رأي ومقالات

قصة التلميذ الشاطر جداً !!

[JUSTIFY] أتمنى أن يتمكن أولاد قاردن سيتي والمنشية من استيعاب الطرفة التي سنحكيها حول ذلك التمليذ الشاطر جداً على أيامنا في الخميسنيات من القرن الماضي.. وآمل أن نوفق في التمهيد للطرفة بشرح بعض الممارسات في ذلك الوقت حيث كانت تنعدم مواسير المياه والحنفيات المشهورة هذه الأيام.. وكان قمة الاحترام الذي تقدمه لضيوفك بعد وجبة الطعام الدسمة أن تنادي على أحد أولادك وفي الغالب يكون تمليذاً بالمدارس الابتدائية لكي يقوم بعملية «مسك الإبريق» ويساعد الضيوف في غسل أيديهم بصب المياه ومسك الصابونة.. والإبريق «لأولاد نمرة اتنين» هو إناء تُحفظ فيه المياه يغرض غسيل الأيدي والوضوء ولاستعماله في «المستراح» والمستراح هو التويليت عند أولاد الفيس بوك ولكن ليس فيه مقعد وليس فيه شطاف وليس فيه «بدي» ولا أي حاجة، بس حفرة وإبريق..
والمهم أن التلاميذ يقومون بمساعدة الضيوف في غسيل أيديهم.. وفي الغالب يقوم الضيف بملاطفة التلميذ والونسة معه أثناء غسل الأيدي ولمدة لا تتعدى دقيقة ونصف.. وتنحصر الونسة في مجموعة من الأسئلة المتتالية يجيب عنها التلميذ بنفس السرعة التي طُرحت بها وتنحصر الأسئلة في الآتي:

ــ اسمك منو يا شاطر

ــ إنت ود منو

ــ تقرأ في سنة كم

ــ جيت الكم

وبالطبع يرد التلميذ اسمي محمد ود حسنين، بقرأ في سنة رابعة ابتدائي، وجيت العاشر.. وتظل تلك هي لحظات التواصل بين الضيف والتلميذ إلى أن يغسل الضيف يديه ويتمضمض ويسلم الصابونة للتلميذ الذي يتجه إلى ضيف آخر..

ويقال إن تمليذاً شاطراً جداً استفاد من تراكم التجارب المتكررة في الغسيل للضيوف والتعامل معهم وتعود على أسئلتهم «النمطية» والتقليدية.. وأجاب عن المئات منها.. وفي ذات يوم كان على التلميذ الشاطر أن يمسك الإبريق ليساعد العمدة في غسيل يديه.. وبالطبع بدأ العمدة في الغسيل وبدأ في طرح الأسئلة النمطية مفتتحاً قوله «ود منو يا شاطر» وبادره التلميذ برد مباغت وجرئ عندما رد عليه بقوله «جيت الطيش».. وكأن التلميذ الشاطر يريد أن يقول إن البدايات تقود إلى النهايات وإن الأسئلة التي تبدأ بقولك ودمنو يا شاطر سوف تنتهي بسؤال «جيت الكم»..

