نادية عثمان مختار
سلفاكير والحكومة وبترول الشعب السوداني !!
ولكن دوما يبقى التفاؤل ليس خالصا لوجه الاطمئنان؛ إذ يشوبه التخوف حد الهلع أحيانا، نسبة لأن المسؤولين في الحكومة والحركة عودوا الشعب السوداني على نقض العهود والاتفاقيات، وتراجع احد الطرفين في كل صباح عن وعد قطعه للشعب! وما اتفاقية السلام (المقدودة من دبر) إلا خير شاهد على تنازع الأطراف وتجاذبهم وتشاكسهم المزعج والذي يدفع ثمنه باهظا الوطن وأبناؤه الكرام !!
ولكن لأننا لا نملك إلا حق بعض التفاؤل؛ حتى لا نموت كمدا من الذي يحدث في البلاد من موت وخراب بجنوب كردفان، ومنازعات مخيفة بأبيي وما خفي كان أعظم ؛ لذا فلابد من تحريض النفس على التشبث ببريق الأمل ولو كان زائفا حتى نستطيع القول: إن القادم أحلى.. وعملاً بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوه) !!
وهاهو ثوب التفاؤل يدثرني ( قبل تمزقه) بحديث السيد رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميار ديت الذي بدا فيه حسن النوايا (النية زاملة سيدها) ولا يعلم النوايا إلا الله؛ ولكن لنا بظاهر الحديث الذي أراح القلب والعقل ولو إلى حين ! حيث قال سيادته في تصريحات صحفية (إن الجنوب لن ينفرد بإيرادات النفط ويترك الشمال دون مد يد العون، ولا نريد اخذ كل عائدات النفط يجب أن نترك شيئا للشمال لإعانته في مواجهة التحديات الاقتصادية )!!
ورغم ما في حديث سيادته من رائحة (المن والأذى) وشيء من التعالي أو ربما التباهي بما يمور في باطن أرض (السودان) الجنوبي من خيرات النفط ؛ إلا انه حديث يحمد له إذا التزمت به حكومته؛ بما يجنب البلاد والعباد ويلات الأزمات الاقتصادية ويكفي البلاد لهيب حربها الدائرة في أجزاء غالية من تراب الوطن العزيز !!
يعجبني (رجل الدولة) الذي يعرف متى يقول ماذا من أجل صلاح دولته وشعبه ! فالجنوب محتاج للشمال بذات القدر لو لم يكن أكثر؛ بحسبان أن الجنوب دولة وليدة لم تبلغ الفطام بعد، وتحتاج مد يد العون أكثر من الشمال الذي بلغ الفطام؛ رغم هوان الجسد إثر طعنات رماح الحروب !!
وما نرجوه هو أن لا يكون حديث الرئيس سلفاكير محض حديث معسول أمام الزائر ( الخواجة) وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الذي استقبله بجوبا أول أمس، خاصة مع تطمينه للمسئول الألماني بأن العلاقات بينهم والشمال ستكون على ما يرام حين قال:(إن الجنوب يتطلع لإقامة حدود مرنة مع الشمال لتسهيل حركة التجارة باعتبارها رابطا اقتصاديا تؤسس لعلاقات اقتصادية متينة بين الجانبين)!!
ومن جانبه لم يقصر المؤتمر الوطني في الردع المبطن البائن اللذوعة على حديث سلفاكير حيث قال الأمين السياسي للمؤتمر الوطني دكتور الحاج آدم يوسف في تصريح لـ»الصحافة» ( إن العبرة تأتي بالتنفيذ على ارض الواقع بإيجاد النوايا الصلبة بتحقيق الاستقرار بين الشمال والجنوب بما يتيح علاقات اقتصادية مشتركة).
ولم ينس المسؤول الحكومي أن يقول (نحن لا نأخذ مالا نستحقه؛ فهم أحوج إليه أكثر مننا)!!
وحتى لا يكون حديث التصريحات بين الحكومة في الشمال و( غريمتها) في الجنوب من باب (المن والأذى) كما أسلفنا فنرجو أن يكف الطرفان عن طريقة (اديتونا واديناكم) لان أي واحد منهم لم يأت بالبترول من (بيت أبوه) إنما هو بترول الشعب السوداني في الشمال والجنوب !!
و
وطنا البي اسمك كتبنا ورطنا..أحبك.!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/6/26
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]