في انتظار الحِلو !!!
ولعلنا نتوسل بالطرفة التي يسمونها »طرفة الحلو« والتي برعت فيها فرقة تيراب الكوميدية قبل أعوام حيث يقال إن جماعة من الضيوف و»قعوا« على أحد القرويين فرحب بهم وأنزلهم في داره الفسيحة.. ولما كان الوقت وقت الغداء فقد أحضر لهم ما عنده من طعام والذي لم يزد على كمية من الكسرة مرشوشة بالبصل والزيت وكثير من الملح والشطة.. والضيوف أكلوا قدر استطاعتهم ورفعوا أيديهم وتوقفوا عن تناول الكسرة بالشطة واستعدوا للنهوض إيذاناً بانتهاء الوجبة.. ولكن صاحب الدار صاح فيهم قائلاً »عليّ الطلاق ما تقوموا ولازم تنتظروا الحلو«.. والضيوف اعتقدوا وظنوا وبعض الظن إثم أن الحلو الذي ينتظرونه سيكون تعويضاً لهم عن البصل والملح الذي أكلوه.. وبعضهم اعتقد أن المضيف سوف يوزع عليهم الفواكه والكاستر والجلي وربما بعضاً من الباسطة والمكسرات هذا إن لم يتحفهم ببعض من الفواكه.. وكلما هموا بالوقوف كان يحلف عليهم أن ينتظروا الحلو.. وبالطبع استجابوا لإصراره وانتظروا وبعد مرور زمن ليس بالقصير جاء الحلو والذي لم يكن سوى ولد المضيف الذي بادر ابنه وهو يصيح قائلاً »يا الحلو جيب الإبريق غسل لأعمامك ديل«.
وإذا كانت نيفاشا انتهت بانفصال جنوب السودان فلن نجد هذه المرة من قادة حكومة السودان من هو مستعد لإعادة تكرار نفس المسرحية ودخول نفس الفيلم للمرة الثانية بنفس الطريقة ونفس الظروف.. ولا بد أن الكثيرين من مفاوضينا إن لم يكن كلهم قد وعوا الدرس تماماً وصار من المستبعد جداً أن يُلدغوا من ذات الجحر مرتين.. وبالطبع لن نستبعد أن تدعو المعارضة بإلحاح شديد وهي كالغريق الذي يتعلق بالقشة أن تدعو لعقد نيفاشا جديدة مثلما أيدت نيفاشا القديمة وان تنتظر على أحر من الجمر وتستجدي كل من تعتقد فيه مصلحة لإعادة عروشها الضائعة.. حتى لو كان من تنتظره هو الحلو أو حتى مالك عقار.. وقديمًا انساقت المعارضة وراء جون قرنق وانتظرت منه أن يحك ظهرها مثلما حكّت ظهره ولكن الرجل باعها في سوق النخاسة السياسية وانفرد بالحكم مشاركاً للمؤتمر الوطني إلى أن توج عمله بالانفصال.. ثم انتظرت من بعده واحداً تلو الآخر حتى وصلت إلى مرحلة انتظار الحلو. وستظل المعارضة تنتظر الحلو على أمل أن يأتيها بما لا يمكن أن تدركه بنفسها.. وهي لا تدري أن الحلو لن يستطيع هذه المرة أن يفيدها في شيء وسيكون من الأفضل والأوفق لها أن تنتظر »الكرازاي« الذي لن يكون الحلو والذي تختاره أمريكا قائماً على أمر البلاد تحت إشراف الفرنجة بمنطوق البند السابع من قانون مجلس الأمن الدولي الأمريكي .
{ كسرة:وصل إلى جوبا عاصمة دولة الدينكا قادماً من يوغندا أول الأمس مني أركو مناوي وتزامن معه حضور جبريل إبراهيم بتاع العدل والمساواة إلى ولاية الوحدة »وبهذه المناسبة ننصح الجنوبيين بتغيير اسم الولاية من الوحدة إلى أي حاجة تانية«.. وأكدت بعض المصادر أن مناوي وصل عن طريق البر وتفقد معسكرات متمردي دارفور بمنطقة راجا وعاد إلى جوبا لاستلام المركبات التي وفّرتها حكومة الجنوب عبر ميناء ممبسا الكيني بدعم من الكيان الإسرائيلي..
طيب يا جماعة الباقي لينا شنو ع شان نعمل على إسقاط حكومة الجنوب وندعم المتمردين ضدها.. هل ننتظر منهم أن يأتونا في الخرطوم أم ننتظر حتى يشرب باقان القهوة في شندي مثلما كانت أمنية قرنق قبل أن يهلك..
صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر
[SIZE=3]كتر خيركم والله منتظريني عديل[/SIZE]
يا د. عبد الماجد عبد القادر البتعملوا فيه ده، ومعاك الطيب مصطفى واسحق أحمد فضل الله غلط كبير وغير مسئول من أناس يفترض فيهم العقل والحكمة والتريث. أنتم في الواقع تقرعون طبول الحرب بهكذا عنصرية فجة وقبيحة تطالون بها كل المجتمع بدل عن تتحدثوا بموضوعية عن خصومكم السياسين. الجنوبين سيظلون أخوتنا وشركاءنا في هذا الوطن السوداني العريض، وكذا أهل دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق. الشعب السوداني ليس كله مؤتمر وطني كما ليس كل الجنوبين حركة شعبية.
نحن كشعوب ومواطنين غير مسيسين، خاصة بمناطق التماس والتماذج بين الشمال والجنوب، نعيش حياتنا الطبيعة نتقابل في الأسواق نتشارك موارد المياه والمراعي نتبادل الزيارات في الأفراح والأتراح، كأن أنفصالاً سياسيا وجغرافيا لم يحدث، لا كبير نعطي أعتبار لخلافاتكم السياسية. أسألك بالله أن توفد من تثق فيه لأحد أسواق بحر الغزال ليروى لك عدد المواطنين من الشطر الشمالي والحفاوة والتقدير بينهم وأخوتهم الجنوبين.
لا تقرعوا طبول الحرب، أنتم ليس من الرجال الذين يتقدمون الصفوف ويدافعون عن قناعاتهم كما الرجال. بل في الغالب لن يتعدي دوركم النياح والسكلي على صفحات الجرايد، هذا إن لم تجهزوا تذاكركم وعائلاتكم مسبقاً للهروب، بينما يموت الشرفاء والبؤساء والمحرومين في جبهات القتال من أجل أن ستظلوا أنتم تتمتعوا وعائلاتكم برغد العيش.
تفاوضوا مع عقار والحلو وعرمان وجبريل ومني وعبد الواحد وأوشيك وترهاقا ومع كل السودانيين، أتركوا الإنتماءت الضيقة، فالوطن يسع الجميع بل في حاجة لعشرة أضعاف العدد الحالي لتعميره.
ألهم هل بلغنا فاشهد ،،،