نادية عثمان مختار

شروط الشيخ الترابي لمصالحة الحكومة ( رومانسية) حد الاستغراق !!


شروط الشيخ الترابي لمصالحة الحكومة ( رومانسية) حد الاستغراق !!
عندما قرأت؛ مجرد العنوان الذي جاء في صحيفة ( الأهرام اليوم) عن الشروط الستة التي وضعها الشيخ حسن الترابي للصلح مع حزب الحكومة، وكما جاء في العنوان (الترابي يضع ستة شروط للصلح مع حزب البشير) رددت بيني وبين نفسي عبارة سمعتها من الكثيرين قبلي، الذين قرؤوا وسمعوا عن اتجاها لصلح مرتقب بين الوطني والشعبي ( أها قول اتصالحوا ونحنا مالنا وحانستفيد شنو) ؟!
سؤال سأله غيري عندما رشح الحديث عن وساطة مصرية ستحاول إصلاح الحال المائل بين الوطني والشعبي في لقاء يجمع بين الشيخ الترابي وتلميذه ( سابقا) الشيخ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية ( الشعب استفاد شنو لمن كانوا متصالحين وخسر شنو لمن اتشاكلوا وحايربح شنو بمصالحتهم من تاني)؟!
الحوارات العديدة التي دارت وتدور بين حزب الحكومة والأحزاب السياسية الموجودة في البلد قاطبة- على اختلاف أيدلوجياتها وتوجهاتها- ما الذي استفاده منها الشعب كشيء مادي وملموس يذكر؟! وأعني بالشعب هنا (رجل الشارع العادي) الذي يريد خبزا بسعر معقول، ومياها نقية، وعلاجا وكساء له ولأبنائه !!
حديث حوار الأحزاب مع الحكومة وصلحهم واختلافاتهم يطالعه بعض أبناء هذا الشعب من الكادحين ليس بعين المراقب المهتم ولكن بعين الراصد لأشياء من باب الاطلاع أو حتى الفضول فحسب لأن اتفاق الحكومة وزعماء الأحزاب لا يعود بفائدة إلا على الزعيم الحزبي المعني، ومن ينتمون وينتسبون لحزبه في حين أن الأغلبية من بني هذا السودان لا حزب لهم سوى السودان بأمياله المنقوصة بعد انفصال الجنوب فقط لا غير !!
وجدت نفسي أطالع شروط الشيخ الترابي الستة للصلح مع الحكومة وأنا أرفع حاجب الدهشة عاليا وشروطه هي بحسب ما جاءت في الخبر كالآتي (قال الترابي:” لابد أن يعترفوا أنهم أخطأوا، وأن يعتذروا للمعتقلين والمسجونين ويردوا أموال الناس ويعتذروا للجنوبيين، وأن يعترفوا بأخطائهم في دارفور ثم بعد ذلك يتركوا الحكم ومن الممكن ان نعفو بعد ذلك) !!
حسنا .. هب أن الحكومة خضعت لهذه الشروط ( التعسفية) وقدمت اعتذارا رقيقا مشفوعا ببوكيه ورد من الفل والريحان وبعض شتول الجهنمية الحمراء لهذا الشعب ( الرومانسي) الذي تظنون!!
وهب أنها أطلقت سراح المعتقلين والسجناء جميعهم حتى المسجلين خطر !!
وهب أنهم ردوا كل مليم (نهبوه) من هذا الشعب وبالأرباح كمان !!
وأنهم قدموا عريضة اعتراف بأخطائهم في دارفور عن كل سنوات الحرب والعذاب !!
فهل يعقل بعد أن يطلب الشيخ الترابي كل ذلك ان يختم شروطه بأن يتركوا الحكم كشرط أخير لكي يقبل بمصالحتهم ؟!!!
يتركوا الحكم عديل كدا ؟!!
دون ثورة ولا انتفاضة ولا اقتلاع من الجذور ولا انقلاب بدبابة ؟!
هل يحلم الشيخ الترابي بأحلام وردية وهو بين ظهراني أرض الكنانة ومهد الأهرامات، أم ما هذا الذي يقوله ياترى ؟!
هب أن الحكومة فعلت كل ما اشترطه الشيخ ليقبل بمصالحتهم حتى انهم تركوا الحكم فما الذي سيقدمه الشيخ الترابي للشعب من جانبه ؟!
هل سيقدم له اعتذارا مماثلا، بل أكبر حجما لأنه هو الذي (أتى بهؤلاء) يوما؛ وساق المشير للقصر رئيسا ومضى هو للسجن حبيسا ؟!!
و
الشعب يريد إتمام الصيام !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/7/28
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]