أسواق عصبية
المدارس على الأبواب.. نفس التفاصيل السنوية.. الاحتياجات المهمة اللبسة.. الشنطة.. الأدوات.. رواحه وغدوه على الأسواق.. وزخم الأصوات الهائج.. كأن السوق داخل مدن العصبيات الدماغية.. «خمسة ونص.. أبو الرخا.. جايبنو بالطيارة وبايعنو بالخسارة» فتتشتت محاور نظرك وأركان جيبك وشنطتك على أفواه هؤلاء المزعجين.. لا تملك أحياناً إلا أن ترضي الفضول المتجذر بداخلك وتقترب من أحدهم وتسأل بشغف «بكم؟» وتتملكني دائماً رغبة مسح السوق من أوله لآخره لشيء في نفسي دفين لا أعرف كنهه حتى اليوم ولكني أذكر أنني كلما أحسست بضيق تطلعت للذهاب للسوق دون أن اشتري منه قطعة واحدة أو معروضة ولو بأرخص الأثمان.. المهم اليوم على أعتاب السوق وفي رأسي شراء بعض «الشيئات» المدرسية فابنتي قد وضعت شروطاً معينة «للشراب والشرائط» جعلتني لا أتوصل لمطلبها وأخيراً حزمت أمري وتوجهت صوب الصائح «ورقة.. ورقة» ظناً مني أن الورقة هي «الجنيه» فظللت أجمع من أمامه هذه وتلك.. وامتلأ كيسي ثم أخرجت له «العشرة ليأخذ حقه ويعيد الباقي» فصاح «يا خالة الورقة دي معناها عشرة ما جنيه.. فضحكت على عقلي «الطاش» وأخرجت المزيد و «بلاش من الشراب والشرائط».. «اشتري دماغك وغادر السوق».. وإلا وقعت تحت طائلة الحر والبحث عن ماء نظيف.. لا أدري لما يتربط الزحام بالعطش.. ففي تجوالي المذكور في السوق إياه.. اضطررت لشرب «قارورتين ماء».. وما زلت في لحظات السوق أحس بأنني «عطشى جداً».. ربما أن أسواقنا هذه تحتاج لتكييف جامع إضافة للتكييف الذي يوجد ببعض محال البيع فلنقل المراوح الرشاشة على طرقات السوق لعلها تحفف من وطأة الأنفاس مع حرارة الأجواء و«كتمتها».. يبدو «كلامي» هذا ضرباً من الخيال.. فمعظم الأسواق عشوائية شكلاً ومضموناً «فالفراشة» الذين يبيعون البضائع بسعر معقول خلافاً للأسعار المرتفعة بالمحلات يمثلون للمواطنين مصدراً للتبضع المناسب فمعظم الشراء يتم من هؤلاء وأظنهم أصدق مثال لتطعيم الأسعار ولكنهم بذلك يدخلونك في مظلة «الرخيص برخصتو يضوقك مغصتو».. ورغم ذلك يظلون الأكثر مبيعاً.. وأبحث عن «الشراب أياه» فلا أجده لا أدري من أين جاءت ابنتي بتلك المواصفات «أبيض ناضح على لبني خفيف.. فيهو أشكال مثقوبة لمن يتلبس بيكون شكلها واضح».. ولكن لا بأس من «شراب» تلبسه لمدة كم يوم لنعود نبحث عن الآخر المطابق لمواصفاتها.آخر الكلام:
عصيباتك وأحاسيسك تتثأر في الأسواق ما عليك إلا أن تعلي من درجة «الدغالة» وتخلي جلدك تخين.
مع محبتي للجميع..
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]