فدوى موسى

الحارس مالنا ودمنا

الحارس مالنا ودمنا
كل الشعب السوداني يحتشد احتراماً لمؤسسة القوات المسلحة لأنها صمام الأمان الذي لا ينحل رباطه إلا وانحل أمر البلاد.. هذه الأيام تتجه صوبه مؤشرات الأمان فقد دخلت البلاد في حالة أشبه بالعامة من الإحساس بعدم الأمان لأن «القصقصة والبرعمة للأراضي أصبحت ممكنة.. بالأمس ذهب الجنوب والآن تحدث التناوشات على الأطراف ما بين الشمال والجنوب..» والعامة يتساءلون عن أي اتجاه سترسى سفن المؤتمر الوطني الممسكة بزمام الأمور.. هل سترتضي البلاد نظام «القطاعي.. والتخلي بالحتة» حتى ينحصر شمال السودان في حدود ولاية.. ولايتين أم أن عمى وطني قد استباح المقدسات والخطوط الحمراء حتى بات أمر التفاوض فيها مباحاً وممكناً.. فهل ستحسم مؤسسة القوات المسلحة القضايا العالقة وتدخل البلاد في تجربة أخرى أم سينتصر الساسة بسياستهم التي باتت لا تحرص على الأرض مقابل البقاء على القمة.. سؤال صغير «هل سيتمدد التواجد الأثيوبي إضافة لأعداده الموجودة أم أنه سينحسر و.. السؤال موجه لهذه المؤسسة العظيمة؟».

بيان رقم «1»:

بعيداً عن البيانات الأولى لبلادنا.. يبقى السؤال قائماً هل نحن بحاجة للبيانات الأولى.. لا بد من عودة للتاريخ ودراسة البيان الأول أو الشرعية للدخول الى الحكم لكل فترة حكم جاءت ديمقراطية أو انقلاباً عسكرياً.. علاقتنا بالبيان الأول لأى فترة اعتقد أنها مربوطة بالرهبة أو الخوف من القادم الذي يكون كالبطيخة المقفولة الى أن «ينفقع» البطيخ وغالباً لا يكون بطعم السكر المطلق ولا يخلو من لون باهت دلالة على أن البطيخة كانت «نيئة» أو كانت «مسيخة».. إلا أن البيان الأول محطة من محطات البلاد لا يمكن تجاوزها وإن أباها معظم الشعب الكالح.. فهل نحن مدمنو بيانات.. أم أن الظروف هي التي تقودها إليها.

لا تبعد نفسك:

المناصب العامة مربوطة بالفتنة وخير من يزينها الحاشية التي تسد عين الحقيقة عن المسؤول فلا يجد حرجاً في كثير أمور خاصة وأنه بات باب الاستسهال لها مدخلاً بيد المزينين.. وباب الفتنة ليس موارباً فقط لكن حتى النفس الإمارة بالسوء تجد بعد التبرير لبعض الأمور من الحتمية أنها محسومة حرمة وأصلاً.. صدف كثيرة تكتشف فيها أن المسؤول الكبير دائماً ما يكون معزولاً عن واقعه ليكتشف أن الواقع بعيداً عن التقارير التي ترد إليه.. وأن قطار الأحداث حين يمضي يبعد بين المسؤول وقاعدته فيكون هو في وادي والقاعدة في وادي آخر.. وربما بحسن النية تكتشف أنه «مسكين» عزلوه غصباً عنه.. فصار يتفاجأ من نكتة من قصة لا يتوقع أنها حدثت في حوي في اختصاصه أو مناطق نفوذه.

خليك واضح يا جميل:

تلتبس أحياناً مفاهيم الواقع بأمنيات بعيدة عن أرض الحقيقة الماثلة «فهل حقاً يعني السيد رئيس دولة الجنوب القادمة أن الانفصال لا يعني نهاية كل شيء وأن العلاقات بين الشمال والجنوب ستتواصل».. وحقيقة إن تواصل العلاقة بين دولتي الشمال والجنوب في المراحل الأولى يتطلب رعاية وحكمة حتى تحدد ملامح الدولتين القادمتين ومن ثم يتأتى الفصل في شكل الحدود والقضايا العالقة.. وإن تدشين الدولتين في ظل صراع وتشتت يبعث على مخاوف التعدي والتجاوز ومن ثم انفلات الأوضاع وضياع السيادة.. وهذه هي المرحلة التي يبدو علينا أننا مقبلين عليها بكل تداعيات الأحوال وقرائنها الآن بكل تفاصيل التنازع الحادث على أطراف البلاد.. لا بد من حسم الأوضاع وحلحلتها في النيل الأزرق وجنوب كردفان وأبيي.. ولا نعتقد أنها غير ممكنة الحل ولكن بشيء من الحكمة القوية.

آخر الكلام:

البلاد في حالة امتحان.. ادعوا لها.. كحال من وضعوها في «….» وبدأوا معه الحساب.. والحساب ولد.
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]