فدوى موسى

جوبا مالك عليَّ

جوبا مالك عليَّ
«خلاص».. لم يعد من حقنا الاحتفاء بوجدانيات كثيرة كانت موجهة لذلك الجنوب وتلك المدينة «جوبا رائعة.. جوبا رائعة».. ولكن يبقى علينا أن نفكر في هذه التجربة الجديدة «الدولة الوليدة» وكيفية إنشاء دولة منظمة بترتيبها.. وكثيراً «وغصباً عني ورغم أنه ليس من حقي ذلك التفكير، كنت اتساءل كيف ستُحل مشكلة السكن للذين سيعملون بهذه المدنية».. خاصة أنها كانت تنحصر في نمط أنها عاصمة مكونة من حامية معزولة كما وصفها «فيليكس وايا ليجو» في إصدارات بعثة الأمم المتحدة «في السودان» ودلائل ذلك انتشار«الكرفانات» التي خصصت لإيواء الكثير من الجهات».. والفكرة أن الوقوف على التجربة ربما فتح الباب أمام إنشاء مدن جديدة في الشمال تستوعب الإيواءات للكثير من الذين يعانون من مشاكل السكن بشكل عاجل.. ربما لم تستطع فكرة الإسكان الشعبي الإسراع بتوفير هذا المطلوب.. ولا تستغرب عزيزي القاريء أن وجدت أنه لا رابط بين هذا وذاك، ولكن تبقى الفكرة أننا نمتلك مساحات في الشمال لم تستثمر بعد لأي أغراض.. فهل تجأسرت الحكومة وجعلت مشكلة السكن وإنشاء المدن التعميرية من أولوياتها..

ولا أملك إلا أن أقول «استغفر الله.. وجوبا مالك عليَّ» «ولكل بلده والتجربة للجميع».

التعاون ضرورة:

تظل النظرة للعلاقة القادمة بين الدولتين «دولة جنوب السودان الوليدة» وجمهورية السودان في «نيو لوكها» «الجمهورية الثانية» تظل هذه النظرة تعي ضرورة استمرارالتعاون الذي تفرضه طبيعة ما كان من مصالح مشتركة بحكم خصوصية العلاقة رغم الخروج عن الطوق.. ولا غضاضة أن يجرد الأمر على حدود المصالح.. لأنها لغة العصر في ظل السياسات العالمية التي تقوم على الفوائد والمصادر الاقتصادية.. وتظل ثروات كل من الدولتين محلاً للتعاون، والأولى أن تزاح الأحاسيس السالبة من قلوب الشعبين ومن ثم يتأتى لهما بناء علاقات جديدة تدعم كلاهما في موضع المصلحة العامة.. ولا اعتقد أنه ستغلق منافذ التعاون في المجالات الحيوية مثل التجارة والصحة وصحة الحيوان التي لا يستقيم أمرها إلا ببراءة وحداتها من الوبائيات الحيوانية التي تشكل هاجساً عالمياً وليس على مستوى الدولة الواحدة أو الاثنين.. فإن لم يدرك الطرفان ضرورة التعاون أملته عليهم السلطة الدولية والتحسبات على الأمن القومي في ظل العالمية.. كما أنه لابد أن يدعم كل شعب منهما الشعب الآخر.. لأن لغة الشعوب هي التي تؤطر الجوي والمحيط العريض للسياسات وأجندات الدولة.. وبدلاً أن يقول بعض الإخوة الجنوبيين وداعاً للخرطوم أو «باي باي الخرطوم..» يجب أن يقولوا «جوبا والخرطوم سوا سوا» رغم عقدتنا من «سوا سوا.. إياها..».

آخر الكلام:

بدأت الانشقاقات الأفريقية وانشطارات الدول في العهد الحديث من هنا.. ولا اعتقد أنها ستقف عند هذا الحد.. لذا يجب أن توجد أرضية مشتركة ولغة مشتركة داخل كل بلد أفريقي كبير تحسباً لمثل هذا اليوم الانفصالي..
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]