ضحكة حزينة
ضحكة عاجزة:
وأم الحسن.. تخفي ضراعاتها ووجلها من حديث فقر أطبق على البيت وحاصر أركانه وجعلها تلتحف ثوب سترتها وتخرج مسرعة إلى جارها «الميسور الواصل» لتحدثه حديثاً لم يسمعه منها طيلة الاثنين والعشرين عاماً.. فقد عهدها جارة جسورة تحتمل الكثير.. قبل أن يقفز هو بواقعه.. ويرتفع.. كانت له ذكريات مع زوجها وأبنائها عندما كانت تجمعهم ظروف الطبقة الواحدة.. أما اليوم وقد ارتحل إلى الطبقة الأعلى وزاد البون اتساعاً.. في ذلك اليوم.. «أم الحسن» تجاسرت على ما دأبت عليه من فقه السترة.. ولم تجد بداً من هذا المدخل.. «الأمين.. يا اخوي ظنتك شايف وعارف الحاصل علينا.. وفي يوم ما شحدنا.. لكن براك عارف من ساعة اتشل الصافي والمسؤولية تقلت عليّ.. اكان بتقدر تشوف لينا جهة تدعمنا الله يجزيك خير.. وقبل كده اكان بتقدر تشوف لينا كرتونة رمضان ولا أي مواد عشان الصيام تكون ما قصرت».. ولم تجد أم الحسن نهاية لحديثها إلا ضحكة عاجزة تستر بها حالها وتلملم ما بقى من كرامة وتترحل من أمامه مرفوعة الجبين.
ضحكة افتراضية:
الخيال يراود بعض الافتراضيات الجميلة.. فيها شيء من التمني وشيء من الرغبة الدفينة والدعوة الفاتنة لمباهج الحلو المسموح من رجاء ودعاء.. بأن تسمو حاجيات الواقع إلى رحابة الافتراض العفيف الشفيف.. وخيط رفيع ما بين الأسود والأبيض يجتذب الذهن للعود للواقع المحموم بالمشغوليات والواجبات أن لا طريق إلا الواقعية المجردة التي حسابها «ولد ضكر».. وعندما يبدأ الحساب تكون هناك النيران والجنان.. ولا طريق يحتمل الانفلات من بين الطريقين.. لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار.. وتفتر الضحكة الافتراضية باعتبار أن الافتراض استباق بالخيال.. لعل وعسى تصدق أو تكذب ذلك حدس الأيام وتصاريف الاقدار..
آخر الكلام:
قال لها الضحك والبكاء انفعالات ليس إلا.. قالت له كل إناء بما فيه ينضح.. فما خرجت الضحكة إلا بعد أن امتلأ إناء الإنسان وعلته الضحكة، أما الحزن فلا..
مع محبتي للجميع..
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]