إسحق أحمد فضل الله : طبقات الأرض تحت الخرطوم (5)
وانقلاب صلاح قوش الأخير هو قشرة تحتها قشور. والفريق صلاح عبدالله (صلاح قوش) كان مديراً للمخابرات، والرجل يدبر انقلاباً العام الأسبق، بعض طبقات البصل السياسية كانت هي الهجوم الذي يشنه خليل إبراهيم (العدل والمساواة) على مدينة أم درمان منتصف نهار الخامس من مايو 2007.
والسيد قوش مدير المخابرات يومئذ يستخدم جيشه الخاص ويصد الهجوم هذا.
وبحساب محسوب يتقدم خطوة على القوات المسلحة وخطوة في سلم التقرب للبشير.
وفي حديث للبشير معنا بعد شهر من انقلاب قوش يحدثنا الرئيس البشير عن أنه سأل الفريق صلاح يوماً عن (سر جيش يتألف من ألف و500 مقاتل تابع لجهاز الأمن.. لماذا؟). قال الرئيس إن قوش تعلل يومئذ بأنه يعدّ القوة هذه (سراً) في مقابل الكتائب الخمس التي كانت تابعة للحركة الشعبية، والتي تقيم خارج الخرطوم. لكن الرجل كان -مثل كثيرين جداً من قادة المخابرات في العالم العربي- يعدّ نفسه للرئاسة والانقلاب.
المثير أن الأسلوب ذاته -النجاح في إبعاد الخطر، في إبعاد الرئيس، ثم اتخاذ هذا النجاح خطوة في مشروع انقلاب- كان عملاً يقوم به أشهر قائد مخابرات في المنطقة.. عمر سليمان.. وللهدف ذاته. والطرفة تصبح غريبة حين يسجل السيد عمر سليمان نجاحه ضد السودان بالذات.. فالرئيس المصري مبارك -الذي تعرض لمحاولة اغتيال في أثيوبيا- اتهم السودان بها، وكان عمر سليمان أيامها يعترض بشدة على ذهاب مبارك للقمة تلك، ويقول إنه يشعر بالخطر، ثم كان هو من يقترح العربة المصفحة للرئيس، ومبارك بالفعل ينجو.. وأسهُم عمر سليمان ترتفع وخطوته التالية تقترب.
لكن الحصار الطويل الذي يضرب على السودان منذ عام 92 ومبارك الذي يُسهم فيه بقوة.. والعداء بين الترابي والبشير الذي يُسهم في صناعة نيفاشا (ونيفاشا صنعتها المخابرات الأمريكية والألمانية في مدينة هايدلبيرج عام 2003) وعمر سليمان وقوش.. وطبقات لا تنتهي للبصلة تنتهي كلها بنهايات درامية يعجز عنها خيال المؤلفين.
فالرئيس مبارك الذي يقول: إذا جاء الترابي إلى مصر فسوف أضعه في (ليمان طره)، كان هو الذي يرقد في سجنه والترابي يزور مصر!
وعمر سليمان الذي يهبط الخرطوم بصحبة مبارك في زيارته للجنوب، التي كانت آخر رحلة له إلى الخارج، كان يقتل وهو يقاوم الثورة السورية (قتل في انفجار أصاب مخابرات الأسد في دمشق).
وقوش مدير المخابرات الذي يكمل الإعداد لانقلاب حاسم كان ينطلق ليل الثلاثاء 26/ 4/ 2011 في طرقات الخرطوم الخالية، مستجيباً لدعوة عاجلة من الرئيس ينقلها إليه وزير الدفاع، وأربعة كانوا ينتظرونه هناك.. أحدهم الرئيس، وأحدهم محمد عطا مدير المخابرات الحالي، الذي كان هو من يكشف انقلاب قوش، لكن شيئاً في قشور البصلة كان أوسع إدارة للشأن في السودان.
الجزء الثاني …إسحق أحمد فضل الله : طبقات الأرض تحت الخرطوم (2) … قوش للرئيس : جئت لأحدثك عن انقلاب .. الرئيس :نعم والمدبر هو أنت! فأنصعق قوش
الجزء الثالث ….إسحق أحمد فضل الله : طبقات الأرض تحت الخرطوم (3) اللواء ود إبراهيم يعترف بتدبير الانقلاب ليستبق به انقلابا بعثيا. ..بداية الدائرة في السودان تقترب من نهايتها…ويكتمل مشروع قيادة مدراء المخابرات العربية لصالح واشنطن
إسحق أحمد فضل الله : طبقات الأرض تحت الخرطوم (4) …إبعاد دكتور غازي عن التنظيم الإسلامي ..د.الزبير يملك ولا يحكم إلا قليلاً …و ساعة الظهيرة تلك كانت هي ذاتها ساعة الانقلاب
صحيفة الشرق – إسحق أحمد فضل الله
لو كنت فاكر انو المصداقية والشفافية عنوانك ولا حتي عنوان حزبك .. فاعلم بانك جبااااان لا محالة… ولك اسياد .. كنت تكتب مقالك دا زمان وقتها كنت نايم ولا في غيبوبة .. ولا سيدك كان قوش..الرجالة انك تدافع عن فكرك وحريتك وقلمك وقتها .. مش لما التور يقع . ما سمعت المثل البقول امانة ما وقع راجل .. وانا علي حسب تقدير الضعيف انو كان راجل .. ولولا انو معتقل كان دخلك الجحر البتبث منه فحيحك الالسامة يا ماجج الفتن..
أالآن أصبح أمثال ود إبراهيم من الذين يدبرون الإنقلابات ضد الإنقاذ ؟! أعلم يا هذا فإنك والبشير والترابي وجميع المتبقي من عقدكم الخائن لا يساوي ظفرا من الشرفاء أمثال ود إبراهيم