فدوى موسى

خليل وركوب الغرزة

خليل وركوب الغرزة
ايام دخول قوات خليل للعاصمة السودانية كانت من مشاهد التاريخ الحديث غير القابلة للتكرار لاعتبارات تتعلق بذهنية ووجدان السودانيين غير المبالين للعنف والاحتراب الأمر الذي بات مدخلاً تؤتي منه البلاد.. «ودخلة خليل الأولى للعاصمة» من المواقف التاريخية التي تسجل في الصحف السوداء لد فتر الأيام السودانية.. وها هو خليل يعاود التهديد والوعيد بالهجوم على العاصمة مرة اخرى رافضاً للاتفاق الأخير والجديد في الأمر أن خليل يهدد هذه المرة بالتعاون مع حركات اخرى.. فهل وجد خليل ركوب الغرزة حتى يكرر ذات المحاولة التي أودت بحياة نفر كريم وسجلت وقائعها في تاريخ السودان وحفظت بعض أسلحتها في المتحف عسكري.. نأمل ان لا تأتي عاصمتنا مرة اخرى من اي كائن كان.

الحمام يتشابى:

قال «إنك رجل فاسد وحرامي» وواصل عبدو «يا زول انت مربي حمام ونحنا ما قادرين نربي صغارنا» فقال له «يا عبدو.. مالو الحمام مضايقكم في شنو.. اكان قدرنا على الحمام انتوا زعلانين مالكم» فقال له «يا زول نحنا ما عندنا مشكلة مع الحمام.. لكن انت عشان تربي الحمام سرقت حفاظات الموية بتاعت الجمعية الخيرية..» فقال «أثبت لي أني سرقت الحفاظات» فقال له «فلان وفلان شاهدين.. واكان ما عاجبك انت بتأخذ رسوم من غير وش حق من ستات الشاي القاعدات تحت شجرة النيم الجنب بيت نسابتك ومفهمهم انك محلية ولا شرطة ولا شنو داك ما عارفين».. «يا زول مالك معاي.. بوريك بعمل فيك شنو؟».. «الحبة دي ما بتعملها عشان إيدك وسخانة يا أخي انت قاعد تقنص للسواقين وتأخذ منهم خمسمائة قرش وتديهم ورقة فيها ختم ما مفهوم كدا».. «بس لحدي هنا وأقيف قبلك».. «أها أقول ليك الشاهد فلان وفلان وفلان».. وعبدو يمسك بكفيه يمنى على يسرى ويعلق «الله يعافينا من جنس الحالات دي.. الناس دي جنت ولا شنو وخلت حمام الفساد يتشابى»،

الرئيس المحروق:

كلما طالعت صور الرئيس اليمني بعد الحريق الذي تعرض له واصبح له وجه بلون آخر «نيولوك» وانه ما زال متشبثاً بالكرسي أحسست بأنني لا أفهم النفسية السلطوية.. وأظن أنني أعتقد ان الامر لا يتطلب اكثر من مصارحة نفسية عميقة يقوم بها اهل السلطان مع انفسهم في شفافية كاملة.. ومن ثم ينظرون الى وجوههم في مرآة الحقيقة ويتذكرون شكل وجوههم عندما وصلوا الى الحكم ثم تمرسوا وطغوا.. فهل ما زالت تقاطيع وجوههم هي ذاتها القديمة الثائرة على الأوضاع وترديها.. «لكم في صور الرئيس اليمني عبرة واتعاظ..».. وهل يستحق السلطان كل هذا التشبث.

جدودنا زمان!!:

وقريبي عندما كان صغيراً لسانه يخطئ نطق الكثير من الكلام.. يوماً وهو يدندن «قدودنا زمان.. قدودنا زمان» أحار كل من حوله ماذا يقصد بهذه «القدود».. ولسان الحال اليوم إن هناك «قدود.. أو قل ثغور.. كثيرة تحتاج لتأمين».. ولا أدري على أي فرضية تطمئنا الحكومة بأن الحدود مع الجنوب آمنة.. ونحنا موعودون بسحب الجيش السوداني من أبيي مقابل فرض بسط سلطة وسياة اثيوبية لا نعرف على اي اتجاه ستكون «مويتها» «معانا ولا مع التانيين».. اذن لم يخطئ ابن عمي عندما كان صغيراً لأننا لم نفهم الوصية التي اتخذها جدودنا منهجاً.. او كما يتغنى اعضاء فرقة تيراب المسرحية «جدودنا زمان وصونا على الوطن.. على التراب الغالي الما ليهو ثمن» ويحلو لهم إضافة «الوصية ما فيها جبنة حبشية..».. ما علينا.. يبقى الوطن هو الوطن ويبقى جدودنا.. هم جدودنا..

آخر الكلام:

اشتات الأشتات تتوزع بينها المخيلة فيجئ كلامنا من جهة مرة ومن جهة أخرى.. يناقض بعضه ويوافق بعضه أحياناً ويكون بعضاً من هذا وذاك ولكن تبقى الرغبة موصولة في إدامة الوصل الدائم وإن لامس بعض الأوتار على خفيف جداً.
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]