نادية عثمان مختار

شياطين المؤتمر الوطني ..المعنى في بطن الشيوعي !!


شياطين المؤتمر الوطني ..المعنى في بطن الشيوعي !!
الحديث الذي أدلى به السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد لصحيفة (الأخبار) وجاء فيه قوله بما يشبه التحذير (علينا ان لا نترك المؤتمر الوطني لشيطانه، وللاسف هذا ما حدث)! كما وردت العبارة جعلني أشعر بمدى هوان الوطن على أبنائه في الحكومة والمعارضة !!
حديث الأستاذ نقد ورغم مافيه من رغبة للحاق بما بقي من الوطن؛ بأن لانترك أمره وشعبه لشيطان المؤتمر الوطني، إلا أن قوله يجعل المستمع إليه متسائلا (وأين كانت الملائكة عندما تحكمت الشياطين في رقاب البلاد والعباد)؟!
أطلقت لمساحات التخيل عنان الاختيار ليحدد من عناه السيد نقد بحديثه الجامع بين كامل الوضوح ومنتهى الإبهام!!
(علينا ان لانترك المؤتمر الوطني لشيطانه )؟! .. يالها من عبارة محفزة للخيال والتخمين وصب اللعنات في آن !!
بالطبع سيكون السؤال هو أي شيطان عنى الأستاذ نقد؟؟ ففي داخل المؤتمر الوطني أكثر من شيطان بعضهم ظاهر والآخر مستتر !!
بعضهم يعلنها دون مواربة ملوحا (بقرونه) ومطلقا شرر عينيه ولهيب الكلام من لسانه ليلا ونهارا ، وبعضهم (يتشيطن) في صمت الأبالسة اللئام دون ظهور ولا كثير كلام !!
(المعنى في بطن نقد) على وزن المعنى في بطن الشاعر، والشعراء يقولون مالايفعلون، وكذلك بعض السياسيين كثير منهم يهرف بما لا يعرف، اثباتا لوجوده، ومن باب خالف تذكر، بغض النظر عن ما يخلفه حديثه من آثار سالبة على البلاد والعباد !!
حديث الأستاذ نقد حول ضرورة عقد مؤتمر مائدة مستديرة لحل أزمة دارفور، حديث رغم أنه ليس بالجديد، وقد لاكته ألسن المعارضين، وبعض عامة الشعب قبله مرار وتكرارا، إلا انه يظل حديث الخبير العارف ببواطن الحلول والخروج من بعض أزمات البلاد ؛خاصة مع توضيحه لأن الحل يتطلب وجود الحركات المسلحة على مائدة الحوار لإنجاحه !
ويظل حديثه أن ( الحزب الشيوعي يرتب لإطلاق مبادرة وطنية لمحاصرة الأزمة في البلاد ؛ عوضا عن انتظار المبادرات الدولية أو ترك النار تأكل ما تبقى من الوطن) يعد بشارة خير، وفالاً حسناً، في ظل قتامة تلف المشهد في البلاد، وتسربله بلون الدم ورائحة الدانات وأزيز الكلاشنكوف في أجزاء عزيزة من بلادنا؛ ندعو لها ونتمنى على الله أن يخمد بماء الرحمة نارها، ويطفئ اشتعالها، ويعيد هدوءها واستقرار أهلها في بيوتاتهم الحنينة يارب !!
دعوة الأستاذ نقد لعقد مؤتمر مائدة مستديرة في هذا التوقيت؛ ربما يشكل واحدا على مليون من ملامح الحلول لمعضلات السودان ولكن من يدري !!
فليت الحكومة والمعارضة في صفها المتفرق أن تقف خلف هذه الدعوة الكريمة؛ طالما ان المصلحة واحدة وهي وقف نزيف الوطن المجروح !!
ويبقى الدعاء في السر والجهر بأن اللهم جنبنا (شياطين الإنس) وأما (شياطين الجن) فنحن أولى بهم وأقدر عليهم يارب العالمين .. وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم !!
و
يكفيك شرف المحاولة !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/6/22
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]