رأي ومقالات

مشروع جريمة قتل ..!


[JUSTIFY]يتواصل الأهل ويتداخل الجيران في أمان الله بقلوب مفتوحة وأبواب مواربة ثم يكتشفون ? فجأةً – أن بين ظهرانيهم مغتصباً أو متحرشاً يتلصص بين نوافذهم المشرعة.. فمغتصب الأطفال قد لا تشوب سلوكه العام شائبة، وهو في الغالب الأعم شخصية نمطية تأكل الطعام وتمشي في الأسواق وتجامل في الأتراح وتبشِّر في الأعراس.. وهنا مكمن الخطر..!

الملاحظ في السير الذاتية لمغتصبي الأطفال – الذين تحوّلوا بمرور الوقت إلى قَتَلَة – هو تساهل المجتمع الأسري مع أفعالهم في مواقف سابقة وتسامح المجتمع المهني مع فضائحهم الأخلاقية في محيط العمل.. فيقال لك إن فلاناً كان يعمل في مكان سابق وتم فصله لسوء السلوك.. وإنّ علاناً قد ثبتت عليه واقعة تحرش قبل أن تتم إدانته بجريمة اغتصاب.. وهكذا.. وهنا مكمن الخطورة، فغياب التدابير الرادعة وسذاجة التعاطي مع مفهوم «السترة» هو القاتل الصامت، وهو السبب الرئيس في تفاقم جرائم التحرش والاغتصاب في مجتمعاتنا..!

لا معنى إيجابي إذن ولا فائدة يجنيها المجتمع من نفي وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم لكون حالة مسجلة بعينها تحرشاً وليس إغتصاباً، فالفرق بين جريمة التحرش والاغتصاب هو مسألة صدفة لا أكثر.. بل ليت وزارة التربية والتعليم أعطت جريمة التحرش بالأطفال حقها من الخطورة – في معرض نفيها المتساهل – باعتبارها شروعاً في اغتصاب طفل مع سبق الإصرار وعظيم الترصد..!

الفرق بين المُتحرِّش والمُغتصِب هو وقوع ظرف طارئ يحول دون اكتمال دائرة الجريمة.. والفرق بين الموت والحياة بين يدي المغتصب تحكمه تلك الشعرة التي تفصل بين السترة والفضيحة.. ومتى ما استشعر القاتل حلول الفضيحة تخلص من الطفل شاهد الجريمة، ثم عاد إلى ممارسة طقوس حياته السوية في ظاهرها دون أن يشعر به أحدٌ..!

المتحرشون بالأطفال هم مشاريع قتلة بامتياز، وقد ينجو الطفل المتحرش به لأنّ الظروف لم تكن مواتية لنوايا المعتدي.. لذلك نقول إن حماية المجتمع من هذه الجرائم يبدأ بوعي القائمين على أمره بأن حوادث التحرش هي أفعال إجرامية لها تكييف وتقييم مزدوجان (جريمة كاملة الأركان من جهة، وشروعٌ مُكتمل الأركان في ارتكاب جريمة أشد فظاعة من جهة أخرى)..!

العلاقة بين انتشار الجرائم التي تقلق أمن المجتمع وتعديل مواد أو فقرات بعض القوانين طردية.. عندما تكشف بشاعة تلك الجرائم الفجوات ومواطن الضعف والقصور في بعض القوانين لا بد من فتح باب الاجتهاد بتعديلات متشددة، تحكم وثاق الظواهر فتحد من ارتكاب الجرائم..!

صحيفة الرأي العام
منى ابو زيد[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. الله يعافينا ويعافيهم يامنى يابنت ابوزيد لكن والله هم مرضى فى احلى من النساء لا والله والحلال الحلال التى تشعر معها بالامان والراحة لكنهم اصحاب العقد النفسية نسأل الله العفو والعافية لقد ابدع الخالق جلا وعلا فى خلق المراة وجعل كل شئ فيها متعة للرجل فلماذا الشذوذ ارجو من الحكومة ان لاتتهاون معهم هؤلا يصطادو فلذات الاكباد اقتلوهم واقيموا عليهم حد الفساد فى الارض

  2. أختي منى ….استعراضك للمشكلة كان منطقيا ولكن لزاما علينا اولا ان نعرف اسباب هذا التغير السلوكي الطارئ و أنا أرى ان انتشار المخدرات في المجتمع و خاصة بين الشباب هي السبب الرئيس في هذا السلوك الاجرامي الذي يقتل البراءة دون ذنب …نحن مستهدفون من قبل الذين لا يريدون لنا ان نبني مجتمعا اسلاميا معافى من امراض العصر التي فتكت بمعظم بلدان العالم( و ماقصة الامريكي هارفي ببعيد) فهم يحملون معاول الهدم الينا بمسميات مختلفة ..فالذي يستعمل المخدرات هو حيوان كاسر في سلوكياته ولكن يبدو بريئا بسبب حالة اللا شعور التي هو عليها …فبمعرفتنا للاسباب نستطيع معالجة هذا السرطان قبل ان يكون جزء من امراضنا المعروفة والمألوفة لدينا كالملاريا و التايفويد!!!!! و أخيرا أسألكم بالله هل هنالك (انسان سوي له عقل سليم و قلب سليم يغتصب طفل لا يعرف للجنس معنى ؟؟؟؟؟)…علينا تجفيف مصادر المخدرات أكثر مما عليه الان …مع الشكر و التقدير لجهاز مكافحة المخدرات لجهودهم و لكن المشكلة تتناوبها أذرع طويلة و كثيرة بعدم الازالة!!!!!!