لا تجعلوني أكره الإنترنت
لو سألت زوجتي: من هي ضرتك؟ لضحكت في بادئ الأمر لأنها تعلن دائما أنها واثقة من أنه لا يمكن لامرأة عاقلة ان تقبل بي زوجا (ويا ويلك إذا قلت لها: طيب أنت زوجته الحين ومنذ سنين، هل يعني ذلك انك تعانين من خلل في قواك ال- – لية؟).. لكن بعد برهة ستقول إن ضرتها التي لا تطيق اسمها أو سيرتها هي الانترنت… هي لا تشك في أنني أزور مواقع مشبوهة على الانترنت.. وتعرف أنني لا أدخل قط ما يعرف بغرف الدردشة (التشات)، وتعرف انني اتلقى رسائل من قارئات يعقبن على مقالاتي مدحا او قدحا ولا ترى بأسا في ذلك، ولكنها تكره علاقتي بالانترنت بصفة عامة.. يغيظها ان لدي خمسة صناديق بريد الكترونية، وأنني أمضي وقتا طويلا او قصيرا مستعرضا الرسائل ويغضبها أنه كلما أثيرت مسألة ما توجهت الى الكمبيوتر لاستشارة الآنسة جوجل والسيدة ويكيبيديا.. هي لا تعلم أنني بدوري صرت أفتح بريدي الالكتروني فقط بعد قراءة المعوذتين.. من عادتي أن امسح أي رسالة الكترونية مصحوبة بمرفقات ما لم أكن أعرف من أرسلها، ولكن مصيبتي في ان من أعرفهم يمطرونني بسخافات مثل أن الدجاج الذي نأكله في مطاعم الوجبات السريعة ليس «دجاجا» بل كائنات يتم تطويرها في المختبرات ويكون لها صدور وسيقان، ولكنها بلا رؤوس وجهاز هضمي.. لا جدوى من أن تقول لهؤلاء ان الدجاج الذي يربى في الحظائر أرخص كلفة من دجاج المختبرات المزعوم، وهناك رسائل من شاكلة ان شخصا ما مات في كندا بالطاعون وثبت انه شرب كولا مستوردة من هاواي واتضح ان الفئران تتبرز على علب الكولا خلال تخزينها في مستودع في هاواي،.. لماذا هاواي وليس هانوي في فيتنام؟ مش شغلك! ومن ثم ينصحونني «إذا كان لابد من شرب الكولا فلتكن في زجاجة»؟ (ولا تسألهم: وما الذي يمنع براز الفأر او الصرصار من التسلل الى الزجاجة قبل تعبئتها؟).. إذا كان فحوى الرسائل التي تصل إليّ صحيحا فعليَّ تجنب ارسال وتسلم الخطابات والطرود عبر (دي اتش ال) وفيدكس لأنهما مملوكتان للقاعدة (يعني القاعدة اشترت الشركتين وتنقل يوميا مئات الآلاف من الرسائل المفخخة على أمل اصطيادي وقتلي أنا شخصيا! ما ذنبي؟ ولماذا لا تقتلني القاعدة بوسيلة أقل كلفة؟ هذه أسئلة لا تهم «فاعلي الخير» الذين يبثون الأخبار والتقارير عبر الانترنت).. وإذا كنت في مجمع تسوق وعرضوا علي تجريب عطر معين بأخذ «شمة» من رذاذه في رسغي، فعلي أن أرفض ذلك لأن العطر مادة مخدرة.. أشمها فيسلبون كل ما عندي (فقط من يرسلون الرسائل يعرفون بأمر هذه العصابات الإجرامية بينما أصحاب المجمعات بلهاء، أو متورطون مع العصابات لنشل شخص كحيان مثلي مما يعادل عشرة دولارات هي متوسط النقد السائل الذي أحمله في جيبي عادة.. فبحمد الله تعولم أبو الجعافر وصار يستخدم النقود البلاستيكية التي هي بطاقات الائتمان).. وشبعت من الرسائل التي توصيني بتحويلها (أي تلك الرسائل) الى 15 أو 50 شخصا لتعطيني شركة مايكروسوفت او هوت ميل 150 ألف دولار.. والرسائل الأكثر استعباطا: انظر الى الصورة المرفقة لدقيقتين واهمس بأمنيتك وستتحقق خلال يومين.. عملت بتلك النصيحة عشرين مرة متمنيا زوال إسرائيل، وكلما تمنيت زوالها تمددت بالاستيطان في الضفة الغربية، فصرت أتمنى زوال الجامعة العربية على أمل ان تتمدد وتنضم امريكا الى عضويتها فنعيش في بحبوحة ونغنغة.. قبل يومين اتصل بي صديق هاتفيا وطلب مني أن أفتح رسالة زودني بها الكترونيا مشيرا إلى أنه لو ارسلتها الى 50 شخصا فستتحقق جميع أمنياتي، وبرر ذلك بأنه حول الرسالة الى 50 شخصا وتحققت أمنية عزيزة على قلبه.. وأبلغته بريديا أنني عملت بنصيحته وأنني تمنيت أن يفقد الرئيس الأمريكي جورج بوش منصبه خلال سنة.. فصاح مهللا: اصبر وشوف.. أكيد راح يطير خلال سنة!! لم أقل لصاحبي ذاك أن من سيخلف بوش سيتم انتخابه بعد 9 أشهر، وأنه سيورينا عرض أكتافه في فبراير المقبل لأنه لن يقوم بتعديل الدستور كي يبقى في الحكم استجابة للإرادة الشعبية!
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
لا أعلم لماذا ولكن وكأن هذا المقال ( ذو) تعويذه كلما اردت قراءته لا استطيع ( عامل فيه إيه يا ابو الجعافر) سبحان الله وبحمده