رأي ومقالات

ناس الأمن بيسألوا عنك !!

[JUSTIFY]تزاحمت الأفكار في رأسي وبدأت أودي وأجيب وأنا أشاهد على إحدى الفضائيات تسجيلاً لاحتفال وتكريم جهاز الأمن والمخابرات لبعض رموز مدينة توتي! تزاحمت إلى رأسي الأفكار وتداعت إليه مواقف عديدة قام بها جهاز الأمن والمخابرات في الفترة الأخيرة انسجاماً مع نبض الشارع وتفاعلاً بإحساس المواطن كان آخرها اللفتة البارعة والفريق محمد عطا شخصياً يوجه بإرسال طائرة خاصة إلى الأردن عقب وفاة أسطورة النغم محمود عبد العزيز ليرافق الجثمان من هناك في لفتة رسمية لها معانيها ومدلولاتها الفريق عبد القادر يوسف.. ودعوني قبل أن «اتغزل» في هذا الفهم الراقي الذي قلت إن لم يكن «عدم» أن تجده في بلاد الدنيا المتسعة لجهاز أمني ومخابرات، قبل أن اتغزل في هذا الفهم أقول إن أجهزة الأمن ارتبطت في الأذهان عبر حقب ماضية وأنظمة سابقة أنها أجهزة للقمع والتخويف والإرهاب ورجالها غالباً إن لم يكن دائماً حساسيتهم مطلقة مع الضوء لذلك يعيشون في الظلام يكتنفهم «الغموض» الذي هو سحر هذه الأنظمة، ولعل أجهزة الأمن والمخابرات كانت وحتى وقت قريب هي لدى العامة اليد التي تبطش والسكين التي تقطع الألسن وهي أقرب بأقل من مليميترات معدودة من السلطة والحاكم وأبعد بكيلومترات كثيرة من المواطن والشارع ودعوني أقول أيضاً أن هذه الصورة القاتمة رسمها بعض ممن هم في السلطة أو في أعلى هرم المؤسسات وظيفياً وليس رجالات الأمن أنفسهم، إذ أن من مصلحة أولئك أن يصوروا ناس الأمن بصورة البعبع والبعاتي وأبسط شيء يقدمون به أنفسهم لمرؤوسيهم إما أنهم ينتمون للأمن أو أن رجال الامن قريبين منهم.. ونسمع كثيراً نغمة ناس الأمن سألوا عن فلان أو علان أو طلبوا ملف فلان الفرتكان، والمسألة برمتها مجرد تمثيلية وأوهام تسببت في هذا الانطباع غير الصحيح!!

لكني أقول إن هذا الوجود المجتمعي لجهاز الأمن والمخابرات في الشارع السوداني هو وجود فريد ومعناه كبير ومردوده إيجابي، وقيادة الأمن في أعلى مستوياتها تؤمن وتعمل على بسط هذا الفهم الذي آمل أن يتنزل على بعض منسوبي الجهاز، وللمفارقة قد يكونون من صغار الرتب لكنهم «سيفرضون» انتماءهم للجهاز بطريقة أفلام الأبيض والأسود ويعرضون خارج الزفة زاهية الألوان التي رسمها الجهاز بمواقفه الأخيرة التي طمأنت المواطن للدرجة التي يبتسم فيها لمن يقول ليه ناس الأمن يسألوا منك،لأنه مؤكد إما مكرّم أو محتفى به والحكاية ما فيها «كلبوش»!!

كلمة عزيزة:

صدقوني وبكثرة حراكنا في العمل العام اكتشفت اكتشافاً مذهلاً أدعوكم أن تتأملوا مثلي فلربما اكتشفتم الكثير المثير الخطر، والاكتشاف يا سادة أن بعضاً من رمانا ورماكم الحظ العاثر أن يكونوا بداية لمسؤول ما، اما مديري مكاتب أو حتى سكرتاريا.. بعض هؤلاء الواحد مركب ماكينة أكبر من ماكينة المسؤول نفسه فتجده غاية في الفلهمة ورفع النخرة وكأن بعضهم ماخد كورس في العرقلة واللولوة والغريب أكثر إن قدر لك وقابلت المسؤول فلربما يقضي لك حاجتك في التو واللحظة وقبلها بدقائق يكون صاحبنا أبو ماكينة قد زرع لك الأشواك وعبّد الطريق لجنهم ونفخ «جضومه» حد النفخ ويقول ليك ياخي موضوعك ده صعب ومافي طريقة!! وبعدين المسؤول ذاته ما فاضي!! وفي نوع ثاني من أبو ماكينة يديني إحساس إنه ماسك للمسؤول ده ذلة وهو يتحدث أمامه بغطرسة وممكن عادي يكسر أوامره وما يعمل شيء من ما أمر به.

عموماً وبما أني اتعقدت من الشفتة وقالوا لي قررت أعمل رواية أسميها عقدة في مكتب مسؤول والأبطال بالكوم والردوم.

كلمة أعز:

لا أدري ما هي قيمة الكتاب الذي كتبه الدكتور محمد حسين كسلا حتى تتم طباعته على نفقة الدولة وبلادنا مليانة مبدعين في كل المجالات يحملون «قصاصات» من الضوء لا يستطيعون طباعتها،أخشى ان تندثر وتضيع قيمتها إن رحلوا عن الفانية، ما حدث مجاملة لرجل وضعه يمكنه من طباعة عشرة كتب !!

صحيفة آخر لحظة
ام وضاح [/JUSTIFY]

‫5 تعليقات

  1. (( ولعل أجهزة الأمن والمخابرات كانت وحتى وقت قريب هي لدى العامة اليد التي تبطش والسكين التي تقطع الألسن))
    هل نسيتي زميلتك الصحفية بت هندوسة

  2. [COLOR=#E200FF][SIZE=6][B]معليش يا أستاذتنا أم وضاح ……[/B]
    [/COLOR][/SIZE]
    [COLOR=#001CFF][B[SIZE=5]]رغم احترامنا الشديد لكتاباتك ومقالاتك ولقاءتك التلفزيونية …. إلا أنني أختلف معك في موضوع اجتماعية جهاز الأمن والمخابرات ومحاولة دخوله في حياة الناس ….. فجهازنا الأمني ما زال يمثل (البعبع) و(البعاتي)لشعبنا الصابر .. وكم أسرة سودانية تأذزت من هذا الجهاز بفقدان أحد أفرادها إما بالموت تعذيبا تحت أقادم وسياط أفراده وإما فقد عقله من كثرة ما يمارس ضده من انتهاك لعرضه ……

    فهذا الهراء الذي يمارسه الجهاز بدخوله في دنيا اجتماعيتنا لا تفسير له غير أنه محاولة لتبييض صورة جلاديه وأباطرة المؤتمر الوطني لقرب فترة الانتخابات ……..

    فنرجوك يا أستاذتنا الموقرة ….. أن تخوضي في المعترك السياسي … فنحن عشقنا قلمك في المواضيع الفنية والاجتماعية والانسانية ….
    لك التحية [/B][/SIZE][/COLOR]

  3. [FONT=Tahoma][B][COLOR=undefined][SIZE=7]
    الله بيسألك يوم القيااااامه من كلامك دا – الصحافة ما فيها نفاق ولا تملق

    والكلامة امانة في رقبتك [/SIZE][/COLOR][/B][/FONT]