نادية عثمان مختار

مسارات (طيارة) الرئيس !!


مسارات (طيارة) الرئيس !!
السؤال الذي يتبادر للذهن كلما حلقت طائرة رئيس السودان عمر حسن البشير فوق سماء الوطن باتجاه بلد من بلاد الله الواسعة هو (الناس الماشي ليهم ديل كيف مع الجنائية دي)؟!
ويظل البعض يتناقش نقاشات مكرورة جرت على ألسنة الكثيرين منذ يوم أن وجهت محكمة العدل الجنائية تهما لرئيس الجمهورية، وحتى أصبحت هذه القصة كـ (حجوة أم ضبيبينة) التي جرى ذكرها في الأمثال من كثرة لوكها وتكرارها بشكل ممل دون جديد يذكر ولا قديم يعاد!!
وايضا كأني بقصة محكمة العدل الجنائية تحاكي مناسيب النيل في أيام الخريف علوا وهبوطا؛ فكلما أقلعت الطائرة الرئاسية حاملة على متنها السيد الرئيس زادت (مناسيب) الكلام حول محكمة لاهاي ومصير سيادته جراء تلك الرحلة وما الذي سيحدث، ونستل أقلامنا جميعنا لنحكي في ذات المحكى ونحلل المحلول ويرغي ويزبد كل المهتمين والمحليين وتتصدر أنباء الرئيس جميع الفضائيات العربية والغربية والمواقع الالكترونية للحديث عن أمر رحلته التي ربما كانت محفوفة بالمخاطر في نظر البعض وآمنة كل الآمن في نظر البعض الآخر!
رحلات الرئيس دوما ما تكون محط أنظار الكثيرين في الداخل والخارج لأنها ليس محفوفة بالمخاطر بقدر ما هي مشحونة بحماسة الرئيس و(هاشميته) الشديدة!
وما أن يعود الرئيس لأرض الوطن حتى تنخفض تلك الهوجة من سيل الكلام والتوقعات والروايات الحقيقي منها والخيالي ونبقى في انتظار فيضان آخر بزيارة أخرى (تتحدى) فيها (المانشيتات الصحفية) الجنائية الدولية بجعل الرئيس (متحديا) في خطوط الواجهة الرئيسية للصفحات الأولى بالخطوط الحمراء الفاقع لونها وكذا على صدر الأخبار في عوالم الفضاء الرئيسي والمسموع حتى لو يقلها سيادته بهذه المباشرة!!
الأخبار التي تتصدر بعض واجهات الصحافة وقنوات ووسائل الإعلام من نوعية الخطوط والمانشيتات النارية كـ (الرئيس يغادر إلى بكين متحديا الجنائية الدولية)! تشعر المرء وكأن الرئيس ذاهب لتلك الدولة حامل سيفه البتار ليلاقي المدعي العام للمحكمة الجنائية موريس اوكامبو وجها لوجه و(ليطالعه الخلا و حديد يلاقي حديد)!!
عندما تتأخر طائرة الرئيس عن الوصول في الموعد المضروب للبلد المعني يضرب الناس أخماسا في أسداس ويتساءلون عن ما الذي جرى، خاصة وان بلادنا مشهورة بحوادث الطائرات العجيبة مابين عاديات القضاء والقدر وبين علامات الاستفهام والتعجب الأبدية!!
وغض النظر عن كل شيء يبقى ارتباك المسئولين في سفارة السودان في طهران وعدم تحديدهم بشكل دقيق لخط سير طائرة الرئيس المتوجهة لبكين فيه شيء من التعجب والتساؤل عن ما هي إجراءات وزارة الخارجية السودانية وعقابها الذي من المفترض أن تتخذه ضد السفارة في طهران والدبلوماسيين المقصرين هناك (إن ثبت تقصيرهم) وتسببهم في (تلتلة) طائرة السيد الرئيس و(حوامتها) في الفضاء وتأخرها قرابة الستة ساعات إلى أن تجد لها ممرا جديدا آمنا وإذنا بالهبوط؟!
و
تبقى الفوضى سيدة المواقف!!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/6/27
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]