نور الدين مدني
زاد التغيير
* ونحن نستقبل أيام العيد علينا ان نستمد من خيرات الصيام وبركاته الزاد الذي يعيننا على مواصلة السير في ذات الطريق الذي سلكناه طوال أيام هذا الشهر الفضيل وان نروض النفس على انتظام الصلوات في المساجد والاستمرار في تلاوة القرآن الكريم وزيارة الأرحام وتعزيز قيم وممارسات التكافل الاجتماعي والاقتصادي ليس فقط داخل أسرنا وانما للأقربين من حولنا في مواقع العمل وفي الأحياء السكنية.
* لا يكفي فى هذا اخراج زكاة الفطر التي هي سنة واجبة على كل ولي أمر مسلم عليه اخراجها قبل طلوع فجر يوم العيد، وانما لابد من التوسع في سبل وأعمال البر والخير، كل قدر استطاعته خاصة تجاه أطفال الأقربين الذين هم أولى بالمعروف.
* وفي أيام العيد لابد ان تتصافى النفوس وان يسعى الجميع لافشاء السلام بينهم وتبادل التهاني والأمنيات الطيبة وتبادل الزيارات للمعايدة ابتداء من الجيران وحتى عموم الأهل والأقارب الذين يمكن الوصول إليهم مباشرة.
* اما الذين باعدت بيننا وبينهم الازمنة والأمكنة فلا أقل من رسائل التهنئة التي أصبحت متاحة عبر أجهزة الموبايل وأجهزة الكمبيوتر المختلفة فلنحرص جميعاً على مد جسور الصلات الطيبة داخل محيط الأسرة والأهل والاحباب.
* ان أيام العيد فرصة أيضاً لمراجعة حصيلة السلوك السنوي بعد انقضاء أيام شهر رمضان المبارك لدفع الايجابي منه ومحاولة التخلص من السلبي والسير نحو الغد بعزيمة وصبر واصرار على مواصلة مسيرة العمل من أجل تحقيق الأهداف الخاصة والعامة.
* ان التغيير الذي ميز حياتنا في أيام شهر رمضان ينبغي ان نبني عليه ونحن نسعى للتغيير المنشود في مجمل حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية لاقتناعنا بأن التغيير ينبغي ان يبتدئ بالأنفس للاسهام في عمليات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقانوني والعدلي ولتعزيز قيم وممارسات قبول الآخر والاعتراف بكامل حقوقه والتعايش السلمي معه في وطن يسع الجميع.
وكل عام وأنتم بخير.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1033 – 2008-09-29
