نور الدين مدني
تنبيه مهم

* للأسف بعض الآباء والامهات وأولياء الأمور يظنون – وبعض الظن إثم – ان مسئوليتهم تنتهي عند توفير الحاجات الضرورية لاولادهم واسرهم خاصة في ظل الانشغال المتزايد بتوفير استحقاقات هذه الحاجات الضرورية وينسون الجوانب التربوية الأهم.
* ان الصغار في حاجة الي الرعاية والتنشئة الاجتماعية والاخلاقية بدرجة لاتقل عن حاجتهم للغذاء والكساء والمأوى لانه لايكفي بناء الأجساد ونموها بمعزل عن التربية الروحية والاخلاقية والاجتماعية.
* صحيح ان التربية الروحية والاخلاقية والاجتماعية ليست فقط مسئولية الآباء والامهات واولياء الأمور وحدهم، وانما تتحمل المؤسسات التعليمية والتربوية والارشادية، بل والاندية الثقافية والاجتماعية والرياضية مسؤولية مشتركة لتأمين واستكمال العملية التربوية.
* نقول هذا بمناسبة قرار وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم بتفعيل قرار مجلس الوزراء الاتحادي بوقف الجلد نهائيا في المدارس، لان هذه الوسيلة التربوية لها نتائج سالبة على التنشئة الاجتماعية السوية لأبنائنا وبناتنا دون ان يعني ذلك الغاء اسلوب العقاب التربوي المقابل لاسلوب التحفيز التربوي المطلوب.
* هذا ينطبق أيضاً على المؤسسة التربوية الأولى التي ينشأ فيها الصغار ونعني بها الأسرة فالعقاب البدني العنيف بما في ذلك الجلد الذي يتم بصورة مهينة ومذلة للصغار يضر أكثر مما ينفع، وانما لابد من اتباع وسائل عقاب مختلفة ووسائل تحفيز مقابلة لها في حدود المتاح وعند الضرورة.
* ولان العملية التربوية عملية متكاملة تظل القدوة الحسنة في مقدمة الوسائل الاكثر فعالية في تربية الصغار وتنشئتهم، والتوجيه والارشاد في حالتي العقاب والتحفيز بعيداً عن العنف البدني والتحفيز المادي المباشر..
* إن تفعيل قرار مجلس الوزراء الاتحادي بوقف الجلد في المدارس فقد نبهنا الى هذه القضية التربوية الأهم التي لا تكاد تجد الاهتمام الكافي وهو تنبيه مهم لكل الآباء والامهات وأولياء الأمور.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1042 – 2008-10-07