نور الدين مدني

التاريخ ليس حكراً لحزب..


[ALIGN=CENTER]التاريخ ليس حكراً لحزب.. [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* إعادة قراءة تاريخنا الوطني مسألة مهمة وواجبة ولكنها لاينبغي ان ترتبط بالمواقف السياسية لأن ذلك يعرضها للتأثر بهذه المواقف ويجيرها لصالحها.
* نتفق هنا مع ما أشار اليه الخليفة عبدالعزيز محمد العشي امام وخطيب مسجد السيد على الميرغني في خطبة العيد امس الاول في ان من ليس له ماضٍ لا حاضر له ولا مستقبل، ونتفق معه بالدور الذي لعبه السيد على الميرغني ورواد الحركة الوطنية في تحقيق الاستقلال.
* نحمد له وللطريقة الختمية الاهتمام بالشأن السياسي خاصة شأن الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتعرض هذه الايام لمحنة كبيرة في ظل الخلافات التي دفعت بالبعض للانتقال الي حزب المؤتمر الوطني، ونتفق معه ايضا في ان قواعد الحزب الاتحادي بخير وانها لا تتأثر بهذه الخلافات الحزبية وانها باقية على مبادئها وعهودها لم تتغير وانه لابد من تحرك تنظيمي مؤسسي لتأمين هذا الحزب الكبير.
* كما اننا نحترم آل البيت ونقدر مكانتهم الدينية تماما كما نحترم أولياء الله الصالحين ومشايخ الطرق الصوفية لانفرق بين احد منهم ونحترم دورهم المقدر في الحفاظ على النسيج الاجتماعي للأمة في بلادنا خاصة.
* لكننا لابد ان ننبه الى ضرورة التزام الموضوعية عند تناول المواقف التاريخية، لانه لا يمكن اختصار التاريخ في افراد او في موقف واحد او مواقف معينة دون اعتبار للافراد والمواقف الاخرى.
* صحيح ان الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي كان في ذلك الوقت تحت اسم الوطني الاتحادي بقيادة الزعيم الخالد اسماعيل الازهري لعب دورا مهما في تحقيق استقلال البلاد، إلا ان ذلك لايعني تجاهل او تقليل ادوار الاحزاب الاخرى في تحقيق الاستقلال.
* ان ما يهمنا هنا هو البعد عن النظرة الحزبية الضيقة التي هي سبب ما نحن فيه الآن من اقصاء وتهميش تسبب عمليا في كل النزاعات المسلحة والاختناقات السياسية القائمة، ولا يمكن معالجة الخطأ بخطأ مماثل بتعظيم دور فرد او حزب بمعزل عن ادوار الآخرين واحزابهم السياسية.
* ان ما نحتاجه في هذه المرحلة الانتقالية هو المزيد من الاعتراف بالآخر وبكامل حقوقه العقدية والفكرية والسياسية بمن فيهم الآخر المسيطر على مفاصل الحكم واللجان الآن، على ان يلتزم بشروط او استحقاقات الديمقراطية، وهذا هو الطريق لتفعيل الحراك السياسي وبناء التحول الديمقراطي في وطن يسع الجميع.
* وكل عام انتم بخير. [/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1037 – 2008-10-02