يوم الميلاد

[/SIZE][/B][/CENTER] [SIZE=5] يوم دون كل الأيام… فيه حملت المدنية والقرية على السواء حملاً بهامة الوطن، وجاء مخاضها على شمال نابض، وشرايين الحياة تأخذ الدماء المؤكسدة الى الأطراف لتجدها مبتورة فيكون الضخ في اتجاه الدفق اللاعائد.. اليوم ننظر بعين الواجس صوب الميلاد، ميلاد البلاد في يوم موعود، والميعاد هنا لا يعني الضرب على استحسان، ونخشى فيما نخشى أن يتكرر الميلاد وحالة البتر من خارطة الوجدان الوطني، فتتأزم الخارطة القديمة على تخوم أصغر وأصغر، وأصبح الميلاد موعداً للخوف والوجل، كان عشمنا أن يكون زماننا كله وطناً للميلاد، مولداً للحضارة مولداً للتمدد ومولداً للرفاهية والاجتماع للقلوب الشتيتة وهاهو وطن المليون يقف على حافة (البقيصة والنقيصة) ندعو الله ألاَّ يكون بلدنا بلد نجيهة.
عودة قبل الميلاد
الموقف للنظر والإمعان يلحظ حركة جنوبية الملمح في الشمال وعلى اقتراب موعد ميلاد دولة الانفصال، باتت هناك عودة للحراك السكاني الجنوبي بالشمال لا تعرف عبر أي طرق تتم، ولكنها بائنة بزخم الشارع بهم وتجوالهم مثلها مثل التواجد الأجنبي للدول التي تحيطنا وكثرة ما تناولت في هذه الزاوبة تواجدهم- (أقصد الأجانب)- حتى أن أحدهم ذات مرة تحدث عني قائلاً: (دي البتكتب عننا، وقالت (هم أسياد البلد بقوا جالية).. عوداً للحراك الجنوبي وميلاد الدولة الجديدة الذي على اقتراب، لا ندري من أي زاوية تقرأ هذه العودة.. أهو الاضطرار المؤقت.. أهو توفيق الأوضاع ومن ثم العودة النهائية، رغم أن القطار قد قطع فيافي البعد والمفاصلة، إلا أن بعض التوهم يدغدغ المشاعر بأن بصيصاً وبعض أمل، ولكن لا أمل ولا بصيص شيء، ولكن رحمة الأقدار قد تكون أكبر مواعين الأرض.
ميلادك:
يا وطني ويا كل مساحات انسانيتي استحلفك بحقك الذي سلف في دمي وصار ديناً على عنقي، استحلفك أن تبقيني في حواك دون أن يرمق ناظري صوب الحدود وما خلفها، والبدائل الى هناك حيث الغربة والشتات والانهزام النفسي.. أحبك ولا أملك إلا أن أبقيك بداخلي وطناً بمليون ميل مربع مكتملاً ، ولكن هيهات لي ذلك.. لم أعتد أن أراك متقطع الأوصال، ولكن لا سبيل لي أن أتوهمك الآن غير ذلك، لك أن تعلم أنني لست على أي درجة من درجات الفرح الإنساني الآن، وأنت تتعدى بي حدود القومية الى تفاصيل التفاصيل الى (ديمغرافية) لم يعد بإمكانها تقبل التنوع والتحضر أو كما تقول شعارات هؤلاء وحدة في تنوع أو تنوع في وحدة.
آخر الكلام: وطني حبيبي وأنت تقبل على أيام تذيعها القنوات والفضائيات على أنها ميلاد الدولة الجديدة، لا أقدر على أن أحياك في مثل هذه المناسبة، التي تذهب بي بعيداً بعيداً الى عنك ومنك واليك..
مع محبتي للجميع..[/SIZE]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

