لا تحسدونهن على النوم
ومن يراقب زوجته خلال فترة رعاية إرضاع وليد، يعجب كيف أنها تغادر السرير، وتأتي بأشياء من هنا وهناك، وتطعم الوليد وتزيل من حفاظته آثار العدوان، ثم تحمله على كتفها وتربت على ظهره برفق حتى يقول: باااااع، وبعدها بدقيقة تصدر أصواتا منكرة: خخخخ خوخوخو .. بمعنى أنها تروح في نومة عميقة فور انتهاء تلك المهام. ولكنني موقن بأن النتائج التي توصل إليها أولئك الباحثون، لا تنطبق على نسائنا، اللواتي تكون الواحدة منهن مطالبة بأن تكون ساهرة يقظانة، حين يعود الفحل من صولاته وجولاته في الهزيع الأخير من الليل، أو بأن تبقى يقظانة حتى يغادر ضيوفه ثقيلو الدم بيتها في الثانية صباحا، لتضمن ان الأكل الذي سيطفحونه سيبقى دافئا كي “يهري مطرح ما يسري”، وصنف الرجال الذي يتباهى بأن زوجته تظل صاحية تخدم ضيوفه حتى الساعات الأولى من الفجر عندنا كثير، وهناك الصنف الذي يحسب الزوجة إنسانا آليا “روبوت” فيعود الى البيت ويدخل عليها ويصيح: معاي خمسة ضيوف سوّي لنا الغدا بسرعة! وليس من حق الزوجة أن تقول: “أنا مش حاوي” كي أطعم ضيوفك في وقت قياسي وليس عندي في البيت من مواد الأكل حتى ما يلزمنا لوجبة العشاء! وأكاد اجزم ان نحو 99 في المائة من الرجال العرب لا يهمهم في كثير او قليل ان يكون لدى أحدهم طفل حديث الولادة يصحو على كيفه، ويبكي من غير سبب،.. بمعنى انهم لا يساعدون زوجاتهم في هدهدة الأطفال او إطعامهم او تزويدهم بمانعات التسيب المسمى بالبامبرز، بل يبلغ انعدام الحساسية عند بعض الرجال انهم يهجرون غرفة الزوجية عندما تكون الزوجة تعنى برضيع. ولأنني استمتع بالعناية بعيالي وهم في المهد، ولا أجد حرجا في اطعامهم او تغيير ملابسهم الملوثة بمواد مقرفة حتى أمام الضيوف، فان زوجتي “تمسّخها” في بعض الاحيان، بأن ترمي معظم الحمل عليّ، لتمارس هوايتها المفضلة وهي النوم المبكر، ولكن ما أن يكبر لنا طفل حتى تحس بالندم لانها تكتشف انه يكون أكثر تعلقا بي، وتحاول استدراجه اليها اكثر بأن تغني له بصوتها النشاز فيزداد التصاقا بي، صونا لحسه الموسيقي، وتتضايق كثيرا لأن عيالي يعتادون منذ الصغر الجلوس الى جواري على مائدة الطعام، لأنني وفي مراحل مبكرة من أعمارهم، أكسر كل البروتوكولات وقواعد الاتيكيت على المائدة لتشجيعهم على الأكل.. مثلا، بإجراء المسابقات في أكل الفول أو تناول الشوربة بالشوكة. على كل حال حلال على المرأة أن تنام ساعات اطول من الرجل طالما انها “تملأ مركزها” جيدا وتقوم بواجباتها و…… بالزيادة!
زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com
اخي الغالي جعفر عباس السلام عليكم.دوما معجب بكتاباتك انا.دعني اهديك هذا الحديث النبوي الغالي فانت خير من مثلته.عن عائشة رضي الله عنها,انها لما سئلت: ماذا كان يصنع الرسول ( ص) في البيت؟ قالت;( كما يصنع احدكم ,يشيل هذا , ويحط هذا ,ويخدم في مهنة اهله , ويقطع لهن اللحم ,ويقم البيت -اي يكنسه- ويعين الخادم في خدمته ). رواه الطبراني وغيره
ولك حق التعليق عليه كما تريد..
اخى العزيز جعفر عباس احييك على حنانك المتدفق تجاه عيالك
وعلى رحمتك بزوجتك بارك الله فيك وانشاء الله يبقوا ليك حنين
ومحبين لك دمت بخير