونحن نحفظ للجيران حقوقهم، وظللنا سابقاً ومازلنا نُردد أن الوحدة لا تُستجدى، ولسنا بطالبيها في بيت طاعة لكننا نُذكركم أيها الساهون عمداً نحن من كانت بيدنا العصمة طيلة نصف قرنٍ من الزمان، ويزيد وها نحن بالمثل السوداني البسيط نُحذر ونقول : الشردن خلوهن أقرعوا الواقفات.

إبراهيم آدم محبوب الخيري

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/6/3
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]