جعفر عباس

ذم وهدية لبعض السمراوات


ذم وهدية لبعض السمراوات
يعجبني جدا غناء المطربة الأمريكية السوداء بيونسي نولز، وقد صرحت مؤخرا بأنها تغني بمزاج افريقي وتعتبر ان جمهورها الحقيقي هم ذوو الأصول الافريقية في الولايات المتحدة، وأعجبني جدا اعتزازها بجذورها وأصلها، ولكنني لاحظت أن بشرتها تزداد بياضا سنة بعد أخرى، مما يعني أنها تبذل جهدا كي تبدو ذات بشرة فاتحة باستخدام المساحيق والكريمات، فتحول إعجابي بها إلى ضيق منها، .. نعم أتضايق من السوداوات والسمراوات اللواتي يحاولن اكتساب بشرة فاتحة فالصو، تماما كما أتضايق من العربي الذي يحاول ان يعطي الانطباع بأنه خواجة في سلوكه وفهمه وثقافته، وباختصار أتضايق من كل من «يستعر» من أصله وعرقه وجنسه وثقافته وقومه، وقد كتبت في موضوع السمراوات اللاتي يسلخن جلودهن بالدهانات المسرطنة عشرات المرات، ولكن لا «حياء» لمن تنادي، فقد صار الهوس بالبشرة الفاتحة وبائيا، ومع هذا سأظل أقول إن كل أسمر يحاول اكتساب بشرة تميل الى البياض، يخجل من لون بشرته ويحس بالنقص ويعتقد ان ذوي البشرة الفاتحة أفضل منه في كل شيء، ليس فقط من حيث الوسامة والجمال، فالشخص الذي يجازف بحياته ويعرض نفسه لسرطانات الجلد- وبعضها لم يعرف الطب له علاجا – لاكتساب ملامح مزيفة يعاني من مركب نقص وعقدة دونية، ولو جلب لنفسه السرطان عامدا فهو «يستأهل».. ثم ان شكل السمراء المضروبة دهان وبودرة تخفي لون بشرتها الأصلي «مضحك ومقرف».. وجهها يكون مشدودا، ويخيل اليك أنه سيتشقق ويتفتفت إذا اختل توازن جسمها، فوضع عدة طبقات من المساحيق على الوجه يجعل الوجه أقرب الى «البلاط» والوجه البلاطي يكون خاليا من أي تعبير لأنه مسطح ويخفي شخصية سطحية (هل أنا مريض لأنني أقسو بل أستمتع بالقسوة على السمراوات الساعيات لاكتساب البشرة الفاتحة؟ لا .. كشخص أسمر هن يجرحن مشاعري لكونهن يخجلن من السمرة وأنا فقط أرد لهم الصاع صاعات عدة)
أحب الموز كثيرا وأحب بشكل خاص الموز ذا البشرة الفاتحة، فالموز المائل الى الاصفرار أفضل طعما من الموز الأخضر، ولا أحب الموز فقط لأنه غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم وغيره من العناصر الغذائية الضرورية بل لأن أكله لا يتطلب أي مجهود كما هو الحال مع البرتقال والمنقة (وقلت تريليون مرة إن منقة وليس المانجو هي الاسم الصحيح لهذه الفاكهة الاستوائية).. ورغم أن قلبي ليس مع السمراوات طالبات البشرة الفاتحة فإنني سأهدي إليهن اليوم وصفة تجعل البشرة فاتحة من دون تعريضها لخطر الإصابة بالسرطان، فقد أكدت أبحاث طبية خواجاتية ان تحويل قشر الموز الى مسحوق/ بودرة ثم عجينة ووضعها على الوجه لا يجعل فقط البشرة فاتحة بل يزيل حب الشباب، كما ان وضعه على الشعر يجعله أسرع نموا وأكثر غزارة (كسوداني يقلب الغين قافا بتأثير عامية بلدي فإنني أنصح السودانيين عموما بتجنب استخدام كلمات معينة من بينها «غزارة».. هطلت الأمطار بـ«قذارة»؟ عيب فالمطر نعمة وخير، ولن ينعم سوداني بليلة القدر طالما هو يتمنى أن ينعم بليلة «الغدر»!! استغفر الله على هذا الشطح فالرؤوف الرحيم يحاسبنا بالنيات، وإلا لصحت فتوى الشيخ المصري الشاطح الناطح الذي قال إن كل حالات الطلاق في مصر باطلة، وكأن لم تكن، لأن المصري يطلق بعبارة «أنت طالئ».. ونبقى مع الشطح والنطح واتذكر ما حكاه لي زميل بدوي قطري عن مدرس مصري اسمه عبد الجواد كان يعمل في قريتهم النائية في الستينيات، وذات يوم جاءه صديق مصري زائرا فرحب به الأهالي ثم سألهم عن «عبدالقواد» فانهالوا عليه ضربا حتى انتبه لصرخاته عبدالجواد وشرح لهم سبب اللبس وسوء التفاهم).

[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    العم الاستاذ جعفر عباس
    تحيه طيب من اطهر واقدس اماكن العالم لنا كمسلمين تحية من بلاد الحرمين الشريفين
    منذ أكثر من تسعة أعوام وانا لما انت تسرد اتابع ( الا ماشاء الله )أيها المثقف العجوز – أيها الفكاهي المبدع أيا لذيذ عنوان وشهي الطرح – اتمنى ان تستمر في كتاباتك فطالما اتحتفني- واضحكتني
    ومن الافضل الى الافضل
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته