فدوى موسى

مع أغنام أبليس

مع أغنام أبليس
من بين أتعاب الأيام تقفز لحظات نتعشم فيها بعض الراح.. بعض التخفيف من أحمال الأكتاف.. تتعدد دروب السعي وتبقى المحصلة ما أراده الله سبحانه وتعالى وما سعى إليه العبد.. علينا أن نسعى ونرتضي الأقدار. في الطريق وأغنام أبليس تزاورني ذات الشمال وذات اليمين وكلب المنى يبسط ذراعيه والدنيا تتسع وتضيق تتناصف بعض الأحاسيس الموجبة والسالبة… «يا لطيف» لحظات وأنا أمارس الاعتياد في ذهابي ورواحي واصفاف المركبات على جانبي.. وجانبي.. الطريق يجر التساؤل المعهود ولا ذكر بالصحة والعافية.. فهؤلاء رأيتهم يحملون أوراقهم تنبيء عن «روشتات» العلاج وطلب المساعدة.. وأولئك رأيتهم يتنفضون خفافاً من غبارات الوقوع في براثن رسوم التعليم وحق المدارس.. والحياة تمضي في حالها بكل صعوباتها وتعسراتها.. بالله ما أحلى العودة إلى الوراء إلى زمن الطفولة حيث لا حمل على كتف ولا عبء على الصدر.. ولكن الأيام حتماً لابد أن تمضي وأن تنتقل من دور إلى آخر.. وتغرق في بحور المسؤولية والسؤال الدائم ولكن ما هذه الأشياء والأمور التي ما علمونا لها في دفاتر الدرس.. قالوا لنا إن هذا عيب وهذا صحيح.. ذاك ممكن وتلك خطيئة.. فكبرنا على أعتاب الحياة فلم نجد العيب عيباً ولا الصحيح صحيحاً ولا الخطأ خطأ.. إنها الأيام تحمل وجه غير وجهها الذي الفناه صغاراً.. فلا قانون للعيب وكل شيء جائز وممكن إذا ما.. «بلغنا الذمة وأغرقناها في وحل الذات وطموحها».. وداعاً طرقات حلوة الأمل وغوثاً من تغلغل النيل في الأعماق البعيدة.. وداعاً أغوارنا ومرحباً بالخواء والأيام وجفافها.. «هش.. هش.. يا غنم إبليس وعر.. عر يا حمار التمني».

الكرت المحروق

لا أدري لما يسعى البعض للكروت المحروقة ويقحمونها في بعض المواضع الناجحة أو القابلة للنجاح ويحضرني هنا أن أقول إن مبدأ الكرت المحروق مستخدم بين الدول.. كذلك الرؤساء فمنهم «الكرت المحروق.. ومصدر الحريق «لشعبه» بالله عليكم انظروا إلى حجم الدمار الذي يسببه الرؤساء الذين في خانة «الكروت المحروقة» فما بال هؤلاء يجعلون من شعوبهم أكوام لحم ودم رخيص.. ما بالهم لا يعرفون وجع الإنسانية.. حقاً إنهم رؤساء «محروقون» كيف يحكمون غصباً وجسارة وفوق الأعناق.. «وكده في نفسكم».. جاذرو الكروت المحروقة.

من أفواه العامة

الدور الذي يلعبه الإعلام خاصة الصحافة اليوم يتفوق على وصفها بأنها صاحبة الجلالة بل أعظم وأعظم.. حيث تجاوز الإعلام المعلومات من أفواه الرسميين وحوى المكاتب والصالات المغلقة.. وصارت الكوادر الإعلامية تجبر الرسمية على إعطاء وسائل الإعلام المعلومات المطلوبة عندما تجاوزتهم وأصبحت تأخذ معلوماتها من الأحداث من عامة الشعب من الشخوص الحقيقية التي تكتوي بتأثيرات ما يحدثه الساسة والجبابرة والقساة.. فهذا زمن الإعلام الشعبي يكفي فقط أن تصوب كاميرا الموبايل أو أي مماثل صغير وتقتحم حواجز المنع والحيلولة دون التقاط المشهد ليخرج الحدث من محليته إلى قوميته إلى عالميته.. فكيف بالله ألهب «محمد بوعزيزي» العالم العربي وحرك براكين الشعوب «المعصورة» على إثر اتساع تناول الإعلام لحدثه الذي لم يخرج عن حدود بلديته إلى أن أخرج (بن علي) من المشهد السياسي و(حسني مبارك) من قاهرة المعز وامتحن القذافي في طرابلس وزلزل أركان اليمن وململ الوضع من تحت أقدام حزب البعث وهكذا تنطلق الحقائق وتجاوبها مع الإعلام يكسبها بريق الحدث ويجعل العامة أبطالاً بحكم أنهم هم المتأثرون الحقيقيون…

آخر الكلام

كثير ما تحملنا هموم الدنيا للرعي وراء أغنام أبليس ولكن لا بأس من بعض الانتفاضة والثورة على الكروت المحروقة في حياتنا فربما جاء البطل من عامتنا من إنسان بسيط تنهشه أوصال الرهق والجوع والعطش النفسي..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]