رأي ومقالات

عليّ الطلاق أنا ما مؤتمر وطني

[JUSTIFY]لعلها ليست المرة الأولى وربما لن تكون المرة الأخيرة التي يضطر فيها المهندس الطيب مصطفي قائلاً: «عليّ الطلاق» نافياً عن نفسه «تهمة» أنه مؤتمر وطني.. والباشمهندس يبدو أنه يتضايق كثيراً من وصف أنه «مؤتمر وطني» نظراً للتكرار الممل الذي قد يُصر عليه كثير من المعارضين سواء كانوا معارضين للحكومة أو معارضين للمنبر أو في الواقع كل العاملين على إسقاط النظام في السودان من الشيوعيين وأشياعهم.

وعندما عقد حزب مؤتمر السلام العادل مؤتمره الصحفي في عطبرة أول الأمس أكد على لسان رئيسه أن الحزب سيواصل مناهضة كمبالا ولن يقف الحزب عند حد المناهضة لكنه سيكون حرباً عليها.. وإذا كان فاروق أبوعيسى قد قال إن موقفهم من الجبهة الثورية هو موقف إستراتيجي داعم للجبهة الثورية لإسقاط النظام السوداني ومؤيد لوثيقة الفجر الجديد «بتاعة باقان وعرمان» فهذا يجعل هاتين الجهتين (المنبر والمعارضة بعيدَين عن بعضهما) في بعد الثرى عن الثريا، ويجعل الفارق المادي والمعنوي بينهما غير قابل للانكماش بل قابلاً للتمدد الطولي والعرضي وقابلاً للانتفاخ والانفجار كذلك.. وإصرار أهل المعارضة سواء من الشيوعيين «الجد جد» أو المتشيعين لهم من أهل الأحزاب المعارضة وإلحاحهم وإصرارهم على أن الطيب مصطفى بصفة خاصة والمنتمين لمنبر السلام بصفة عامة أنهم «مؤتمر وطني» يذكرنا بالطرفة التي تحكي عن رجلين كان أحدهما يحب «الغلاط» والإصرار على الرأي حتى لو كان خطأ… ويتصادف أن الرجلين وهما يسيران نظرا إلى خط الأفق «وهذه بلغة عربي جوبا ينطقونها كتلوا فوق» ومن على مسافة بعيدة جداً رأيا شيئاً أسود اللون فقال الأول إنه صقر أسود وقال الآخر إنها غنماية سوداء.. وبدأت المغالطة «صقر» لا.. «غنماية» لا.. صقر لا.. غنماية… يا اخي قلت ليك صقر وأنا قلت ليك غنماية. وبعد المغالطة الكثيرة اتفقا على أن يصلا حيث يقف الشيء الأسود.. وعندما اقتربا منه قذفه الثاني بحجر كان يحمله.. فطار الشيء الأسود في السماء… وعندها قال «الشيوعي» عليّ الطلاق إن طارت غنماية…

والمهندس الطيب مصطفى مهما حلف بالطلاق والحرام والأيمان المغلظة ولو حلف اليمين «الحاسمة» أو اليمين الغموس فلن يؤمن له ناس المعارضة وسوف يظلون يعتبرونه «مؤتمر وطني» ويعتبرون حزبه منبر السلام العادل عبارة عن غواصة لصالح المؤتمر الوطني ــ لأن الفرق عندهم بين أحمد وحاج أحمد لا يؤثر كثيراً ولا يعتد به… وأستغرب كيف يغيب على ناس المعارضة أن المؤتمر الشعبي كان يجب أن يترسخ في أذهانهم أنه «أم» المؤتمر الوطني منذ عهد «اذهب إلى القصر رئيساً وأذهب إلى السجن حبيساً» وهذه الأم لا بد أنها ولدت «فروخ» كثيرة وليس أقلها حزب الوسط الإسلامي بتاع «د. يوسف الكودة» أو المؤتمر الوطني أو حتى منبر السلام وفروع أخرى. وحزب الكودة مثله مثل المؤتمر الشعبي وقع على وثيقة الفجر الكاذب بتاعة باقان وعرمان… مما يجب أن يدعو إلى وجود مائة سبب تؤدي الى الاعتقاد بأن حزب الكودة ربما كان غواصة للمؤتمر الوطني ويحتاج دكتور الكودة نفسه أن يحلف بقول «عليّ الحرام» أنا ما مؤتمر وطني…

على كل حال نؤكد مرة أخرى أن منبر السلام العادل ليس غواصة للمؤتمر الوطني وليس أحد روافده والمهندس كما قال بنفسه «عليّ الطلاق أنا ما مؤتمر وطني»… وكل ما في الأمر أن الباشمهندس يرى أن سقوط نظام الإنقاذ يعني بالضرورة أن البديل القادم هو إما باقان بتاع حكومة الدينكا أو هو عرمان بتاع الحركة الشعبية أو هو واحد من ناس الجبهة الثورية… وهذه كلها على رأي الباشمهندس ونحن معه لن تحكم البلاد.. إلا على أجساد أهل المنبر.. وبالطبع على أجساد أهل المؤتمر الوطني «عليّ الطلاق بالتلاتة»…

> كسرة:

أعلنت الأمم المتحدة رسمياً عن أن الجنوبيين بدأوا يموتون في شكل مجموعات كبيرة بسبب المجاعة.. ويحدث هذا نظراً لأن حكومة الجنوب ما زالت تعتقد أنها عصابة متمردة على حكومة السودان.. ولم يدركوا أنهم يديرون دولة فيها أناس يحتاجون إلى الإطعام .

والسبب الثاني أن الجنوبيين أصلاً مجموعات غير منتجة فهم لم يزرعوا في هذا العام وينتظرون أن ينهبوا غذاءهم من الحدود السودانية في النيل الأزرق وجنوب كردفان بل ينتظرون حكومة السودان أن تُطعمهم داخل أفواههم… والمطلوب يا جماعة حراسة حدودنا بكل الحزم والعزم ومنع أي حبة عيش من المرور إلى دولة الجنوب إلى أن يعرفوا أن «الله واحد»… ونذكر أن الشعار الذي أعلن قبل فترة ليست بالطويلة في حق من يقومون بالتهريب لدولة الجنوب ما زال قائماً… وهذه التعليمات كانت واضحة وتقول «شوت تو كيل» يعني بالعربي اقتل أي شخص حتى الموت إذا كان يقوم بتهريب الغذاء من السودان إلى دولة الجنوب.. وباللغة الإنجليزية يُكتب هكذا «Shoot to Kill» والتعليمات صادرة عن جهات عليا جداً جداً جداً…. فقط على الجهات المعنية تنفيذ ما أُمرت بتنفيذه…

صحيفة الإنتباهة
د. عبدالماجد عبد القادر[/JUSTIFY]

تعليق واحد