فدوى موسى

أول يوم ..!

أول يوم ..!
كعادته يظل كل عام متهيباً الشهر الكريم في تفاصيل يومه الأول «عبدو» لا يعرف صيام الاثنين أو الخميس أو عاشوراء أو طلوع عرفة أو غيرها من أيام الصيام المستحب.. فقد درج منذ أول رمضان وجب عليه أن يصوم الشهر بقدرة قادر، ومن أول يوم تبدأ «دراما جرسة عبدو» التي يعرفها جميع أهل الحي.. رغم أنه يتخلى عن المكيفات من «قهاوٍ وشواهي وشيشة و..» من قبل وقت كافٍ إلا أنه يظل في حالة توجس من اليوم الأول.. حتى صار معظم الجيران يلاحقونه في يومه سؤالاً واستفساراً «أها كيف يا عبدو اليوم الأول» ليجيب «لحدي هسه ما في عوجة» تقريباً تكون «هسه تماماً العاشرة صباحاً» ليكرر عليه ذات السؤال شخص آخر في زمن آخر ومحضر الاجابات «نتحمل.. تعب.. عطش.. قربنا.. فضل تسعة وعشرين يوماً و..» ورمضان كريم.

إفطار بره

في اليوم الأول لرمضان.. يخرج أناس جدد بموائدهم ويختفي البعض من موائد الشارع.. هذا العام أقعد «مرض السكري» عمك الزين من الصيام، وبالتالي من الخروج للشارع نسبة لاحتجاجات «الولية» على إعداد صينية وعمك «فاطر».. أما «البكري» فقد احتجب عن الخروج للإفطار في الشارع اعزازاً لقسمٍ سابقٍ منذ رمضان الفائت «عندما احتدم النقاش بين زوجته وزوجة جاره حول الملاعق وكورة العضم».. أما «عمك عبد الرسول» اختفى بصينيته من الشارع هذا العام، لأن ابنته التي تصرف على المنزل اخطرته بعدم إخراج صينية للشارع العام نسبة للغلاء، ولكنه اشترط عليها أن يفطر بالداخل مقابل أن يترك باب الشارع مفتوحاً، بعد أن اقتنع أن يكون الباب موارباً.. أما عمك «السنجك» «لبد ساي».. ما عارفين سبب عدم خروجه شنو؟.. عموماً تبقى الموائد على قارعة الطريق من سمات الأحياء العريقة والشعبية، ولكن ترى لماذا يقل عدد الموائد بالشوارع أول يوم كل عام.. اللبيب يجاوب «والماعايز يفطر بره يمرق بره».

(أغاني الأغاني)

لا أعرف ماذا سيقول عني رجالات ديننا.. وعلماء الافتاء.. أنا أحب هذا البرنامج وما أن انتهي من الإفطار وصلاة المغرب الا واتوجه مباشرة لحضوره.. ولا أرى أي حرج في ذلك واحس بسعادة وأنا أتعرف على وجدان واحساس الغناء السوداني.. ترى هل أنا مذنبة؟ هل سيقام عليّ حد حضور برنامج أغاني وأغاني؟.. ولو رجعنا للعام السابق لوجدنا أن رئيس الجمهورية ذات نفسه قد وعد بالظهور في هذا البرنامج.. ماذا جد هذا العام؟.. «وقمنا على مهلنا.. قمنا على مهلنا..» خلو الدجل دا وسيبوا الشعب يفرح مع صيامه وقيامه وأسعاركم الغالية دي «ما تفصفصوها شديد»..

آخر الكلام

أجمل الشهور.. هذا الرمضان الكريم فيه إعمار المساجد، فيه كثافة التلاوة والتعبد، كما توجد براحة للترفيه.. ورمضان كريم يا شيوخنا.. تصوموا وتفطروا على خير..
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]