فدوى موسى

تلب.. طفر

تلب.. طفر
«عبدو».. المسؤول الكبير في ظل ضبابية الأحوال هذه الأيام تحدثه نفسه قائلة «قبال التاسع من يوليو أحسن أبقى مارق.. يا زول تلب.. طفر» ولكن بعض من الهمس الداخلي يقول له «هسه يقولوا عليّ شنو.. اكان عملت كده.. يقولوا الزول بقى متخارج عشان فقرتو دي.. كدي النصبر شوية إمكن حاجة ما تحصل..» وحديث «عبدو» لنفسه هو حديث بعض المسؤولين هذه الأيام لأنفسهم فالظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد يجعل كل ذي شجون لنفسه محادثاً داخلياً لبقاً ومحطة للمراجعة خاصة وأن المشاهد العامة صارت تحتمل وتحتشد بمسألة ومحاسبة من كانوا يوماً كباراً جداً وما حال «اخت بلادي يا شقيقة» بعيداً ولكن «عبدو» إنسان لا يستشعر الخطر إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس ويرى في ذلك أمراً بعيداً ولكن «تتاوره» هذه الفكرة مرة مرة هذه الفكرة «تلب.. طفر» من المركب قبل ما تغرق».. أو أقلاه قبل «ما يتلب حرامي القلوب..».. «وأنا في نومي بتقلب حرامي القلوب تلب».

جمهورية جديدة:

قالوا.. «والله يقطع القول والسواطة» ان الشعب السوداني موعود بجمهورية ثانية.. «أها فيها ناس.. ذاتم لكن محورين شويه» يعني مطعمين بكوادر شابة «صديقتي دائماً تقول إنها تخاف من كلمة كادر وكوادر».. «أها المهم» إن البلاد في الجمهورية «الجاية» ستطعم بكوادر شابة بنسبة 25% كذلك المرأة والنسب الباقية على الخبرة وعلى الأحزاب الراغبة في المشاركة بالحقب الوزارية الجديدة.. لا نقول إلا ما يرضي الله «ربنا جنب بلادنا المحن..» لأن مفاصل المرحلة انتقال من حال لحال ومن شكل لشكل فجمهورية السودان الجديدة تحرمنا من قولة «بلدنا اكبر دولة افريقية.. والمليون ميل مربع.. و..» وتحول الكثير من وجداننا الى متحف وارشيف العواطف الوطنية.. فارقنا «منقو» وعلينا أن نحتفظ بصديقنا «الصديق» شمالاً و «أوشيك» شرقاً و «آدم» غرباً و «الشنبلي» على تخوم الجنوب من جهة النيل الأبيض والرمزية هنا بحكم «الجمهورية الجديدة».

الخريف والطرق:

رغم أنني لست على خبرة كافية بأمر سفلتة الطرق وفتح المجاري إلا أنني أرى عبقرية سودانية متفردة هي التي تحتم «جلط الاسفلت اولاً ثم العودة مرة أخرى لفتح المجاري عبر الأسفلت المجلوط».. وهذه عبقرية لا تتخطاها العين فكل المصارف المتعارضة مع شوارع الاسفلت لا يتم فتحها مسبقاً لكن «بحفر وإزالة الجلطة».. وكثيراً ما اسأل نفسي هو «الصاح شنو» حيث يلتبس علينا الأمر لبساطة فكرته.. ولا أتخيل أن مهندساً متخصصاً في هذا المجال تفوت على فطنته مثل هذه الأشياء الواضحة «بس تقول شنو.. جلطة بس».

آخر الكلام:

موعدون بقادم.. ورامين وراء وقدام «ما معروف» كما يحدث «عبدو» نفسه لكن لا مجال «الليلة يوم الرجال» كما يتمرشل الجنود.

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]