فدوى موسى

الاستمطار

الاستمطار
العلم يتدخل في مسارات كثيرة في الحياة ويعمل على تطويع كل الممكن وبعض المستحيل.. في تقرير إعلامي عن عملية قادمة بقوة تعرف بالاستمطار تقوم على فكرة أساسية هي التحكم في وجهة هبوط الأمطار بعد سحب السحائب من مكان تكوينها إلى الجهات المراد استمطارها فيها.. في اللحظات الأولى شد انتباهي بهرة الفكرة ولكني سرعان ما بدت لي فرص استغلال هذه التقنية القادمة في حرمان بعض بلاد العالم من ميزات ربانية حباها بها المولى دون مَنٍّ.. وربما تجيء هذه الفكرة الاستمطارية لمصلحة جهات بعينها قادرة على تطويع الطبيعة لمصلحتها كما تطوع كل شئ على أساس أنها الأقدر والأصلح.. فما ان ذاع مدي الأمر صرنا نستجدي الأمطار من الآخرين.. وهل في إمكان الآخرين «التانين» أن يأبون بذلك علينا لنغني «أبو لي بيه.. أبو لي بيه المطر».. اللهم أمطار خير وبركة.

دنو السحاب:

دنت السحائب وغض الجو الطرف عن بعض الحرارة وأطلقت رياح الأتربة أسرها وفرقت جمع الشتيت إلى الشتات.. انتزعت «الهبائب» الرواق واهتزت أركان البيوت وضجت نفوس الهامش بالخوف من الأعاصير إلى أن زالت عالقة الأتربة وتجلت سحائب بقربها من قلوب هؤلاء وانفتحت شهية بعضهم على اشتهاء بعض المأكولات تيمناً بأن للخريف بعض الأكلات الخاصة.. وربط بعضهم ما بينها ونفحات ما بعد المطر مباشرة.. فهل يجيء مطر العام خفيفاً حنيناً على البعض.. «حوالينا لا علينا».

افتحوا الجدول:

كل عام يقوم «عبدو» بفتح الجدول مع هبوط أول مطرة كأنه عادة ما يقدر مقدار وحجم الجدول بالمطرة الأولى.. ودرج على قفله عند آخر مطره يعتقد أن لا مطر بعدها بحكم الخبرة وحكم التألق القديم مع الزمن.. وحاله مع تصريف المطر كحال الجهات الرسمية المعنية بالخريف والعباد، حيث لا تحرك آلياتها إلا بعد أن تتجمع الأمطار الأولى للخريف وتولد بعض من «باعوضات مزعجات» ومن ثم تعيد ذات المسلسل السنوي الذي بات لازم على كل سوداني مشاهدته عاماً بعد عام مع تأكيدات المسؤولين أن خريف العام يختلف عن خريف العام السابق لاكتمال كافة الاستعدادات.

آخر الكلام:

«نقولو ونعيدو» كما تقول «حاجة كلتوم» هكذا هو الحال مع موسم الأمطار الذي نتذوق زخاته ثم سيلانه ثم احتشاد مياهه على الجداول.. فهل من وسيلة لحصاد مياه الخريف القادم إن شاء الله قبل برنامج الاستمطار الدولي..
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]