فدوى موسى
رداً على فوتي
بعد السلام والتحية
لقد قرأت عمودك بعنوان: فوتي على بركة الله
فاستميحك فيه
فالتحية لكِ ولرفقاء دربك المخلصين.. لأنكِ قلت لصديقتك «فوتي طوالي والرزق على الله»، وهذا ما جعلني أقف وانتهز هذه السانحة، لأن هذه الكلمة لا تتكرر على الدوام.. لذلك أتحدث فيها عن الفترة الماضية السوداء التي ظل يمتحن فيها المسلمون في أنفسهم وأموالهم وأخلاقهم.. لقد ضربت أروع الأمثال على الصبر على الشدائد والثبات عند المكروه والفوز عند الخطوب، وهذا الشعور الكريم الممتاز الذي يجعل الإنسان إنساناً ويرقى إلى المنزلة العليا من منازل الكرامة التي يبقى في روع كل فرد مهما تكن منزلته، فهو يسعد بسعادتها ويشقى بشقائها وما ينوبها من السراء والضراء.
الإنسان الذي جعل الله له النور في البصيرة قد يرى ما لا يراه الآخرون ويحكم على الأمور ما لا يحكمه القضاة المخلصون، هو الذي يشبع فؤاده بالإيمان الحق الذي يجعله لا يطغى إذا استغنى.. ولا ييأس إذا امتحن على البؤس والشقاء.. ويعرف أن الدنيا ليست نعيماً متصلاً ولا رضى مقيماً.. إنما مزيج من النعيم والبؤس والسعادة والشقاء، فالله سبحانه وتعالى يعطي نعيماً والآخر يأخذ منه وليس حباً في الأول وكرهاً في الثاني.
إن كثيراً من الناس يجهلون وجودهم ومن ثم يجعلون الغاية التي وهبت لهم الحياة والإرادة مقدرة التفكير والتمييز بين الخير والشر.
ولو فهم الناس غايتهم من وجودهم لكانت حياتهم في الدنيا حياة تعاون وتآخٍ بدلاً من حياة التنافر والتناقض، وعرفوا أن خير الإنسان الواحد خير للجميع.. وخير الجميع خير للواحد.
ومن الناس إذا فكر قليلاً استطاع أن ينكر فضل كل الناس عليه في كل لحظة من وجوده حتى رئيسه أو إمام المسلمين.. إذا بايعه يكون للدنيا.. إذا أعطاهم رضوا.. وإذا منعهم سخطوا.. اللهم لا تجعلنا منهم لأننا نريد أن يكملنا الله وينظر إلينا ويزكينا.. أختي الكريمة لا تخافي في قول الحق مهما كانت النتيجة.. لأن الحق يعلو.
إمام حسن أبوبكر «كفوت»
آخر الكلام: نتمنى أن نكون مع الحق دوماً.
مع محبتي للجميع..
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]