السودان (ضبايح وقداحة وبلايل)!
وجدت نفسي أتحسس نوعاً من هذا التسامح وأنا أرى أمامي مختلف السحنات في بلادي, تتناغم في سيمفونية محبوكة جداً لهذا الإيقاع الحياتي اليومي, لا تعرف ولا تميز بين ثناياها أي نشاذ أو إنقطاع.. هذه الدرجات المتفاوتة من جهات.. أناس ..تندرج إنسانيتهم على دواخلهم الرحبة ولا تكترث لألوان بشرتهم المتباينة, هذه الإلفة لا تجدها بهذا الشكل إلا بين هؤلاء المتحابين من أجل الحميمية البشرية المطلقة…
في بلادنا تلحظ تنوع خيوط هذا النسيج الإجتماعي في كل بيت وعائلة… تتلمس ذلك إن مسحت عيناك تباين ظواهرهم وإنطواء الطيب في دواخلهم.. ولكن..
هذا الفضل وهذه النعمة أصبحت المدخل الذي ينسج حوله الإختراق العام للعمق الإستراتيجي, لكل أبعاد الحياة وإمعاناً للتفرقة من أجل السيادة… بدأ هذا التواثق في الإنفراط والتفكك المتمهل ومن هنا يأتينا الآخر الطامع… وعندما يسهل التسلل إلى أعماق البشر يهون بعد ذلك الأمر ويمكن الإنحراف بكل القيم العميقة إلى خواء البشرة, وما أعظم الظلم الذي يقع على الإنسانية عندها… مما يضطر البعض فيهم ( عند تمكن هذه النظرة) إلى رفض التواصل الجمعي عندما ينحصر أحياناً في زاوية خاصة لتسمح للإثنين بمباشرة إنسانيتهم الفطرية الربانية… من هنا تجئ الفتنة وساء سبيلاً… وبلا إنتباه ولا تدارك تنفذ سهام الإحساس بالبون والإختلاف وتنطوي في الأنفس أشياء من حتى… وتنمو البذرة وتترعرع إلى الفتنة الكبرى على ذات الظواهر الشكلية… ومن ذات الباب تصاب العلاقة الجمعية بالتصدع والغبن… والذي يجعل التقارب في محارب الحياة المختلفة منطلقاً للجدل والتغابن, فتنهار عليه مقاسم التوزيع العادل للأصول النوعية المتأنية ومن هنا تؤتي البلاد في مقتل..
التعايش السلمي في بلادنا تتحسسه عندما تجود عليك الأقدار برحلة أو ( سفرية) إستكشافية تأخذك في مساحات واسعة لتحل ضيفاً على الكل ( عابر سبيل) إلا أنك مستقر بحفاوتهم بهذا العبور الذي يكون مدعاة لتذوق الذات ( ضبايح دا وبليلة داك وقدح ديل)… لا تلمس فيهم نعرة قبيلة أو إحساس دوني أو فوقي…. يا هو دا السودان بكل ناسه, بسطاء في تفاصيل الحياة الجارية ولكنهم كبار بتسييرهم لها إلا من أبى وإستكبر.
آخر الكلام:
سوداننا عامر بتسامح أهله وتعايشهم أدام الله عليهم هذه النعمة ليكون الكل للكل والكل برب العالمين.[/ALIGN]
سياج – آخر لحظة – العدد 655
fadwamusa8@hotmail.com