جعفر عباس

بعد الجواري والغلمان.. الويسكي «الحلال»

بعد الجواري والغلمان.. الويسكي «الحلال»
سلوى المطيري، تلك المرأة الكويتية التي تريد استيراد الجواري للرجال الكويتيين، واستيراد الرجال البيض الحلوين المطيعين للزواج بالفتيات الكويتيات، هذه المرأة التي كتبت ثلاثة مقالات عن اقتراحاتها العجيبة، استدرجتني واستدرجت غيري لتحقيق الغاية التي تنشدها وهي أن تكون مالئة الدنيا وشاغلة الناس، فهي نموذج كلاسيكي للشخصية الهوائية، وهي تلك النوعية من البشر التي تريد ان تكون في دائرة الضوء بأي ثمن، فهي تعشق ان تكون موضع إعجاب وتقدير ومحل جدل، ولكنها ترحب بنفس القدر بالشتائم والنقد المقذع، إذا لم يتوافر الإعجاب والتصفيق، فما يهم مثل تلك الشخصية هو أن تكون حديث الناس والمجالس، ويفسر هذا لماذا هناك مقاطع فيديو كثيرة في الإنترنت لسلوى هذه وهي تبرطم بكلامها العجيب؟ لأنها تعلم أن آراءها ستثير لغطا وهجوما شديدا عليها، ولكن ذلك عندها غاية المنى و«عزّ الطلب»، لأن الشخصية الهوائية إذا رأت – مثلا – جنازة (متلتلة) يسير فيها خلق كثير والحزن باد على الوجوه تمنت لو كانت هي الميت.
وعلى الرغم من انني وضعت سلوى هذه في قائمتي السوداء مع القذافي وفاروق الفيشاوي وروبرت موغابي وصرت لا أطيق سيرتها فإنني استسلمت لإغراء مشاهدة مقطع فيديو لها وهي تتحدث عن اختراعات تنم عن عبقرية ينقصها حرف «العين»، سمعتها تتكلم عن نجاحها في إعداد سجائر غير ضارة بالصحة من خلطة أعشاب من بينها النعناع، وهذا الاختراع بقري لأنه من الواضح ان سلوى لا تعرف ان المشكلة أو الخطورة الكبرى في التدخين لا تكمن في التبغ بل في كون المدخن يستنشق غازات ضارة بالرئة والحلق والشفتين وتلك الغازات تنجم عن احتراق مكونات السيجارة سواء كانت تبغا او برسيما أو بقدونسا.. يعني يا ست سلوى كونك تصنعين سجائر من الخس والخيار والنعناع لا يجعل سجائرك غنية بالفيتامينات والألياف التي تمنع الإمساك الذي يسبب البواسير، بل يبقى لفافات تُدخل لرئة من يدخنها أول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكمون، وثالث أوكسيد الفسيخون.
وإذا بها تتحدث أيضا عن ويسكي حلال، يصنع من النعناع والميرامية واليانسون والدارسين (القرفة) وأعشاب «مهدئة»، وتقول إن مشروبها هذا «إسلامي».. فهل ستفاجئنا لاحقا بهيروين «إسلامي»؟ وبالمرة لحم خنزير «إسلامي».. استدرك هنا واعتذر لأن استخدام الإسلام في هذا السياق غير لائق وغير جائز بل قد يمثل خروجا عن روح الإسلام.. نرجع إلى الويسكي الحلال ونسمع ما تقوله عنه سلوى: يجعلك تشعر بالهدوء والسعادة والبهجة والطاقة!! واحدة، واحدة.. أولا شلون يصير ويسكي وهو يسبب الهدوء؟ فشارب الويسكي لا يبحث عن الهدوء، بل عن الفرفشة والصخب، ولهذا يقال عن السكران إنه يحسب المهر ديكا، وثانيا كيف يجعل الويسكي السلواوي هذا من يشربه ينعم بالهدوء والطاقة (وهما نقيضان) في نفس الوقت؟ هذا السؤال مهم لأن المشروب – على ذمة سلوى الاسكتلندية – يجعل الشارب يحس بالسعادة والبهجة.. يعني هو إما مسكر وإما مخدر لأنه يؤثر على الحالة العقلية والذهنية والنفسية لكونه يجعل من يشربه مفرفشا مبتهجا، وهو بالتالي مثل المسكرات والمخدرات يسبب حالة انتشاء وقتية، والعلة في السكر والخمر والانسطال عموما هي «ذهاب العقل»، انتشاء أو اكتئابا بتناول شيء ما، وطالما أنه لا يمكن صنع مشروب من تلك المواد من دون تخميرها، فالمحصلة النهائية هي خمر وهي كلمة مشتقة من التخمير والاختمار سواء كانت المادة المختمرة يانسون بالفانيلا، أو شعر جارية من مانيلا.. والأمل عظيم في أن الشرطة الكويتية ستداهم مصانع سلوى غير المرخص بها لإنتاج الويسكي المغشوش والسجائر الفاشوش.
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]

تعليق واحد