الفاتح جبرا

الجمارك واللورد


الجمارك واللورد
يقولون إذا عرف السبب بطل العجب .. ولأننا فى موضوع هذا المقال لا نعرف السبب فإننا سوف نظل فى حالة (عجب) حتى يفتح الله على القائمين على الأمر بتوضيح (المسألة) وما أكثر المسائل التى باتت تحتاج إلى توضيحات فى ظل هذا (الزمن الأغبر) .

لا يختلف إثنان بأن أكثر الأسواق فى العالم تشبعاً بالسلع والأجهزة غير المطابقة للمواصفات و(المزورة) هى أسواقنا .. الأدوات الإليكترونية ، الأجهزة الكهربائية ، المواد الغذائية ، الأدوية ، لعب الأطفال كل شئ تقريباً .. كل شئ .. !!

هل قامت الإدارة العامة للجمارك يوماً بنشر إعلان تحذيري تحذر فيه المواطنين من شراء أى من هذه السلع (المهربة) التى تغرق الأسواق وتؤثر على (الإقتصاد الوطني) ؟ مبلغ علمى أنها إن أرادت أن تفعل ذلك فأنها سوف تعدم المليم (تحذر من شنو .. وتخلى شنو؟) لذلك فإنها لم تفعل لذلك فقد إندهشت غاية الإندهاش وأنا أطالع إعلاناً تحذيرياً (نص صفحة وكمان ملون) من الإدارة العامة للجمارك على صفحة 13 من العدد رقم 4932 من صحيفة (الرأى العام) الصادر بتاريخ الثلاثاء الموافق 5 يوليو 2011م (وقد نشر فى عدة صحف أخرى) .. يقول نص الإعلان :

«جمهورية السودان ـ وزارة الداخلية الإدارة العامة للجمارك ـ إعلان تحذيري ـ تعتبر الإدارة العامة للجمارك خط الدفاع الأول لحماية الاقتصاد الوطني وقد استهدفت في خططها على الدوام مكافحة التهريب وإغراق الأسواق بالبضائع المهربة غير المطابقة للمواصفات كان آخرها ظهور نوع من السجائر المزوّرة مجهولة المنشأ ماركة «لورد» إن الإدارة العامة للجمارك قد آلت على نفسها التصدي بقوة لمحاربة هذا النشاط المدمِّر في أي موقع «المتاجر وأماكن البيع القطاعي وكل مواقعالعرض والتخزين والترحيل» ولهذا نحذر جميع المتعاملين في تجارة السجائر المزوَّرة بكل أصنافها من مغبة النشاط الذي يضعهم تحت مخالفة القانون ويعرضهم للمحاكمة ومصادرة الأنواع المهربة ووسائل النقل وننشد تعاون المواطن الكرام للإبلاغ عن أي عرض أوتخزين أو حركة نقل لهذه السجائر»!

إنتهى الإعلان (الكارثة) والذى تم دفع قيمته المليونية من (قروش محمد أحمد الغلبان) .. تعالوا معى أعزائى القراء لنقوم (بتفكيك) هذا الإعلان لنرى مدى كارثيته والروائح النفاذة التى تخرج منه :

يقول الإعلان : (وقد استهدفت في خططها على الدوام مكافحة التهريب وإغراق الأسواق بالبضائعالمهربة غير المطابقة للمواصفات كان آخرها ظهور نوع من السجائر المزورة)

ونقول : إذا كانت الجمارك تعترف بأن الأسواق (غرقانة) بالبضائع المهربة وأن هذا السجائر المزور كان آخرها فلماذا إختارت الجمارك هذه السجائر للتحذير منها وهنالك سلع أهم وأخطر على صحة وحياة المواطنين (كالدواء) المغشوش مثلاً لم تقم الجمارك بتحذير المواطنين منها ؟ وهل يعنى ذلك أنها سوف تقوم من الآن وصاعداً بتحذير المواطنين عن أى سلعة مزورة مستقبلاً ؟ (نشوف !!)

