فدوى موسى

أم شـلوخ

أم شـلوخ
لا أعرف من أي باب ندخل وندلف إليها.. إنها امرأة من مدخل آخر.. عالم مغاير.. تخترق الحواجز وتتموضع في القلب والخاطر..ما أجمل الشلوخ السودانية التي تبعث على إثبات الوجه الأصيل والعمر الممتد في أوصال الأجيال.. سبعينية العمر.. لا أعرف كم تبلغ لكنها تحكي عن أيام خالدات عاشتها مترعة في حلاوة الألبان الطبيعية ومستخلصاتها سمناً وزبداً ودهاناً .. عرفنا أنّها مشوبة بكل لفافات العبق الرباني.. جاء وجهها صافياً تعبره جسور الشلوخ وكانت قسماتها دقيقة تحكي عظمة سر الخالق إنها امرأة من عبق الأمس في طيب اليوم.. أعزائي إن كانت لكم إنسانة بهذه الصفات والمواصفات.. أكرموها فإنها من جيل على وشك الانقراض.. نذكرها وهي «تعوس» كسرتها صباحاً وتطرب مع أغنية تمجد مشروع الجزيرة «في الجزيرة نزع قطنا.. نزرع نتيرب نحقق أملنا» ويالها من حسرة بماذا تُرانا نطربها الآن أنطربها «شوفتك يا حبيبي وقربت روحي تطلع.. عشان بتخلع» أم نخبرها بأننا بتنا نقاتل ونداوس بعضنا البعض فيتداعى لنا «الخواجات بالحل» أقول لكم «دعوها تعيش الخرف فهو الأفضل لها وللعالم من حولها» فلا هي تستوعبه ولا هو قادر على فهمها.

ü آكلة فضل

هي من بعض (إناث) الحاضر.. لكنها من مزبلة أيام عصرها تقتات البقايا والفتات أينما وجدته.. فتات الناس وفتات البشهم.. إنها حاضنة الكذب والنفاق.. وتحمل وجهها وقولها لأنها تعرف أن هؤلاء البشر أضعف ما يكون أمام الجمال الخارجي والمفردة «الحلوة» لأنهم تربوا على خشونة القول وجفاف المحتوى والمخبر.. لذلك ظلت تمارس بذاءتها بأن تؤجج هذا على ذاك فتناً وشكاً فيقع الواحد تلو الآخر والواحدة تلو الأخرى في يراثن ذكائها الماكر.. إلى أن جاءها الذي يذيقها جميع طعوم كؤوسها ويجردها من سترتها الخارجية فيبدو لهم خواءها الإنساني الصادق فهل صادفت أمثال هذه.. لا عليك «دعها وشأنها إنها سدرت ولا يمكن أن تعود إلى تخوم العادية..» فقد احتشدت بكل «عيفونات» البقايا ولا أحد يجرؤ على الاقتراب منها مدمنة وجبات «الكوش»

إمرأة ناعمة

تفيض على وجهها معالم النعومة.. لأنها لم تخبر خشونة العيش.. ولم تعرف معنى الجهد والعرق والضنك إنها معطونة بدعة العيش تخشى إن صافحتها مسالماً أن تتلاشى يديها في حريريتها.. ويجئيك صوتها كأنه مبعوث من الطرف الآخر للعالم.. ومن فرط النعومة أنها لا تعرف إن كان هناك بشر آخرين يعدون يومهم (خنق) كما يقولون.. إنها القادمة من عالم لا يعرف العنت أو الشقاء كل أمر عندها مقضي لا تعرف إلا أن تشتهي فتطاع.. تطالب فتجاب.. فلا تستغرب إن رغبت في القرب منك أو الاقتران بك.. بالتأكيد لأنك تمثل بالنسبة لها دنيا لا تعرفها تسعى للتعرف عليها.. لكن «دعها لأنك ستكون عبئاً ثقيلاً عليها».. لأن فترة الاكتشاف لعالمك لن تطول.. أسبوع وتكشف أنك لا تستطيع أن توفر مقومات حياتها المعتادة.

امرأة أنانية

مسكونة بحب الذات لا تعتقد إلا في نفسها.. النّاس عندها وسائل تقفز بهم من مرحلة الى مرحلة ومن درجة إلى أخرى يعميها هذا الأمر عن الإحساس بالآخرين فتبني كل حياتها على محورها ولا بأس من «وصم هذا أو ذاك» بما لا يستحق حتى تحقق غرضها.. أنانيتها تغذي ملامح وجهها بما يكفي من إدراك فحواه من أول وهلة.. إنها التي تدفع عنها الأذى إلى غيرها حتى لا يصيبها مكروه.. ذات الإنسانة التي يمكنها أن تضع صغارها على محك المكاره حتى لا يصيبها منها شيء.. متى كان الحال سائراً مع خططها وبرامجها سايرته حتى بلغت مداها.. إنها التي تدفعك نحو النّار لتحول بينها وبين ذاتها.. إن صادفتك فلا تحاول الاقتراب منها لأنها مسكونة بنفسها فقط.

امرأة طفلة

لا تعجب إن وجدتها تبكي لأمر تافه مثلما تبكي الطفلة وهي ترجوك إعطائها قطعة الشكولاتة.. «تحزن» لأبسط الأسباب فتصيبك حالة من الدهشة لسبب زعلها أو بكائها لأن الأمر في جملته لا يتسق مع مفهوم ما يذهب إليه رأسها.. إنها امرأة طفلة «شافعة» مخها صغير.. تتصيد منك الأسباب للزعل.

آخرالكلام:- .. دعهن جميعاً.. إنهن صاحبات «مغارز» وفتن وإن كيدهن عظيم بعظم وأبحث عن الأخرى التي تناسب «نوعيتك» من الرجال..

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]