عبد اللطيف البوني

افتكر أديس ما بطالة


افتكر أديس ما بطالة
وقعت الإنقاذ اتفاق ميساكوش الإطاري في 2003 وعلى هذا الاتفاق قامت نيفاشا 2005 بكل شهرتها وأثرها الكبير في مسيرة دولتي السودان القائمتين الآن ولكن الناظر لاتفاق ميساكوش الذي يفترض أن يكون الأب الشرعي لهذه النيفاشا لن يجد الملامح والشبه الذي يجمع بين الأب وابنه لا بل يمكن أن يعتبرها (جنى حرام) ثم جاء التطبيق والتنفيذ لنجد أنه بدل النوايا التي قامت عليها على الأقل من حيث الظاهر (فخذ عندك) مثلا ميساكوش الإطاري يقول إن حدود جنوب السودان هي حدود الولايات الجنوبية في يوم 1/ 1 / 1956 فهذا يعني أن أبيي ماكان يجب أن تكون موضع نزاع بين الشمال والجنوب لأنها في ذلك اليوم كانت شمالية مية المية وكذا بقية النقاط الحدودية المختلف عليها أما إذا دلفنا لشيطان التفاصيل فنيفاشا تقول يعمل الجانبان من أجل الوحدة الجاذبة فإذا بهما يعملان من أجل الانفصال الجاذب.
هذه الرمية أوردناها لنقول إن الاتفاق الإطاري مهما كانت درجة (تسبيكه) ساعة التنزيل في شكل اتفاقية يمكن جدا أن تتغير ملامحه ويأخذ شكلا مختلفا والاتفاقية مهما كانت درجة صياغة عباراتها يمكن جدا ساعة التطبيق أن تنلفت عن نوايا الذين وقعوها. نقول هذا القول تشجيعا للمضي قدما في اتفاق أديس أببا الإطاري الذي وقعه دكتور نافع مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ذلك الاتفاق الذي رفضه المؤتمر الوطني واعتذر عنه نافع نفسه فلو أن الجميع وضعوا الرحمن في قلوبهم لما حدثت تلك البلبلة التي أحدثها ذلك الرفض من جانب المؤتمر الوطني وتمسك الحركة الشعبية من الجانب الآخر؛ إذ كان يمكن للمؤتمر الوطني أن يقبل بذلك الاتفاق طالما أنه إطاري ثم يبدي تحفظاته عند التفاوض على التفاصيل أو يقبل الاتفاق ولكن بتحفظ او حتى يقتدي بالصادق المهدي في استيلاد المصطلحات عندما قال إنه يقبل باتفاقية الميرغني قرنق 1989 ولكن بتوضيحاتها فالرفض بتلك الطريقة الخشنة ولد التحدي وصعّد المسألة والحركة من جانبها كان يمكن أن تبدي شيئا من المرونة وتقول إنها يمكن أن تجلس لمراجعة الاتفاق الإطاري ولا تعتبره غفلة يجب أن تنتهزها ثم ثانيا لو نظرنا لأهم بنود ذلك الاتفاق الإطاري فإننا نجدها مقبولة من الطرفين لولا انعدام الثقة وافتراض سوء النية والإصرار على لعبة التربص بالآخر فإيقاف الحرب الدائرة في جنوب كردفان أمر متفق عليه كما أن تحاشي اندلاع الحرب في النيل الأزرق متفق عليه والأهم أن إعادة تسريح ودمج الجيش الشعبي في القوات المسلحة أمر متفق ولكن هل يكون هذا بعد المشورة الشعبية أم قبلها فهذا يخضع للتفاوض ثم مزاولة الحركة الشعبية لنشاطها في الشمال هذا حق كفله الدستور لأي مواطن ولكن أن تعيد توفيق أوضاعها وتغير اسمها فهذا يمكن لمسجل الأحزاب الفصل فيه لاسيما وأن قطاعا كبيرا في الحركة يرى ضرورة تغيير اسمها لكن شريطة أن يكون ذلك من غير ضغوط وتبقى شيء أخير وهو عبدالعزيز الحلو هل هو متمرد أم ثائر؟ كل سوابق الاتفاقيات لا تحرم الحلو من حق العفو فإذا تم الاتفاق وصدر ذلك العفو فلينظر إليه كل جانب من الزاوية التي تريحه. مكان وزمان التفاوض هذا أمر شكلي. في تقديري إن إغلاق نافذة الشر التي انفتحت على دولة السودان الثانية ينبغي أن يقدم على ماسواه.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. الوالد الفاضيل/كلامك حلو لكن الدوله بتعامل مع الحلو بصورة لا تقيل عن كلامك دة
    المفترض تتعامل بصورة اكثر قصوة لنو الوضع اختلف كثير عن ما قبل
    يعني تفرض هيبتها علي الاقل بعداك هارون دة موش قالو مجرم حرب يعني ما حيخصر اي حاجة لو بقي مجرم حرب بلجد يعني يشوف شعلو والكلام الطيب دة مابنفع الجماعه ديل اوغيروم
    اذا كان شعارهم النجمه او الهجمه في الانتخابات عليك الله دى دوله والله دافوري/عليك الله خلى الكلام السمح