يقول الإعلان : (إن الإدارة العامة للجمارك قد آلت على نفسها التصدي بقوة لمحاربة هذا النشاط المدمِّر في أي موقع المتاجر وأماكن البيع القطاعي وكل مواقع العرض والتخزين والترحيل ولهذا نحذر جميع المتعاملين في تجارة السجائر المزوَّرة بكل أصنافها من مغبة النشاط الذي يضعهم تحت مخالفة القانون ويعرضهم للمحاكمة ومصادرة الأنواع المهربة ووسائل النقل)!

ونقول : ولماذا هذا (اللورد) بالذات من دون السلع التى تغرق الأسواق تقوم الإدارة العامة للجمارك بتتبعه سوق سوق .. مخزن مخزن .. بقالة بقالة .. زنقة زنقة ؟ وتتصدى لمن يتعامل معه بيعاً وعرضاً وتخزيناً وترحيلاً وتتوعده بالثبور وعظائم الأمور من محاكمات ومصادرات حتى لوسائل نقله ؟ وتناشد المواطنين الإبلاغ عن أى عرض أو تخزين أو حركة نقل لهذه (السجائر المزورة) والتى تم تصويرها في الإعلان من كل الزوايا (وجه العلبة وظهرها وجنباتها وغطائها المعدنى والكتابة الفوقا) لتوضيح الفوارق بينها وبين (السجائر الأصلي) !!

إنتهى تفكيك الإعلان والذى كان على المتضرر وهو المصنع الذى يقوم بصناعة سجائر (لورد) أن يقوم بنشره (أو إن شاء الله ناس حماية المستهلك) لحماية المواطنين و(الخوف على صحتهم) من (السجائر المزورة وكده) غير أن الجمارك لسبب لا نعرفه (حتى يزول العجب) رأت أن تقوم إنابه عن المصنع الذى ليست لديه بالطبع أى أدوات (تهديد ووعيد) بنشر هذا الإعلان من قروش (بيت مال المسلمين( !

وإذا إستمر هذا الإنتقاء (الما معروف سببو) فسوف نطالع للإدارة العامة للجمارك فى مقبل الأيام إعلانات من شاكلة :

تحذر الإدارة العامة من ظهور نوع مزور من (فنائل أبوفاس) الداخلية وتحذر جميع المتعاملين في تجارة (الفنائل) المزوَّرة بكل أنواعها من مغبة النشاط الذي يضعهم تحت مخالفة القانون ويعرضهم للمحاكمة ومصادرة الأنواع المهربة ووسائل النقل وننشد تعاون المواطن الكرام للإبلاغ عن أي عرض أوتخزين أو حركة نقل لهذه الفنائل !
كسرة :

الفنائل أقصد السجائر دى كدى خلوها .. عملتو لينا شنو فى (المودوع) بتاع عربات شهادة الوارد (المزورة) ؟.. وبالله أصلو لو إنتو بتحذروا المواطنين مش كان تحذروهم من شهادة الوارد (المزورة) وتعملو ليهم إعلان عشان ما يشتروا العربات دى … وللا بس بتعرفوا تحذروا من (اللورد المزور) !!!

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. كلنا نعلم ان شركة حجار للسجائر هي المورد الاكبر لايرادات الجمارك ولهذا فان الاهتمام بهذه السلعة ياتي من الحرص والاهتمام بكمية الربط السنوي لا اكثر ولا اقل اما بقية السلع ففي ستين داهية

  2. اضف صوتى للاخ زيزو واقول ان مصانع حجار للسجائر تشترى سنويا عربات لادارة الجمارك من اجل المكافحة
    وحتى الضباط الذين ينقلون الى المصنع يكونون فى غاية السعادة للعمل هناك نسبة للحوافز والتسهيلات التى تدفع لهم وانا اعلم بحكم عملى سابقا فى المصنع ان كثير منهم يمنح عربة جديدة من ادارة المصنع بكل المخصصات من وقود وصيانة يموت قلبة ويرفع التقرير الجيد عن المصنع