ولأن حزب منبر السلام العادل حزب شاطر جداً مثله مثل التمليذ المذكور.. فقد تعود ــ بالممارسة والتجربة الطويلة ــ أن أي حوار شبيه بمحادثات «نيفاشا» سوف ينتهي بالانفصال.. ولهذا فإن المنبر يرفض تماماً أي نوع من الحوار مع ما يسمى قطاع الشمال.. وعندهم أن الحوار مع قطاع الشمال سوف يقود لانفصال النيل الأزرق أو جنوب كردفان أو الاثنتين معاً.. ذلك لأن قطاع الشمال ما هو إلاّ حكومة الجنوب في شكل من أشكالها.. وعرمان وعقار والحلو ما هم إلا عملاء دولة الدينكا في جنوب السودان وامتدادهم الطبيعي لمشروع السودان الجديد.. وبالطبع متى ما قبلت حكومة السودان بالتفاوض مع عرمان وعقار والحلو فهذا بالضرورة سيُنهي المحادثات بالانفصال أو على الأقل حق تقرير المصير خلال سنتين أو ثلاث لكي تبدأ حلقة أخرى من المعاناة «والفيلم الذي دخلناه» وإذا كانت بعض زعامات المعارضة تطالب بنيفاشا أخرى مع قطاع الشمال فهي بالتأكيد تخدم أغراض الجهات الساعية لتفتيت السودان وهو الأمر الذي لن يتم إلا على أجساد أهل منبر السلام العادل ومن قبلهم القطاعات الحادبة على وحدة السودان وسلامة أراضيه.. ولهذا ولغيره يفهم المنبر أن مجرد الرغبة والدعوة للتفاوض مع ناس عرمان وعقار تعني بالضرورة طلب الانفصال تماماً مثلما فهم التلميذ الشاطر أن الحوار الذي يبدأ بسؤال «ودمنو يا شاطر» ينتهي بسؤال «جيت الكم؟!» والتلميذ الشاطر هو الذي يباغت السائل بإجابة حاسمة عن سؤال «ود منو؟!» بقوله «جيت الطيش» والمنبر يقول لا تفاوض ولا حوار لأن نهايته الانفصال.. واسألوا مجرِّب ولا تسألوا طبيب..!! شايفين الشطارة دي كيف؟!!

{ كسرة:

قالت صحف الأمس إن ضحايا اشتباكات حكومة الجنوب في منطقة أبو جبيهة ارتفعت إلى مائتي شخص.. ومن بينهم واحد وعشرون قتيلاً من قبيلة أولاد حميد الرعوية هذا إضافة إلى الأسرى طرف جيش حكومة الجنوب.. ويستنكر أولاد حميد التعدي السافر على المواطنين وممتلكاتهم الزراعية.. والمتابع لقنواتنا الفضائية يرى أنهم يحتفلون ويغنون ويرقصون ويترسون ويفنجطون كأن المناطق الست المحتلة توجد في بوركينا فاسو وكأن الذين قُتلوا في المعارك في أبوجبيهة يتبعون إلى دولة مدغشقر.. والمطلوب يا جماعة يا قنوات يا فضائية أن تستشعروا المسؤولية فبلادكم تنقص من أطرافها والأعداء يجوسون خلال الديار وأولاد حميد يموتون في أبوجبيهة التي لا تبعد أكثر من ثلاثمائة كيلو متر عن الخرطوم.. يا جماعة يا قنوات أول حاجة أرسلوا مراسليكم لتغطية المناطق الست المحتلة وحدِّثونا عن حشود الجيش الشعبي المتاخم لآبار البترول في هجليج وحدِّثونا عن القتلى في أبو جبيهة وجوار بوط ومشارف النيل الأزرق وجنوب كردفان.. ثم بُثوا الحماس والاستنفار واليقظة في شعبكم.. بالأناشيد الحماسية وتعلية سقف الكلمة المقاتلة.. يا جماعة أوقفوا مؤقتاً الطرب والغناء والهشّك بشك والحنة و الترتر.. واستغفروا الله واستووا واعلموا أنكم في حالة حرب.. بعدين بالمهلة تعالوا للرقيص خاصة رقصة «الحمامة»…

صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. الناس زهجت وفترت وطفشت من البلدوموضوع الحرب موضوع مامعروف اوله من اخره وفي حلقه دائريه وحتي نيفاشا ماقدرت تحلوا وعجزت ولم يوجد منزل إلا وبه شهيد او شهداء من حروب الجنوب الكتيرة المسيخه البايخه العويرة التي هي كابوس ثقيل ولن ينزاح عن صدرونا واهه وبعدين الحل شنووو ؟والناس احسن تفرح وتمرح وترقص وتنسي والحكومه عليها المسؤوليه الكبري كما كبرت الاشياء من تمرد لحركات الي دوله وانفصال لابد ان تبحث عن حل فوري اوتعيد الجنوب:confused: 🙁