جعفر عباس

لماذا لم أربح المليون


[ALIGN=CENTER]لماذا لم أربح المليون [/ALIGN] هذه خاطرة تعود بي الى الوراء نحو ست سنوات عندما وصلتني رسالة استفزازية من قارئ سوداني يقيم في المنطقة الشرقية في السعودية، وكما تثبت الوثائق والمستندات في مكتبة الكونجرس ومانشستر يونايتد، فان تلك المنطقة الغنية بالنفط، تقع ضمن أملاك جدي عنترة، ذلك الرجل الغشيم الذي ظن بالعرب خيرا، فحكموا عليه بالعزوبية خوفا من ان يقوم بتلويث نسلهم الجاهلي، فاضطر الى الحصول على تأشيرة خادمة من الفلبين، واستعان بمكتب للعمالة في الدمام، ولأنه ابن أصول، فقد تزوج بها على سنة الجاهلية الجهلاء والضلالة العمياء، ويفسر هذا الوسامة وبهاء الطلعة اللتين يتحلى بهما ابو الجعافر المهجّن، وأعود الي صاحب الرسالة، وهو بلا شك سوداني غير محسّن ومهجن مثلي، (بالمناسبة فإنك إذا كنت ذا فراسة ستعرف ما إذا كان شخص ما سودانيا أم لا من اسمه..

أسماؤنا في وسط وشمال السودان كلها واضحة: محمد عوض ادريس ابراهيم مصطفى الأمين الطاهر.. ولن تجد عندنا تشكيلة الأسماء العجيبة التي تجدها في منطقة الجزيرة العربية حيث يتم تجميع حروف غير متجانسة لـ: توليف “أسماء عجيبة مثل شغبروظ وطفحش، ومن ثم فإننا لا نعرف ظاهرة الإعلان في الصحف عن تغيير الأسماء، كما حدث مع الآنسة “إسهال معاوية”، التي تضايقت من ان اسمها يثير ضحك زميلاتها فذهبت الى المحكمة وغيرت اسمها الى “إسهال منصور”!..المهم ان الرسالة كانت استفزازية وقاسية، وكان أقسى ما فيها انها كتبت بلغة رصينة وعبارات قوية ولاذعة، وخلاصتها ان ابا الجعافر قضى وقتا طويلا في الخليج وعليه ان يرحل عائدا الى السودان (فال الله ولا فالك يا رجل، فكيف ارحل ودولة قطر وقد صارت يا دوب تجني عائدات استثماراتها في الغاز الطبيعي؟)، ثم بلغ به العنت والعسف درجة طالبني فيها بمشاهدة القناة الفضائية السودانية 8 ساعات يوميا، وكانت فضائيتنا في ذلك الأوان تسبب الاكتئاب والتهاب البروستات، بدرجة أن منظمة العفو الدولية اعتبرت برامجها نوعا من التعذيب، وأضاف صاحبنا ان ذلك كفيل بتخليصي من فيروسات رزان وليليان وما إليهن من مبطلات الصيام الفضائية. وعن غير قصد فقد نبهني الى أمر شغلني لبعض الوقت وتناسيته، حين قال ان القناة السودانية ستعيد الي رشدي بعد تهويم في عالم الأحلام مع برنامج ام بي سي “من سيربح المليون”.. هذا البرنامج سبب لي حولا في العدسة اليمني للنظارة، وخللا في كروموزومات ساعتي التي اشتريتها بأربعة دولارات من بائع خضروات في سنغافورة، فبعد ان تابعت أجوبة معظم المشتركين على الأسئلة الأولى الخفيفة من المسابقة، قررت تمزيق أي مستند يدل على انني نتاج النظام التعليمي العربي او الثقافة العربية المعاصرة: قرداحي يسأل: عاصمة عربية – افريقية اسمها مشتق من عضو في جسم اكبر حيوان في العالم، وهو نفس الاسم لأداة لتوصيل المياه ورشّها وأول حرف فيها الخاء؟؟ وتأتي الإجابة الواثقة: خراسان.. فيتأكد لك أن المتنافس نفسه هو اكبر حيوان في العالم!! وحقيقة أصابتني متابعة هذا البرنامج بالغرور، لأنني وفي اكثر من حلقة أجبت على الأسئلة حتى وصلت جائزتي المفترضة الى ما بين 250 ألف و300 ألف ريال، من دون الاستعانة بالجمهور او صديق، بالدرجة التي حثتني فيها زوجتي على الاتصال بقناة ام بي سي، لخوص التصفية الأولية والتوجه الى لندن، غير ان ابنتي مروة قالت لأمها: وهل تعتقدين ان ابو الجعافر سيعود إليك لو كسب المليون؟ عندئذ فقط بدأت زوجتي تحدثني عن ان القناعة كنز لا يفنى!! وأن جوائز التلفزيون فيها شبهة التحريم.

زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com


تعليق واحد

  1. اضحك الله سنك أخي جعفر أبو الجعافر ، فنحن نتلمس ذلك الجمال في كتاباتك وقد ظهرت منى سليمان لتحمل الراية منك وأنا اعلم انك لن تسقط الراية ولكن تساعدك على حملها لأن الساخرين هذا الزمن هم نسمة جميلة في ذلك الزمان العجيب ، عليك مساعدتها

  2. اخي جعفر الفي البر عوام
    انت حاول المشاركة في البرنامج و ورينا فلاحتك

  3. والله ياابو الجعافر اول مرة اضحك من موضوع مكتوب لمن ادمع
    يابو الجعافر ماتحاول تكتب ليك قصة وسيناريو وحوار لمسرحية سودانية
    بدل العوارة القاعدين يقدموها لينا دي

  4. لله دارك يا ابو الجعافر وادخل السرور على قلبك كما اضحكتنا
    الحقيقة انا سودانية مقيمة بالقاهرة وعندهم هنا مثل بقول
    قصص ريش طيرك لا يلوف بغيرك ومن حقها ام العيال ان تخاف عليك من الرحلة غير المامونه بالسفر الى بريطانيا ههههههه